أخيرة

تقاتل رياضيّ لأجل السلام في جنوب السودان المدمّر بالحرب

وقال «الألعاب هي التي تجمع الناس».

تقدّم المصارع كور بول جوك من جنوب السودان إلى الحلبة بخطى واثقة وانتفخ صدره الملطخ بالرماد والغبار وهو يواجه خصمه ويستعدّ للقتال.

والمصارعة رياضة تحظى بشعبية كبيرة في أحدث دولة في العالم التي دمّرتها حرب أهلية استمرت خمس سنوات. ويقول رياضيون إنها واحدة من المنافذ القليلة التي يمكن من خلالها أن تنخرط الجماعات العرقية التي حاربت بعضها البعض في تنافس وديّ.

وقال جوك لرويترز قبل المباراة، «المصارعة تجلب السلام حيث يحضر أناس مختلفون من أماكن مختلفة ليلتقوا ويقيموا صداقة. والفوز يجلب الفرح والخسارة أمر عاديّ لأنها ليست قتالاً حقيقياً».

وتجذب المباريات جمهوراً كبيراً من أنحاء البلاد وكانت تُقام على فترات متقطعة خلال الحرب.

ويلطخ بعض المصارعين من مجتمعات الرعي، حيث تلعب الأبقار دوراً رئيسياً في سبل العيش والثقافة، وجوههم وصدورهم برماد أبيض من حرق روث الأبقار. وتتدلى شرائط من القماش المرقط فوق سراويلهم.

وارتدى جوك في المباراة شرائط مرقطة من جلد الفهد تمزّقت أثناء الاشتباك مع منافسه مار جالوت قبل أن يطرحه أرضاً على الغبار الأحمر ويضع يده على صدر جالوت في إعلان للفوز. لا توجد ضغائن.

وقال جالوت «جئنا هنا من أجل السلام، حيث تتجمّع كل القبائل لمشاهدة المباراة».

وتمثل الأجواء الاحتفالية، حيث يرقص المصارعون للاحتفال بالفوز وتتغنى النساء بأسماء المصارعين الفائزين، متنفساً من صعوبات الحياة اليومية.

والألعاب الرياضية واحدة من وسائل التسلية القليلة في بلد يفتقر إلى الطرق والكهرباء ومعظم المدارس فيه معطلة. والأهم أنها توحد الشبان المنقسمين بسبب الحرب حسب ليمور جوزيف، منسّق المصارعة.

            (رويترز)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى