الزهار لـ«إرنا»: من يظن أننا سنعترف بـ«إسرائيل» واهم
أكد القيادي البارز في حركة «حماس» الدكتور محمود الزهار أن «التحديات الجسيمة التي تتهدد القضية الفلسطينية تتطلب توثيق العلاقة بين الحركة ومختلف الدول والعربية والإسلامية بما فيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية»، رافضاً ما يشاع أو يسمى بـ «لعبة محاور».
واعتبر الزهار أن «من يظن أننا سنعترف بـ«إسرائيل» هو واهم، ومسيرتنا النضالية لن تتوقف ما لم تتحرر فلسطين من بحرها إلى نهرها، وبالقدر الذي نعاني فيه على مستوى الضفة الغربية من ملاحقات واعتقالات واغتيالات فضلاً عن معاناة الحصار داخل قطاع غزة، إلا أننا نسير بخطىً ثابتة، وأعدادنا في تزايد وإنجازاتنا تتراكم». وتابع القيادي «الحمساوي»: «لقد أثبتت المقاومة أنها على قدر المسؤولية على رغم الاستهداف الصهيوني والتضييق الخارجي، ففي ست سنوات خاضت غزة أربع حروب ضخمة بالحجم الذي رأيناه في العصف المأكول ولم تهزم، بل على العكس ظلت تبدع ميدانياً وثقافتها آخذة في الانتشار أكثر فأكثر». وأكد أن «لا مقارنة بين ما بدأناه قبل 27 سنة وبين اليوم، ففي السابق كنا نعتمد على المسيرات ونقتل ونرمي الحجر ونقتل وندخل السجون ونُبعد، أما اليوم فالجيش الجرار لا يستطيع أن يتقدم باتجاه القطاع، وإذا ما دخل بعض جنوده فإنهم بشهادة العدو يجدون الموت».
ولفت الزهار إلى تطور قدرات المقاومة الفلسطينية، مشيراً إلى «الخسائر البشرية الكبيرة التي ألحقتها المقاومة الفلسطينية بالعدو الصهيوني، خلال تصديها للعدوان الأخير على غزة، والتي أقر بها العدو نفسه»، معتبراً أن «حجم هذه الخسائر أكبر مما سقط للعدو الصهيوني في حروبه مع الدول العربية». وقال الزهار: «صحيح أننا أُصبنا بالأذى، لكننا أنجزنا الكثير على صعيد إسقاط نظرية الأمن القومي الصهيوني».
وانتقد الزهار في معرض حديثه إصرار قيادة السلطة الفلسطينية على عدم إنهاء مسيرة التسوية، قائلاً: «إن هذا البرنامج التفاوضي العبثي الذي بدأ منذ عام 1991 لم يحقق شيئاً لنا، كما أنه لن يحقق شيئاً في ضوء الصلف الذي تمارسه تل أبيب».
وفيما انتقد قرار السلطة الإبقاء على التنسيق الأمني مع العدو، منبهاً إلى أن كل من يتعامل مع الاحتلال هو عميل وجاسوس مهما كان موقعه، ومهما كان منصبه. قال الزهار: «إن التعاون الأمني أساس وجودهم في السلطة، وإذا ما أوقفوا هذا التعاون الأمني سيكونون مهددين لأن وظيفتهم هي حماية الأمن في هذه الفترة، وهذا الموقف هو الذي أدى في المحصلة إلى اغتيال الشهيد ياسر عرفات عندما خرج عن هذا الإطار واندلعت انتفاضة الأقصى، وبالتالي هم لن يوقفوا هذا التعاون».