مسؤول إيرانيّ: كنا دائماً مستعدّين للحوار مع السعودية لكن قرارها ليس بيدها
مضيق هرمز مؤثر على اقتصاد الشعوب وإيران تتّجه للانضمام إلى اتفاقيّة “أوراسيا”
أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مقابلة مع “الميادين” أن “اغتيال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للفريق قاسم سليماني مثّل نهاية حضور قواته في المنطقة”، مشيراً إلى أن “عملية الاغتيال هذه أظهرت جبن الولايات المتحدة في مواجهة قائد ميداني بالإضافة إلى خطوتها الأخرى بإعلان صفقة القرن، ما أكد أنها لا يمكن أن تكون وسيطاً في أي تسوية”.
وزير الخارجية الإيراني أكد أن “السلطات الإيرانية ستلاحق الولايات المتحدة لدى المراجع القضائية الدولية بتهم ممارسة إرهاب الدولة فضلاً عن الإرهابيْن الاقتصادي والثقافي”.
ولفت الوزير أيضاً إلى أن “التشييع المليوني للشهيد الفريق سليماني كان صفعة مدوّية أكثر وقعاً على إدارة ترامب ستمتدّ آثارها حتى خروج أميركا من منطقتنا”.
من جهة أخرى، أكد قائد البحرية الإيرانية الأدميرال حسن خانزادي أن “النظام الأميركي في طريقه إلى الانهيار». وأوضح أن «النظام الأميركي وضع قدماً على طريق الانهيار باغتياله الفريق قاسم سليماني».
وفي ما يخصّ سلاح البحرية الإيراني، قال خانزادي إن «إيران حققت تقدماً ملحوظاً في صناعة الغواصات».
كما ذكر أن «مضيق هرمز أحد أكبر الممرات البحرية، التي يعتمد عليها اقتصاد الشعوب».
بدوره، قال مدير مكتب الرئاسة الإيرانيّة محمود واعظي، إن «الشعب الإيراني بمقاومته وصموده تصدّى للمخطّطات التي تهدف إلى ضرب الاقتصاد الإيراني».
وخلال الاجتماع الذي عُقد في مدينة ساري، أول أمس، مع الناشطين الاقتصاديين وخالقي فرص العمل بمحافظة مازندران شمال إيران، قال واعظي «علينا تيئيس العدو وأن نضع أيدينا بأيدي بعض للعبور من هذه الظروف الصعبة».
وأشار إلى أن «العدو فرض خلال الأشهر الثمانية الأخيرة مختلف أشكال الحظر على الشعب الإيراني، إلا أن إجراءات الحظر هذه لم تعُد تؤثر بصورة تذكر مثلما كان تأثيرها في العام الماضي على السوق وأسعار السلع والعملة الأجنبية وأذهان الشعب».
وأضاف «في ما مضى كانت البلاد تبيع مليونين و700 ألف برميل من النفط، وكانت توفر نحو 100 مليار دولار من بيع النفط، وصادرات السلع غير النفطية، لكنها انخفضت اليوم عما كانت عليه، حيث تتوجب علينا جدولة الاحتياجات حسب الأولوية وتوفير المواد الخام والسلع الأساسية وفرض بعض القيود لمواجهة الظروف الصعبة».
وقال مدير مكتب الرئاسة الإيرانية، إن «إيران في صدد الانضمام إلى اتفاقية (أوراسيا)، فقد أصبحت الظروف مهيأة أكثر لصادرات المنتجات الإيرانية إلى هذه الدول وفق الضوابط المرعية»، وأضاف أن «أسواق روسيا وسائر دول المنطقة تعد أجواء مناسبة للتجارة حيث ينبغي استثمارها بصورة صحيحة».
وسعت طهران للتغلب على الحصار الأميركي، عبر دعم الصناعات الوطنية وتوجيه اقتصادها نحو أسواق جديدة، إضافة إلى خفض الاعتماد على العائدات النفطية. ويأتي ذلك في وقت وصلت فيه إيران إلى الاكتفاء الذاتي في العديد من المجالات الزراعية والصناعية.
في سياق منفصل، قال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيراني، سيد كمال خرازي، إن بلاده كانت دائماً على استعداد للحوار مع السعودية، منتقداً التدخلات الأميركية التي حالت دون ذلك.
وخلال تصريحات صحافية، أكد خرازي أن «رؤية إيران تركز على تأمين المنطقة من قبل دولها لا من قبل الخارج»، مضيفاً: «كنا دائماً مستعدين للتفاوض مع السعودية، لكن القرار ليس بيد حكامها».
وتابع: «المصالح الأميركية تلقي بظلالها، يحاول الأميركيون الاصطياد في الماء العكر، ولا يسمحون لحكام السعودية باتخاذ قرارات مستقلة، والأحداث الأخيرة أوضحت الفرق بين إيران المستقلة وبعض الأنظمة العربية التابعة».
وعن رد طهران على اغتيال قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، أكد أن «الضربة الإيرانية للقواعد العسكرية الأميركية لم يسبق لها مثيل، لأنه لم يجرؤ أي بلد على استهداف قاعدة أميركية بشكل مباشر انتقاماً للعمل الإرهابي الأميركي».