التشكيلي أسامة دياب.. تحوّلات سورية الأنثى
بفرشاة، وألوان مطواعة، وقماش مستلقٍ، أمام عينيه السابرتين ما خلف اللون، ليرسم دهشة لوحة، يعيد الفنان السوري التشكيلي أسامة دياب تشكيل الأشياء.
ولوحته، بألوانها العميقة، تتشح بسواد كدخان حرب، خبرتْها جرمانا، حيث يقيم، التي كاد أن يحاصرها الإرهابيّون، عندما كانوا يحاولون الالتفاف على الملكة دمشق من خاصرتها الجنوبيّة. يجاور الأسود أصفر فوسفوريّ يلمع في حدقة الرائي كانفجار. لكن كل هذا لا يحجب بهاء سورية الأنثى، فتبسق قامتها شجرة جمال يانعة الحضور ومورقة الحياة على صليب وطن كان وحيداً يمور بإرهاصات عالم جديد وإنسان جديد، بعد انتحار العالم القديم، بفتاويه وعنصريّته وتحرّجه ونظرته المدّعية كشف حقيقة من ثقب كهف.
الأنثى التي تحتفي بها لوحة أسامة دياب هي سورية الجميلة، سورية الفتاة، سورية الأمل، سورية الأسرة المشتتة بين جهات الأرض وفوق البحار والمحيطات وفي كل بلد ولغة، سورية الدولة المشلّعة بالأمس بين كواسر المفترسين في الشرق والغرب، بمسوخ وحشيّة، المتّجهة إلى وحدة الفكرة والتكوين والتحرير بالدم المقدس واللون البهيّ، سورية اللوحة التي تنسجها البطولة المقدّسة.
يرسم الفنان التشكيلي دياب بتعبيرية واقعية هي أقرب للمتلقي وشخوص يملؤها الحزن والبساطة مستخدماً أدواته ومدلولاته الحرّة والمتوافقة مع جوهر ما يحسّ في رؤية تتملّكها الدهشة في التكوين وقوة اللون. فهو يعيد للمتلقي أسئلته حول ما يشاهد في حواريّة جميلة تأخذ به إلى الرضا والتأمل.
والفنان التشكيلي أسامة دياب من مواليد بنش في محافظة إدلب درس الفنون الأكاديمية في جامعة دمشق وتخرّج منها في 1985 باختصاص تصوير.. عمل في مجال الإعلان بشركات خاصة محلية وعربية. أقام العديد من المعارض الفردية في دمشق واللاذقية بلغت 7 معارض.. وأقام ملتقيات فنية عدّة لصالح وزارة الثقافة وآخرها ملتقى التصوير في السويداء عام 2017. شارك في المعارض السنوية الخاصة بوزارة الثقافة (معرض الخريف.. ) إلى عشرات المشاركات في نشاطات التكريم والمعارض الجماعيّة التي أقيمت في مدن سورية عدّة ومشاركات بمعارض وسمبوزيومات في مدينة فينيسيا في إيطاليا وايسلوه في المانيا.. وفي معرض الكتروني في باريس في مؤسسة زيرفا العالمية.. عمل مدرساً محاضراً في كليتي الفنون الجميلة والعمارة في جامعة دمشق..