صمود كوبا في وجه الجارة العملاقة يؤتِ ثماره محادثات اليوم وتطبيعاً غداً
مفاجأة من العيار الثقيل فجّرها أوباما أمس، أذهلت حلفاءه كما خصومه، وذلك عبر إعلانه رسمياً، بداية التطبيع مع دولة كوبا بعد عداءٍ مستميت منذ أكثر من نصف قرن.
المفاجأة هذه كشفت عن تحضيرات تعود إلى أكثر من سنة ونصف السنة، وتضمّنت هذه التحضيرات، لقاءات ـ في الخفاء ـ بين الجانبين الأميركي والكوبي، لا سيما برعاية كندا، والبابا فرنسيس.
والمفاجأة هذه قوبلت أمس بتوجّهين إعلاميين، إذ انقسمت الصحافة الغربية بين مؤيّدةٍ للمُصالحة العتيدة، وبين منتقدة.
صحيفة «إلباييس» الإسبانية اعتبرت أنّ الحرب الباردة انتهت أمس الأربعاء بين كوبا وواشنطن، وذلك بعد ربع قرن من سقوط جدار برلين، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما هو من بدأ في محادثات مع جزيرة كوبا لاستعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ 53 سنة، وأمر بفتح سفارة هافانا في البلاد، كما أمر بتسهيل السفر والتجارة.
أما جارتها «إلموندو»، فوصفت تطبيع العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة بالتاريخي، ونقلت قول كاسترو إن المحادثات عقدت على أعلى مستوى بما في ذلك اتصال هاتفي مع الرئيس أوباما لمناقشة المسائل ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
«واشنطن بوست» الأميركية كشفت عن كواليس ما جرى في الأشهر الماضية قبل استعادة العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة في خطوة مفاجئة أنهت عقوداً من الخصومة التاريخية بين البلدين. وقالت إن الدبلوماسية السرية التي أنهت خمسين سنة من العداء، استغرقت سنة ونصف السنة، وبدأت بمبادرة أميركية لكوبا وسلسلة من تسع اجتماعات في كندا بدأت في حزيران 2013، حسبما قال كبار مسؤولي الإدارة الأميركية.
من ناحيتها، اعتبرت «نيويورك تايمز» أنّ أوباما يخوض مغامرة دبلوماسية رفض 10 رؤساء سابقين القيام بها، مشيرة إلى أن الجمهوريين، الذين سيسيطرون على مجلس الشيوخ فضلاً عن مجلس النواب، الشهر المقبل، أوضحوا أنهم سيقاومون رفع الحظر التجاري، المفروض منذ 54 سنة.