«ذات موعد»…
} مريانا أمين
والسحل عندهم عادة…
قديماً كان السحل عبارة تعني سحل الذهب والمعادن الثمينة فحوّلوها بحقدهم الى سحل للبشر…
فسَحلهم لا ينظر الى الهوية ولم يدرك المساحة…
سَحلوا راشيل كوري الأميركية، والآن سحلوا محمد الناعم، وكم من مرة فعلوها في جنوب لبنان وفي فلسطين…
سحلوهم! خوفاً منهم ومن قضيتهم…
ليظهروا علناً مكنونات صدورهم وما تحتويها من كراهية؛ فـ راشيل! لم تختف خلف نور الشمس، ولم تعانق الغياب، بل هي عند وحدة الأفق أرسلت دعوة ثورية عبر أثير الحرية، فتلقفها جسد الناعم وتأبطتها عيناه، ومن ثم راح يعدو خلف ذاك اللقاء، وكأنه اعتناق في حضرة الوصل ليكون: ذات موعد…
ومحمد الناعم أيها العابر لمسافات الحدث، والقابع في مشكاة النور على هيئة الخبر…
نعم لقد أعدتني الى تواريخ ترقد بين طياتها خبريات جنوبية، وتتعملق جراحها في السحل الذي جاب أزقة جنوبي الصامد، بل أعدتني الى ثرى النضال وكيف لجسد الشهيد أن حال لهيب إعصارٍ وقيامة، وكيف صار فتاته المسحوق سحابة تمطر حجارة على عدو غاشم، وكيف يصادف أنك النصر يا أيها المقاوم، فهنيئاً لك يا محمد…
فكيف لك!
كيف لك أن تغادر الجسد في مواقيت السحل؟! كيف للرحيل أن يختبئ خلف الجبل والسهل؟!
وكيف تجرّأ الموت وأتاك على مهل؟!
حبّذا لو أنّ ناظريك أقامت هانئة بعينيّ، لأرى بها ذاك الشروق…
ولو أنّ كفيك حملت تعبي أو كانت عكاز ثورتي الآتية…
أنت من كنت تواعد الغد وتتوعّد الأمس…
وترسم فوق جدارية النضال حواسك الخمس…
قبضتك! حجر وفي الأخرى فراغ يحوق مساحة الوطن، فأراك تقبض على حدوده بأصابعك التي تفرّدت بنقاء…
سحلوك، ومن قبلك تناثرت أشلاؤهم وسحلوا بفعل بطش وغلّ وجبروت أحمق وجبان؛ والسحل سيكون نصيبهم وسيسحل تاريخهم وذكراهم…