لبنان على مشارف الأزمة المستعصية
عمر عبد القادر غندور*
ما ان نالت الحكومة الجديدة الثقة، حتى تداعت للعمل على مساحة امتدّت من السراي إلى بعبدا لإزالة ما تكدّس من نفايات الحكومة السابقة وما قبلها.
فالتركة كبيرة ومعقدة والأمر جلل، والناس أكثرهم لا يصدّقون أنّ بإمكان الحكومة وقف الانهيار او تأخيره في أحسن الحالات، وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.
والسؤال الذي يراودنا:
كيف انهارت عملتنا بين ليلة وضحاها؟
ولماذا تشتعل الحروب من ليبيا إلى اليمن إلى العراق إلى سورية إلى الاستفزازات الصهيونية؟ ولبنان في عين العاصفة!
وهل لبنان يكفيه الحصار المالي بدلاً من الحصار الناري، ربما!
الأمور ليست بهذه البساطة، والتحضير لمأزق لبنان الحالي جرى التحضير له منذ زمن الطائف الذي أُريد منه أن يبقى لبنان دولة محكومة بالأزمات التي تحول دون تطوّره الوطني وتثبيت سيادته الوطنية والاستقلالية، وتحضيره ليكون وطناً محترماً يتناوب الأوادم على قيادته وليس غيرهم من الذين أوصلونا الى الهلاك.
وبعد انقضاء ثلاثة عقود على تسوية الطائف الملغومة، أيّ منذ العام ١٩٨٩، دخل الوضع اللبناني في دائرة الأزمات المُحكمة، وهي أزمات مشغولة ومُدبّرة باتت عصيّة على إيجاد حلول جذرية وناجعة؟ بقدر ما ظلّت عبارة عن تسويات ظرفية مؤقتة ثم تعود لتتطور الى أزمة جديدة، ونحن اليوم في حلقة جديدة من هذا التطور الخبيث وربما هو الأقسى اليوم…
ولنا عودة الى وثيقة الطائف.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي