منفذيّة السويد في «القومي» تحيي عيد مولد الزعيم في ستوكهولم جاك جراح: نتسلّح بعقيدة سعاده وهي سبيلنا للخلاص من أعداء الأمّة إنها عقيدة المقاومة والثورة وشعبنا هو من يصنع الانتصار بالمقاومة
أقامت منفذية السويد في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً بمناسبة الأول من آذار، عيد مولد الزعيم، في العاصمة ستوكهولم، حضره المنفذ العام جاك جراح الأمين جورج مقدسي وعدد من المسؤولين والزميلة جودي يعقوب وجمع من القوميين.
استهلّ الاحتفال بالنشيد الرسمي ثم كلمة ترحيب وتعريف ألقاها ماهر الأخرس عن معاني الأول من آذار، وتلا قصيدة بالمناسبة للشاعر القومي شفيق عبد الخالق.
وألقى منفذ السويد في الحزب السوري القومي الاجتماعي جاك جراح كلمة المنفذية فأكد بأن صاحب العيد قد تجاوز بالأفق القومي خصوصيته الفردية ليعانق بالحزب النهضوي أمته جمعاء، وقال: «لم يعرف التاريخ رجالاً ينذرون حياتهم بكل تفاصيلها من أجل قضية آمنوا بها مثل أنطون سعاده».
أضاف المنفذ العام: سعاده لم يؤسس فقط فكرة وحركة تتناولان حياة الأمة السورية بأسرها وحسب، بل أسّس نظرة جديدة إلى الحياة والكون والفن، تمثلت ببناء الإنسان الجديد، الإنسان المجتمع.
وأشار جرّاح إلى أن سعاده أسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي في 16 تشرين الثاني عام 1932، فأطلق مسيرة عابقة بالنضال والتضحية والبطولة والكلمة، ورسّخ مبادئ الحق والخير والجمال في النفوس، وجدّد مجتمعاً كانت الحروب والمآسي والاحتلالات، قد أتت على بعض من وجوده.
وتابع جرّاح: إن فكر سعاده يجمع وعقيدته توحّد، أمّا مآرب قوى الرجعية والاستعمار تفرق وتمزق، لذلك اغتالوه فجر الثامن من تموز عام 1949، لتخجل تلك الليلة من التاريخ، لكن التاريخ كان مطمئناً، لأن سعاده بقي مشعاً في الحضور، حيّا في حزبه ونفوس القوميين والأجيال التي أتت وستأتي من بعده .
الأول من آذار للعام السادس عشر بعد المئة، يأتي وما زالت روح الزعيم تحلق فوقنا، وفكره الوقاد بمواجهة مؤامرات التفتيت من «سايكس بيكو» و»سان ريمو»، إلى صفقة القرن.
عاد الأول من آذار ونحن نتنفس فكر الزعيم، نقتفي خطواته المخضّبة بالدم الأرجواني، ونتسلّح بعقيدته التي هي سبيلنا للخلاص من أعداء الأمة الصهاينة، إنها عقيدة المقاومة والثورة، وشعبنا هو من يصنع الانتصار بالمقاومة، المقاومة التي انتصرت في لبنان وعلى الطريق ذاتها في فلسطين والشام، والمقاومة هي ذاتها التي بثت الروح في حزبنا لتحلق ممتطية البندقية لأن حروف التاريخ تبقى مزورة من دون دماء وتضحيات. لقد عاد آذار وصور سعاده ماثلة أمام أعيننا نتشرّب فكره وننحني أمام بطولته ونورث عقيدته لأطفالنا كما ورثناها صغاراً.
يقول سعاده في خطاب الأول من آذار سنة 1949: «صفوف العزّ قد أصبحت معروفة واضحة، وصفوف الذلّ قد أصبحت معروفة واضحة، فالوجهان يتقابلان، والنتيجة الأخيرة آتية حتماً». ونستطيع اليوم أن نقول إن صفوف العز قد أثبتت جدارتها بالانتصار وإن زمن الانقياد لإرادة العدو ومشيئة الأجنبي قد ولى إلى غير رجعة، وإن كرامة الأمة أصبحت أمانة في أعناق صفوف العز الدين يجسّدون طيب عنصرها. لقد أبلت هذه الصفوف خير بلاء على امتداد ساحات النضال والمقاومة القومية من فلسطين المحتلة إلى لبنان والشام والعراق في مواجهة أعتى جيوش العالم وجيش العدو الصهيوني الذي وصفوه بأنه لا يُقهر. وما عادت لا حروب هذا العدو وحلفائه الخارجيين والداخليين ولا تهديداته بالحروب ترعد فرائص صفوف العز أو ترعب قلوب أبطالها. فالأمة قد تعلمت من تجاربها السابقة أن خير معوان لها على المخاطر المحدقة بها إنما هو في الاعتماد على نفسها وعلى قدراتها ورسوخ عزيمتها واستعدادها لبذل الجهد والمال والدم لردع المعتدين وإنقاذ الحقوق القوميّة وارتقاء معارج النصر والمجد .
إن أمرّ الحروب هي الحرب الداخلية، يقول سعاده. ولهذه الحرب البغيضة مدخلان: التفرقة والطغيان الداخلي، فكافحوا ما استطعتم عوامل التفرقة الدينية والطائفية والمذهبية والعرقية وكل عوامل التناحر والتنابذ والظلم في المجتمع والدولة ومؤسساتهما. واعملوا للوحدة والتآخي والتناصر، فتكون وحدة المجتمع قوة لصفوف العز والمقاومين في صراعهم مع العدو الصهيوني وحلفائه .
وإننا جماعة أدركت باكراً طبيعة الصراع مع هذا العدو وهي تعرف أن الأمة لا تستطيع أن تتنازل عن حقها بمصارعته طالما أنه لم يسلّم بحقوقها.
وختم: يقول سعاده في الأول من آذار 1943 «إن الأمة قد ابتدأت تسلك طريق العز والمجد المحفوفة بالمخاطر بإيمان حي يغلب المشقات وعزيمة صادقة تحمل آلام الجهاد بلذة وأخذت تسير إلى النصر الأخير واثقة من حقها الأصلي والتاريخي ومن مقدرتها على بلوغ أمانيها».
ثم تلا المنفذ العام مرسوم رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد بمنح الرفيق جرجس سمعان «وسام الواجب»، والذي تسلمه عنه عضو المجلس القومي جورج مقدسي.
تخلل الاحتفال غداء، وفي الختام تم قطع قالب الحلوى بالمناسبة.