قنديل لـ«الفضائية السورية»: سورية تخطت التقسيم و«النصرة» و«داعش» ظاهرتا أشرطة تقاسم حدودي

أشار رئيس تحرير صحيفة «البناء» اللبنانية ناصر قنديل إلى أن «أميركا بدأت تسلم بأن العالم قد تغيّر، وأن روسيا شريك لا بد منه لصنع شبكة أمان للمصالح الأميركية في الملفات الساخنة والمتفجرة، لكن أميركا لا تسلم بأن روسيا شريك كامل لها في ملفات العالم كلها»، منوهاً إلى أن «وجود صراع أحجام بين روسيا وأميركا سيطول، وهناك حرب باردة حتى في حال حلحلة كل الملفات الباقية».

وأضاف قنديل: «النظرة الروسية لموضوع أوكرانيا هي صراع أوكراني ـ أوكراني، بينما النظرة الأميركية هي أن الصراع روسي ـ أوكراني وهو سبب العقوبات المفروضة». وأشار إلى أن «طرح موضوع جزيرة القرم كان الرد الروسي عليه قاطعاً وواضحاً لجهة اعتبارها قدس الأقداس فمن يقترب منها سيحرق، وهذا ما يعتبر رفضاً روسياً لمبدأ العقوبات».

وأكد قنديل أن «التفاهم الأميركي ـ الروسي قد تم على ثلاثة أشياء في سورية والباقي قيد المناقشة، أولها: أن سورية باقية بقيادة الرئيس بشار الأسد، وأن الجيش السوري هو العمود الفقري في الحرب على الإرهاب، وأن العملية السياسية في سورية محطتها الحاكمة هي الانتخابات البرلمانية عام 2016». ولفت إلى أن «الروسي مقتنع بوجود واجهة معارضة للإقلاع بالعملية السياسية في سورية، والتي هي ضرورية لإلغاء القرارات المعادية من الغرب اتجاه سورية، ووضعها كمعادل سياسي لانتخابات عام 2016 والتي سيعترف العالم بها ويتعامل بها، فالمعارضة لم تعد تملك شيئاً على الأرض، والدولة السورية تدفع من منجزاتها لتشكيل جواز مرور إلى المعادلة الدولية والإقليمية السياسية بشكل سلس، فهناك كلفة صعبة ولكنها ضرورية، لأن ترجمة النصر العسكري بنصر سياسي لا تقل أهمية عن إنتاج النصر العسكري، والنصر السياسي هو إعادة العالم للتعامل مع سورية بأمر واقع لا مفر منه، وهذا يحتاج إلى جواز مرور قد تعامل به الرئيس الأسد مع مبادرة دي ميستورا بشكل أذهل الآخرين».

وشدد قنديل على «أن التقسيم له شروط وقواعد قد تخطتها سورية، فهو غير موجود لأن العالم لا يستطيع التعامل مع جسمين هما «داعش» و«النصرة»، فهما مشروعان ليس لهما هوية إقليمية مبنية على قومية»، مبيناً أن «»النصرة» و«داعش» هما ظاهرتا أشرطة تقاسم حدودي خدمة لمشغليهما وهما تداران مخابراتياً، لكن لا يمكن احتواؤهما لأنهما تشبهان الوباء السرطاني»، مشيراً إلى أن «الدولة السورية جاهزة للحرب إذا ما دعت الحاجة لذلك دفاعاً عن الحدود والسيادة، فهي الدولة التي تسترد عافيتها عسكرياً وسياسياً وجغرافياً، والجيش العربي السوري قد بدل المشهد إقليمياً».

أما في الشأن اللبناني، فأشار قنديل إلى أن «قائد الجيش العماد جان قهوجي هو صاحب موقف شهم ومدافع عن جيشه، ولهذا يتم التآمر على الجيش الذي هو صاحب عقيدة راسخة في محاربة العدو «الإسرائيلي»، وهناك معادلة في لبنان ستعطي للمقاومة دور سلطة الظل في إعادة تشكيل الدولة السياسية ومرشحها العماد ميشال عون غير قابل للمقايضة، إلا إذا رأى عون وجود فرصة لمكسب سياسي أعلى في تسوية أخرى».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى