كييف: مصرون على البحث عن حل سياسي في دونباس
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مشروع قانون الكونغرس الأميركي حول دعم أوكرانيا والذي ينص على إمكان فرض عقوبات إضافية على روسيا، يمثل خطوة معادية لموسكو.
وأضاف الوزير في تصريح صحافي نشر أمس، أن روسيا ستنطلق في ردها على هذه الخطوة من توقيع الرئيس الأميركي باراك أوباما هذا القانون من عدمه. وقال إن «الإجراءات الواردة في مشروع القانون تمثل إلى حد كبير اقتراحاً على الرئيس الأميركي بأن يتصرف انطلاقاً من رأيه»، مشيراً إلى أن بعض البنود فقط تعتبر ملزمة، وتشمل إجراءات ضد شركة «روس أوبورون أكسبورت» الروسية لتصدير الأسلحة وشركاء الشركات الروسية التي تفرض عليها عقوبات.
وشدد الوزير الروسي على أن «هذه الممارسات غير شرعية، كما تعتبر العقوبات المفروضة التفافاً على مجلس الأمن الدولي، غير شرعية أيضاً»، لافتاً إلى أن الكثير من الشركات الروسية العاملة في مجال الصناعات الدفاعية تتعاون مع شركاء في أوكرانيا، وبالتالي من غير البناء توجيه الضربة إلى الصناعة الأوكرانية التي حالتها متدهورة أصلاً. وأضاف أن ذلك يدل على أن واشنطن لا تهتم بدعم أوكرانيا، وإنما ترغب في «معاقبة» روسيا.
جاء ذلك في وقت قال وزير الخارجية الأوكراني بافيل كليمكين إن كييف تنفذ بشكل تام وقف إطلاق النار في دونباس، وهي مصرة على البحث عن حل سياسي على أساس خطة الرئيس الأوكراني للسلام واتفاق مينسك.
وأشار كليمكين في اجتماع في بروكسيل لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أمس إلى أن «الاهتمام الأساسي كان مركزاً على الأحداث في شرق أوكرانيا وعلى سبل استقرار الوضع في المنطقة، والجانب الأوكراني ينفذ وقف إطلاق النار بحجمه التام، وهو عازم على البحث عن حل سياسي على أساس خطة سلام الرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو واتفاقية مينسك».
وأعلن المكتب الصحافي لوزارة الخارجية الأوكرانية في هذا الصدد أن النتيجة الأساسية لهذا اللقاء تتمثل في استعداد الاتحاد الأوروبي في مواصلة مساندة أوكرانيا، بما في ذلك على المستوى الثنائي، والعمل على أساس مبادئ التضامن لوقف تصعيد الوضع في دونباس.
وبدأت في دونباس هدنة صباح 9 كانون الأول اتُفق عليها بين قوات الدفاع الشعبي والعسكريين الأوكرانيين بوساطة من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، يفترض أن تمهد لمفاوضات جديدة لمجموعة الاتصال في مينسك، إلا أن موعد الاجتماع لم يتحدد حتى الآن.
وأعلن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو عن التزام متبادل بالتهدئة في دونباس، وأكد كلامه الجانب الآخر في دونيتسك، لافتاً إلى أنه في البداية ستُسحب المدفعية الثقيلة من خط التماس.
وكانت كييف ودونيتسك قد تبادلتا الاتهامات أول من أمس بشأن خرق نظام وقف إطلاق النار في دونباس. وأعلن المركز الصحافي لعملية كييف العسكرية عن 14 حادثة إطلاق نار خلال 24 ساعة، بينما أعلنت قوات الدفاع الذاتي عن 10 حالات خرق الهدنة من جانب قوات كييف باستخدام راجمات القنابل والرشاشات.
وفي السياق، بلغ عدد الضحايا في شرق أوكرانيا منذ اندلاع الأزمة 4707 قتلى و10322 جريحاً، بحسب تقرير بعثة المراقبة التابعة لمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وشمل التقرير الثامن لهذه البعثة الدولية في أوكرانيا الفترة بين 1 و30 تشرين الثاني الماضي. كما شمل عدد القتلى، ضحايا طائرة «بوينغ-777» الماليزية، البالغ 298 قتيلاً. وأشار إلى رصد 1357 حالة قتل على الأقل منذ وقف إطلاق النار في 6 أيلول الماضي، موضحاً أن عدداً من هذه الحالات كان يمكن أن تقع قبل بدء الهدنة.
وأكد التقرير أن اعتقالات عفوية وأعمال تعذيب وخطف مشتبهين بالتورط في الأنشطة الانفصالية والإرهابية رافقت جهود الحكومة الأوكرانية الرامية إلى الدفاع عن وحدة أراضي البلاد وإعادة الشرعية والنظام في منطقة النزاع، مشيراً إلى أن ممثلي جهاز الأمن الأوكراني أو كتائب معينة من المتطوعين هم الذين يقفون وراء معظم هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان.
وحذر التقرير من أن قرار كييف بفرض الحصار الاقتصادي على المناطق غير الخاضعة لسيطرة السلطات المركزية يمكن أن يؤدي إلى نشوء فراغ مؤسساتي وفجوة خطيرة في مجال حماية حقوق الإنسان.
في السياق، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن 917 جندياً قتلوا وأصيب 3318 آخرون في العملية العسكرية في شرق أوكرانيا منذ اندلاع النزاع هناك في منتصف نيسان الماضي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأوكرانية فيكتوريا كوشنير في مؤتمر صحافي في كييف أمس: «قتل خلال العملية 917 من عسكريي وزارة الدفاع وأصيب 3318 آخرون».
إلى ذلك، توجهت قافلة مساعدات إنسانية تابعة لفرع موسكو للصليب الأحمر إلى لوغانسك منطلقة من مدينة رامينسكويه بمقاطعة موسكو، بمرافقة ممثلين عن وزارة الطوارئ الروسية.
وقال رئيس فرع موسكو للصليب الأحمر إيغور ترونوف أمس «خرجت 8 شاحنات بحمولة 80 طناً من المساعدات الإنسانية من رامينسكويه، بمرافقة وزارة الطوارئ الروسية وفريق من موظفي فرع موسكو للصليب الأحمر».
وتتضمن المساعدات الإنسانية مواد تموينية ومواد تطهير وأدوية مخصصة للفئات التي يرعاها فرع لوغانسك للصليب الأحمر من العجزة والأطفال والمعاقين، إضافة إلى مؤسسات لوغانسك الطبية والاجتماعية.
وكانت وزارة الطوارئ الروسية أرسلت في 12 كانون الأول قافلة المساعدات الإنسانية رقم 9 إلى دونباس. وأوصلت 8 قوافل إنسانية سابقة أكثر من 10700 طن من المساعدات، وبهذا تصل حمولة المساعدات الإنسانية المخصصة للمتضررين من السكان في 9 قوافل إلى نحو 12 ألف طن.
وفي شأن متصل، عبّر أعضاء وفد للأمم المتحدة وصل إلى محافظة روستوف عن شكره لروسيا على المساعات التي تقدمها للاجئين الأوكرانيين.
وقال ممثل مفوضة الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين في روسيا بايسا فاك فويا إن «روسيا تقدم المساعدات لجميع اللاجئين الأوكرانيين، هذا واقع، ونحن نرغب في شكر السلطات المحلية والفدرالية على ذلك».
وأشار المتحدث الأممي إلى أن روسيا تدير بشكل رائع مسألة تأمين جميع الضروريات للاجئين، مضيفاً «لو لم تساعدوهم، لكان علينا نحن أن نفعل ذلك»، موضحاً أنه لذلك كان لا بد من تخصيص أموال من الصندوق الذي يقوم الآن بالإنفاق على تقديم المساعدات للاجئين السوريين والأفغان.
وشدد بايسا فاك فويا على ضرورة أن يعرف المجتمع الدولي ما تقوم به روسيا للاجئين، مضيفاً: «ومع ذلك يصعب علينا أن نثبت للعالم أنكم تفعلون ذلك».
ومن جهة أخرى، شدد رئيس ممثلية مكتب المنظمة الدولية للهجرة في موسكو زلاتكو جيغيتش على أن المساعدات التي تقدمها روسيا للاجئين مثالية، مضيفاً: «هذه الوقائع من الضروري ملاحظتها وتقديمها للعالم».