الخطوة الثانية للثورة الإيرانية في مطار القدس الدولي
} حمزة البشتاوي*
تحضر فلسطين في الخطوة الثانية للثورة الإسلامية في إيران انطلاقاً من حضورها قبل الانتصار وبعده، حيث كانت فلسطين حاضرة في الشأن الإيراني منذ عقود طويلة وكانت تحضر سلباً وإيجاباً في الصراع الداخلي إلى حين انتهى هذا الصراع لصالح القضية الفلسطينية بانتصار الثورة عام 1979.
واعتبر الانتصار بذلك الوقت انتصاراً ليس على الحاكم الظالم فقط بل انتصار على الظلم كله والمتمثل بالصهيونية وقوى الهيمنة والاستكبار وهي لم تطرد الحاكم الظالم فقط بل طردت معه تلك القوى خارج إيران وإعلان بداية عصر جديد في الصراع.
وفي هذا السياق يأتي بيان الإمام السيد علي الخامنئي الموجّه إلى الشباب بعنوان: الخطوة الثانية للثورة الإسلامية ارتباطاً بالمفاهيم والقواعد التي وضعتها الثورة في أربعينيتها الأولى كأسس راسخة ومتجذرة على صعيد الحرية والأخلاق والعدالة والإستقلال والوقوف انطلاقاً من هذه المفاهيم والقواعد مع قضايا الحرية والعدالة بصدق واقتدار، وأيضاً من هذه المنطلقات الدينية والإنسانية يجدّد خطاب الخطوة الثانية على الإستمرار في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته مع التأكيد على عدم التراجع رغم كلّ التهديدات وسنوات الحرب والحصار. والصداقة ما بين إيران وفلسطين قد وصلت اليوم إلى وجود إيران برؤيتها ومفاهيم ثورتها إلى حدود الكيان الصهيوني وتصاعد الخوف «الإسرائيلي» من إيران التي باتت اليوم تقدّم كلّ الدعم لتعزيز وتفعيل خيار المقاومة في المنطقة العربية والإسلامية.
وسوف تشهد الأربعون الثانية تحوّلات كبرى وأبرزها سيكون من نصيب القدس، فبعد إعلان الإمام الخميني في بداية الأربعين الأولى يوماً عالمياً للقدس يصفه خلفه الإمام الخامنئي بأنه يوم الفصل بين الحق والباطل، ويتحدّث السيد حسن نصر الله بلغة اليقين بأنه سيصلي في القدس واعتبار الإمام الخامنئي (أنّ ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن أنه سيصلي في المسجد الأقصى أملاً عملياً يمكن تحقيقه)، فهل هذا ممكن أن يتحقق؟ الجواب نعم استناداً إلى:
1- صمود وبسالة الشعب الفلسطيني ومقاومته والأداء البطولي المتصاعد في الضفة الغربية.
2- الزيادة السكانية للفلسطينيين داخل أرضهم دون حساب الشتات حيث تتحدث الأرقام عن 6,8 مليون فلسطيني مقابل 6,6 مليون (إسرائيلي) داخل حدود فلسطين التاريخية وارتفاع نسبة الفلسطينيين في القدس رغم عمليات التهويد والتهجير من 34% عام 2006 إلى 39% عام 2020.
3- إستمرار حالة الرفض الشعبي العربي والإسلامي لـ (إسرائيل) وفشل «إسرائيل» بالتحوّل إلى كيان طبيعي في المنطقة وفشل خيار التسوية واعتبار صفقة القرن وهماً وحملة انتخابية لمتهم بالفساد وآخر بعدم الأهلية والجنون.
4- طرح الحلّ العادل الذي قدّمه الإمام الخامنئي والمتعلق بإجراء استفتاء على السكان المسلمين والمسيحيين واليهود الفلسطينيين وكذلك اللاجئين الفلسطينيين حول نظام الحكم على أرض فلسطين وتسليم مشروع الحلّ هذا وتسجيله في الأمم المتحدة لحلّ القضية الفلسطينية.
5- انتشار ثقافة المقاومة وفعلها الذي أكد بأنّ زمن الهزائم قد ولى وما نشهده اليوم على صعيد تغوّل الإحتلال الإسرائيلي والقوى الداعمة لن يغيّر مجرى الحقيقة والجغرافيا والتاريخ.
وإذا كان الإسرائيليون يخافون بعد هزيمتهم العام 2006 أن تحط طائرة قائد لواء القدس قاسم سليماني في مطار ياسر عرفات الدولي في غزة فإنهم يخافون اليوم أكثر من أن تحط الطائرات في مطار القدس الدولي ويتحقق وعد الصلاة في القدس، وحتى يتحقق ذلك ستبقى القدس كما كانت في الأربعين الأولى، القضية الأكبر والمشكلة الأفدح التي تواجه الفلسطينيين والعرب والمسلمين.
*كاتب صحافي وإعلامي فلسطيني