لوثة الجذام..!
} مصطفى بدوي*
أيّها الناس…
أيّها الرائعون الأبرياء من لوثة الجذام:
الكتابة التي تنهض على الترف يشعُ زيفها من الأسطر الأولى ولو حملوها توابل الإغراء.. لا تصدّقوا نحيبهم الكاذب في المنصات ولا يأخذنكم بهم عطف ولا يغرّنكم إنشادهم المتصنّع المصنوع ولا تنهّداتهم الفاجرة، فهم مجرد بائعي خردة موشاة ببلاغة السراب الزائفة وسماسرة كلمات باردة لا عهد لها بفرن المعاناة.. المعاناة التي تنبجس من صهد الحياة.. الحياة التي لم يخبر جمرَها هؤلاء التافهون الرافلون في بحبوحة العيش واليقين.
أيّها الناس:
كونوا أنتم لا ما يدبّر لكم هؤلاء المُرجِفون من سفاسف الهراء المنمّق بأضواء النيون الكاذبة.. اسخروا منهم لأنهم جديرون بالرثاء، جديرون بالتندّر لأنهم ببساطة هم المسخرة.. إنّهم محض نهيق ومكر صفيق فلا.. لا تصدقوا أوداجهم وهي تتهدّل من فرط النقيق.. كونوا أنتم أيّها الرائعون الراعفون بالحياة.. فهؤلاء السخيفون تماماً، المشعوذون لماماً أو جهاراً نهاراً مجرد طابور من طواحين الطنين.. ارجموهم كلّما تجمّعوا ليتناهبوا عنفوان القصيدة كالكلاب.. وارجموهم بفائض الغياب فهم يبحثون عن أيديكم في الزحام لتصفّق لعاهاتهم المزمنة.. فاحذروا العقد المزمنة!
أيّها الناس:
يا أصدقائي.. أيّها البسطاء الفقراء الضالعون في الألم، في الجبال والوهاد، في التلال والسهاد المرهقون بالعذاب.
أنتم الشعراء، أنتم النبلاء، أنتم سواعد الحياة ونبض القصيدة والجمال، أيها الملهمون الهائمون وراء جرح المصائر والحظوظ كل ميكروفون يلعلع في المدى آفاق لئيم وكل لـــغو بلاغي مصيدة.. فاحذروا السقوط في شرك المصيدة. إنهم تافـــهون مضللون مدجنون مهرجون سائبون، فارجموهم بما ملــكت أساريركم من جلال النفور.
..(يتبع)
*شاعر وناقد مغربي.