الجيش يوسّع خطوط دفاعه في محيط مطار دير الزور العسكري
أعلن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن طهران تؤيد مبادرة موسكو حول إجراء مفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة، مؤكداً أن إجراء حوار سوري وطني يمثل أحد البنود الأساسية لخطة إيران لتسوية الأزمة السورية، وأشار في الوقت نفسه إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن مشاركة بلاده في مثل هذه المفاوضات.
وأكد الدبلوماسي الإيراني أن طهران وموسكو تتشاطران الموقف تجاه مستقبل سورية، واعتبر أن «سورية تمضي قدماً في الطريق الصحيح والناجح لمكافحة الإرهاب على رغم الضغط الكبير الذي يفرض على هذا البلد».
كما أكد المسؤول الايراني أن علاقات بلاده بتركيا استراتيجية، مؤكداً أن الاختلاف في وجهات النظر بين البلدين حول الشأن السوري يمكن حلها بالتشاور.
وخلال لقائه نائب وزير الخارجية والممثل الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الأوسط وأفريقيا ميخائيل بوغدانوف في موسكو أمس، أكد عبد اللهيان أن طهران وموسكو مستمرتان في استراتيجيتهما بدعم العراق وسورية بمواجهة الارهاب، وأكد المسؤول الايراني أن روسيا وايران ستساعدان العراق وسورية في مواجهة تنظيم «داعش» الارهابي في شكل فعال.
وأكد عبد اللهيان وجود أسس مشتركة بين المشروع الايراني للحل السياسي في سورية والمقترحات الروسية في هذا الشأن، مشيراً أن الولايات المتحدة الأميركية غير جادة في محاربة «داعش» بينما الدعم الروسي الايراني للعراق وسورية في مواجهة هذا التنظيم الارهابي واقعي.
وأكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف من جهته، خلال لقائه أمس نظيره التركي مواود جاويش أوغلو، وجود خلافات في الملف السوري مع تركيا، إلا أنه قال إن البلدين متفقان على أن «مستقبل سورية بيد شعبها ومن دون تدخل خارجي»، لافتاً إلى «ضرورة الدعم الدولي للنشاطات الإنسانية في سورية وإيصال المساعدات للاجئين».
وأعرب ظريف عن أمله في تقريب وجهات النظر بين ايران وتركيا حيال الأوضاع في سورية وفي مجال محاربة الإرهاب، وقال: «إيران تأمل بإعادة الأمن والاستقرار إلى سورية وبتعاون دول المنطقة من أجل الأمن والاستقرار في هذا البلد»، مضيفاً: «إنه بحث مع نظيره التركي ضرورة وقف الحرب في سورية. وأنه مع وجود عدو مشترك وهو الإرهاب والتطرف في المنطقة فإننا نسعى إلى تقريب وجهات النظر بين البلدين ومنع تدفق الإرهابيين إلى سورية والعراق».
وفي السياق، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني خلال استقباله في طهران أمس رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، وقوف بلاده إلى جانب سورية، وقال: «إن سورية أثبتت خلال السنوات الأربع الماضية أنها تسير بالاتجاه الصحيح في محاربة الإرهاب والإرهابيين وأنها تتمتع بطاقة وقدرة عاليتين في مواجهة تلك الظاهرة وعلى الجميع أن يدعمها في مسيرتها هذه».
وأشار المسؤول الايراني إلى أن سورية تجاوزت الظروف الصعبة التي كانت في البداية وأن الوضع الميداني هو لمصلحة الدولة، و«ينبغي في الظروف الراهنة عبر إجراء الحوار الوطني السوري – السوري تعزيز وترسيخ الأمن والاستقرار».
جاء ذلك في وقت وصل الى القاهرة أمس وفد سوري برئاسة عماد الأسد رئيس الأكاديمية البحرية في اللاذقية وهو ابن عم الرئيس السوري بشار الأسد.
ويلتقي الوفد الذي لم تتأكد المعلومات حول هوية أفراده، عدداً من المسؤولين والشخصيات المصرية خلال الزيارة التي تستمر أياماً عدة. وصرحت مصادر مطلعة بأن الوفد وصل على متن طائرة سورية آتية من دمشق. ويضم خمسة أفراد لبحث تطورات الوضع في سورية، على ضوء الموقف المصري الذي يؤيد الحل السياسي لأزمتها.
وقالت مصادر في وزارة الخارجية المصرية أن ليست لديها معلومات حول الزيارة التي بحسب قولها «تأتي تلبية لدعوة الأكاديمية البحرية المصرية في الإسكندرية لمناقشة بعض الأمور التعليمية وليست لها أبعاد سياسية». إلا أن مصادر أخرى أكدت أن الوفد سيجري لقاءات مع عدد من المسؤولين المصريين سواء في جهاز الاستخبارات أو بعض المقربين من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وذلك تمهيداً لفتح حوار ما بين الحكومة السورية والمعارضة السورية الموجودة في مصر أو التي يمكن دعوتها إلى القاهرة.
وتأتي هذه الزيارة بعد أيام فقط من نشر صحيفة «الأهرام» شبه الرسمية المقربة من مؤسسة الرئاسة مقالاً تضمن دعوة واضحة لمصر لاستقبال شخصيات في النظام السوري كما تستقبل المعارضة ليكون ذلك بمثابة الخطوة لإطلاق حوار بين الطرفين من أجل حل الأزمة السورية وتقريب وجهات النظر بين المواقف السورية المختلفة.
ميدانياً، وسع الجيش السوري محيط دفاعاته حول مطار دير الزور العسكري من خلال عمليات عسكرية مفاجأة نفذتها وحدات من حامية المطار في محيط القرى المحيطة به، ثبتت من خلالها خطوط دفاع جديدة وكبدت المسلحين عدداً من القتلى والجرحى.
وتركزت عمليات الجيش في قرى الشولا والمريعية وحويجة المريعية وحويجة صكر، وأسفرت عن مقتل عشرات المسلحين وتدمير عدد من الآليات ومنصات اطلاق الهاون والصواريخ.
هذا ونفذ الطيران الحربي السوري سلسلة غارات على معبر الزمراني ووادي الخيل على الحدود اللبنانية – السورية لجرود عرسال، مستهدفاً تحركات للمسلحين في القلمون.