أولى

تركيا وشمال سورية

التعليق السياسي

ما يفعله الرئيس التركي في شمال سورية ليس مجرد عمل طائش لزعيم مصاب بجنون العظمة يعجز عن تقبّل سقوط مشروعه بالعثمانية الجديدة وتكريس سلطنته التي عاش أحلامها لسنوات. فالسياق السياسي للتوغل التركي في شمال سورية هو إرباك مشروع قيام الدولة السورية وموقع هذا الإرباك في مشروع أكبر ينكر الرئيس التركي انخراطه فيه هو المشروع الأميركي في المنطقة.

في سياق تاريخي مفصلي لتزامن تصادم محور المقاومة، وسورية ركن أساسي فيه، مع المشروع الأميركي تحت عنوان السعي لإخراج القوات الأميركية من المنطقة، مع طرح مشروع صفقة القرن في التداول يشكل نهوض الدولة السورية ووحدة أراضيها وبسط سيادتها نقطة ارتكاز في المواجهتين اللتين يخوضهما محور المقاومة، حيث سورية معنية بإخراج الأميركيين من أراضيها وسورية معني أول بالصراع معإسرائيل”.

محاولة إرباك الدولة السورية وإشغالها واستنزافها وتعريض وحدتها للخطر، وتعزيز موقع الجماعات الإرهابية في شمال سورية، مشروع أميركي إسرائيلي يهدف لاستئخار لحظة التحرك السوري لإخراج الأميركيين وإضعاف قدرة سورية على أداء دور فاعل في مواجهة صفقة القرن، وما تقوم به تركيا تخديم تؤديه لحساب هذا المشروع مقابل أجر هو تقديم الدعم لمسعى أردوغان اقتطاع جزء من الجغرافيا السورية كحزام أمني يضيفه إلى لواء الإسكندرون المحتل، ويأمل أن تنتهي المواجهة الراهنة بتفاوض يتيح تكريس ذلك.

المشكلة أن أردوغان لم يأخذ عبرة ما مضى أنه لن يحصل على شيء وسيدفع فاتورة المواجهة وحده وسيتفرّجون عليه في النهاية ولن يحصل من الدولة السورية على أي شرعنة لأي شكل من الاحتلال والتقسيم.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى