لافروف: واشنطن تريد تغيير النظام في روسيا من خلال العقوبات
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هناك أسسا للاعتقاد بأن الولايات المتحدة تحاول زعزعة الاستقرار وتغيير النظام في روسيا من خلال فرض العقوبات عليها.
وقال لافروف في تصريح صحافي أمس رداً على سؤال بهذا الخصوص: «لدي أسباب جدية للاعتقاد بأن هذا صحيح»، مضيفاً أن بعض الساسة في الغرب لا يخفون ذلك.
وتعليقاً على مشروع القانون الأميركي الذي وافق عليه الكونغرس، والذي ينص على إمكان فرض عقوبات إضافية على روسيا، قال لافروف إن روسيا ستتخذ خطوات جوابية تبعاً لتطور الأمور، مشيراً إلى أنه يجب انتظار توقيع الرئيس باراك أوباما على المشروع.
ووصف الوزير العقوبات بأنها «دليل على الانزعاج، وليست من أدوات السياسة الجدية»، مشيراً إلى أن قرار الاتحاد الأوروبي فرض العقوبات على روسيا كان غير منطقي إذ اتخذ في اليوم التالي بعد توقيع بروتوكول ميسنك حول التسوية في أوكرانيا. وتابع قائلاً: «إذا كان ذلك خيار أوروبا، ورد فعلها على التطورات الإيجابية، فيمكنني القول إننا كنا نبالغ في تقدير مدى استقلال الاتحاد الأوروبي في سياسته الخارجية».
واستبعد الوزير الروسي إمكان انهيار الاقتصاد في بلاده بسبب العقوبات، مؤكداً أن روسيا ستتمكن من تجاوز تداعياتها، وستكون أقوى مما كانت من قبل.
من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن روسيا قامت بتحركات بناءة باتجاه خفض محتمل للتوتر في أوكرانيا، وقال: «أقول إن روسيا قامت بتحركات بناءة في الأيام الماضية». وأضاف «توجد مؤشرات منها المفاوضات بشأن خط السيطرة أو الهدوء القائم في عدد من الأماكن وانسحاب أناس معينين… هناك مؤشرات على خيارات بناءة. هذا سيكون مفيداً».
ورداً على سؤال بشأن انهيار الروبل الروسي، قال كيري: «يوجد كثير من العوامل المجتمعة، لكن من الواضح أن العقوبات تهدف لدفع الرئيس بوتين إلى الإقدام على مجموعة مختلفة من الخيارات».
وفي سياق متصل، نفى أليكسي ميشكوف نائب وزير الخارجية الروسي مزاعم القوات الأوكرانية بأن خبراء روسيين في شرق أوكرانيا يقومون بالتشويش على عمل طائرات من دون طيار تابعة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي. وقال: «نعلم جيداً قدرة زملائنا الأوكرانيين على تشريح المعلومات. إن معطيات عسكريينا تنفي ذلك».
وأضاف الدبلوماسي الروسي أن هناك مشاكل تتعلق فقط باستخدام طائرات من دون طيار لأهداف عسكرية، مشيراً إلى استمرار المشاورات في فيينا بين منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وأوكرانيا ودول مصدرة لمثل هذه الطائرات، بما فيها روسيا، بشأن استخدامها.
وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي عن ارتياح موسكو عموماً بشأن عمل المراقبين الدوليين في معبري «دونيتسك» و»غوكوفو» على الحدود الروسية ـ الأوكرانية، إلا أنه رفض مطالبة كييف وعدد من الدول الغربية بنشر مراقبين على كل قطاع دونيتسك ولوغانسك للحدود الروسية ـ الأوكرانية، قائلاً إن ذلك يتعارض مع بيان برلين الصادر عن 2 تموز.
من جهة أخرى، أكد ميشكوف أن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تبذل جهوداً كثيرة لتطبيع الوضع في أوكرانيا، بينما يستعمل حلف الناتو الأزمة الأوكرانية كذريعة. وقال: «بات واضحاً منذ سنة أو سنتين أن الناتو سيسحب قواته من أفغانستان وبدأ الحلف في التفكير في ما ستقوم به هذه القوات مستقبلاً، وبدأ آنذاك الحديث عن ضرورة عودة الناتو إلى جذوره، أي إلى حماية أراضيه».
وأفادت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بأن قوات جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين في شرق أوكرانيا بدأت سحب الأسلحة الثقيلة في عدد من المناطق.
وجاء في تقرير لمراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن المراسلة بين مسؤولي المركز المشترك للرقابة والتنسيق من الجانبين الروسي والأوكراني وممثلي لوغانسك ودونيتسك تدل على استعداد جانبي النزاع في شرق أوكرانيا لسحب الأسلحة الثقيلة وفقاً لاتفاقات مينسك.
من جهة أخرى أشار التقرير إلى أن قوات جمهورية دونيتسك الشعبية منعت مراقبين دوليين من جديد من دخول بلدة نوفوآزوفسك من دون توضيح الأسباب.
موسكو تكشف عن تدريبات مفاجئة للجيش في كالينينغراد
أجرت وزارة الدفاع الروسية تدريبات مفاجئة وشاملة في مقاطعة كالينينغراد خلال الفترة ما بين 5-10 من كانون الأول للتأكد من الجاهزية القتالية.
وقال رئيس الهيئة الرئيسية للعمليات في رئاسة الأركان العامة الروسية، الفريق أندريه كارتابولوف: «وفقاً لقرار القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية قامت وزارة الدفاع بتدريبات مفاجئة وشاملة وذلك للتأكد من جاهزية القوات القتالية في مقاطعة كالينينغراد… وجرى ذلك بحسب المعايير الدولية وخلال وقت قصير تم تشكيل مجموعة القوات المشتركة والتي نفذت مهماتها بمشاركة وحدات مجهزة بأنظمة الصواريخ من طراز «إسكندر-إم». وفي الوقت الحالي فقد عادت جميع الوحدات المشاركة في التدريبات إلى مواقع تمركزها».
وجاء في بيان صادر عن الأركان العامة شارك في الاختبار 9000 فرد، و642 قطعة سلاح ومعدات العسكرية، بما فيها حوالى 250 دبابة ومدرعة وأكثر من 100 قطعة من الأسلحة المدفعية والراجمات الصاروخية، و55 سفينة و41 جهازاً طائراً.
وأكد المسؤول العسكري الروسي أنه تم في إطار الفعاليات، تقييم الجاهزية القتالية لمجموعة قوات الدائرة العسكرية الغربية وإمكاناتها في ما يتعلق بضمان الأمن العسكري لمقاطعة كالينينغراد.
وأوضح أنه أجريت على الأرض وفي حقول الرمي والتجارب البحرية تدريبات تكتيكية بالذخيرة الحية، كما شن الطيران ضربات على مجموعات العدو الافتراضي، فيما كانت قوات الدفاع الجوي تؤمن المنشآت العسكرية والحكومية الحيوية.