إشكال مع «التقدمي» خلال تظاهرة «الوطني الحرّ أمام «المركزي» تخلله تراشق بالحجارة والعبوات الزجاجية… والجيش يتدخل
وقع إشكال أمس بين مناصري التيّار الوطني الحرّ من جهة ومناصري الحزب التقدمي الإشتراكي من جهة أخرى، في محلة كليمنصو تخلّله تراشق بالحجارة والعبوات البلاستيكية والزجاجية ما استدعى تدخل الجيش للفصل بين الطرفين لإعادة الهدوء إلى المنطقة.
وكان مناصرو «الوطني الحرّ» ولجنة مكافحة الفساد في «التيّار» وجميع منسقيه في مختلف المناطق، تجمعوا الخامسة مساء أمس، أمام مصرف لبنان، وسط تدابير أمنية مشدّدة، احتجاجاً على «السياسة المالية لمصرف لبنان وللمطالبة باستعادة الأموال المنهوبة».
ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية ولافتات كتب عليها: «نرفض السياسات المالية الخاطئة»، «المال هو ملك الشعب اللبناني»، و»حقنا نعرف من هرّب الأموال». كما بثت الأغاني والأناشيد الوطنية.
وبالتزامن مع تظاهرة «التيّار» تجمّع عدد من مناصري الحزب التقدمي الاشتراكي في محيط كليمنصو عند تقاطع جوستانيان، الأمر الذي استدعى القوى الأمنية إلى التدخل للفصل بينهما، تفادياً لأيّ إشكال، فقطعت الطريق عند مبنى «أريسكو بالاس». ووقع إشكال بين أحد مناصري الحزب التقدمي والمتظاهرين من التيار، كما حصل تدافع بين الجيش اللبناني ومناصري «التقدمي».
وأعلن الجيش اللبناني، عبر صفحته على موقع «تويتر»، أنّ «عناصره تعمل على الفصل بين المتظاهرين بمحلة كليمنصو في بيروت، وإعادة الوضع إلى ما كان عليه».
ولاحقاً افيد أنّ مناصري الحزب التقدمي تراجعوا إلى كليمنصو، وشهدت المنطقة انتشاراً كثيفا للجيش والقوى الأمنية وفرق مكافحة الشغب من برج المر، وصولاً إلى شارع الحمراء. فيما وصل العديد من مناصري «الوطني الحر» للإنضمام الى المشاركين في الوقفة أمام مصرف لبنان والمطالبة بـ»معرفة كامل الحقائق في ملف الأموال المهرّبة إلى الخارج بعد 17 تشرين الأول الفائت وبضرورة استردادها والتوقف عن إذلال المودعين على أبواب المصارف».
ورفع المتظاهرون الأعلام اللبنانية حصراً تلبية لدعوة اللجنة المركزية للتيار.
وتفاجأ أنصار « الوطني الحرّ»، بشعارات وُضعت على جدران شارع الحمراء، وعلى حائط مصرف لبنان تنتقد تظاهرتهم. ولاحقاً أفيد عن عودة التوتر وبشدة بين مناصري الحزب التقدمي ومناصري «الوطني الحر»، عند نقطة «أريسكو بالاس»، وحصل رمي للعبوات البلاستيكية والزجاجية وبعض الحجارة، وسط سعي متواصل لعناصر مكافحة الشغب على الفصل بين الطرفين.
من جهته، قال رئيس الحزب التقدمي النائب السابق وليد جنبلاط لمناصريه من داخل باحة قصر كليمنصو «أنا هنا موجود في بيتي بحماية الجيش والقوى الأمنية، فلا نريد حماسة أكثر من اللزوم، فلينظموا التظاهرة التي يريدون، فهم يخربون ونحن نبني. وإني أعتذر إذا حصل خطأ من قبلنا باتجاه الجيش أو القوى الأمنية أو الإعلام، وليعد جميع المناصرين إلى منازلهم».
وأضاف «سهل الهجوم على المصارف وغير المصارف ولكن من دون إصلاح لن نخرج من الأزمة».
وتابع «جرى استفزاز واستفزاز مضاد وليس هناك أي خطر عليّ ولا ضرورة لكل هذا الجمهور والحماس وعلينا أن نستمر جميعاً مع الحراك المسؤول لمحاولة إنقاذ الدولة والاقتصاد والقيام بالإصلاح الضروري».
وختم» لم يحصل معنا أي اتّصال لكننا مستعدون لكل إيجابية لأن مصلحة البلد أهم من المصالح الفئوية».
بدوره أشار النائب وائل ابو فاعور، إلى أنّ «بعض الدعوات التي وجهت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حرّكت الشارع والنائب السابق وليد جنبلاط نزل شخصياً إلى الشارع وطلب عدم حصول أيّ صدام، والتحركات مشروعة في أيّ مكان وهناك مسؤولية كبيرة أمام السلطة السياسية، ولا يحق لنا أن يكون لنا حساسية على هذه التظاهرة، والفكرة هي توجيه الحراك باتجاه منزل جنبلاط». وأوضح أنه «يحق للتيار أن يتظاهر كيف ما يشاء ولكن التوجيه السياسي يحتاج إلى بعض الدقة، ويجب حماية الثورة من أيّ صدام يتخذ الطابع الأهلي».
في المقابل، أصدرت اللجنة المركزية للإعلام في التيّار الوطني الحرّ بياناً حول التظاهرة والإشكال أوضحت فيه أن التيّار «قد أوصل في تحركه أمام مصرف لبنان رسالة سياسية وشعبية واضحة عن وجوب استرداد الأموال المهربة إلى الخارج، بعد كشف أرقامها وأصحابها. وما انفعال البعض غير المبرّر واستخدامه لغة العنف، إلا الدليل على أنه أوجع أصحاب الملايين المهربة إلى الخارج».
وأكد التيّار أن «مهما حاولوا تشويه صورة تحركه الحضاري والهادف، باختراع الإتهامات له بالإستفزاز أو التهجّم على الآخرين، فإن الحقيقة واضحة ونُقلت مباشرةً على الهواء، وهي تعبّر عن المسار نفسه المعروف لأصحابه».
ولفت إلى أن «قطع الطرق على الباصات والناس، وضرب السكاكين والحجارة هي أساليب الميليشيات المعروفة من المواطنين، والغريبة عن مناصري التيّار الذين وقع منهم عدد من الجرحى، ومع ذلك أصرّوا على إكمال مسيرتهم السلمية والوصول إلى هدفهم في قلب العاصمة لإيصال الرسالة والقول إنه افتتح مرحلة جديدة من ملاحقة الفاسدين ومحاسبتهم وحماية الناس من أذيتهم ومد اليد إلى أموالهم».
وختم التيار بأنّ «الإستفزاز الوحيد الذي قام به هو لأصحاب الأموال المهرّبة الذين كشفوا هم عن أنفسهم باعتراض بعضهم على تحرك التيار في الشارع أو باتخاذ البعض الآخر موقفاً متضامناً مع المتهجّمين على التيار».