دمشق ترفض نشر قوات أممية شرق حلب
دخلت وحدات من الجيش السوري مدعومة بالقوات الرديفة أمس مخيم حندرات شمال مدينة حلب، بعد عملية عسكرية بدأت يوم الأربعاء الماضي وأسفرت عن السيطرة على مزارع الملاح ومناطق أخرى في محيط المخيم، هدفها قطع آخر خطوط الإمداد عن المسلحين المتمركزين في الأحياء الشرقية لحلب المدينة.
ودخلت طلائع قوات المشاة في الجيش إلى أحياء المخيم، وباشرت عمليات التمشيط والتعامل مع جيوب المسلحين وتفكيك العبوات، وما أن تستكمل السيطرة عليه تكون مدينة حلب قد طوقت بالكامل، وقطعت عن مسلحيها آخر خطوط الإمداد القادمة من الشمال عبر الحدود مع تركيا، تمهيداً لتسويات محتملة قد تكون على غرار التسوية التي أبرمت مع المسلحين في حمص القديمة.
إلى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية أمس أن دمشق رفضت نشر قوات تابعة للأمم المتحدة في الأحياء الشرقية لحلب لحفظ الأمن وضمان عدم خرق الاتفاق على تجميد القتال الذي اقترحه المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا.
وبحسب المصادر نفسها رفضت الحكومة السورية نشر قوات من الجيش المصري مع القوات الأممية. كما اشترطت دخول قوات سورية من الأمن والشرطة، وعودة مؤسسات الدولة إلى أحياء حلب الشرقية.
الحكومة السورية رفضت كذلك تسليم أمن الأحياء للمسلحين كما طالبت المجموعات المسلحة، ورفضت استصدار قرار من مجلس الأمن للخطة إذا ما كان سيؤدي إلى قرار تحت الفصل السابع، كما طالب الائتلاف المعارض.
جاء ذلك في وقت عثر ناشطون سوريون على 230 جثة في مقبرة جماعية بريف مدينة دير الزور تعود لأفراد من عشيرة الشعيطات قتلوا على يد تنظيم «داعش» الإرهابي.
وذكر النشطاء أن المقبرة الجماعية عثر عليها في بادية الكشكية في ريف المدينة الشرقي، وأشاروا إلى أنه بعد العثور على هذه المقبرة يرتفع عدد أفراد العشيرة، الذين أعدمهم «داعش» أو لقوا حتفهم بقصف واشتباكات مع التنظيم، إلى أكثر من 900 شخص.
وفي شأن متصل، أكد بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن تقديم النظامين السعودي والقطري مشروع قرار ينتقد حالة حقوق الإنسان في سورية مفارقة عجيبــة بحد ذاتها ويدعو إلى الاستهجان والسخرية، نتيجة لضلوع هذين النظامين بتأجيج العنف واستجلاب الإرهاب الدولي إلى سورية وبعرقلة الحل السياسي للأزمة فيها.
وقال الجعفري في بيان أدلى به أمس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل التصويت على مشروع القرار المعنون «حالة حقوق الإنسان في الجمهورية العربية السورية» إن النشاطات الإرهابية للنظامين السعودي والقطري لم تتوقف على تمويل وتسليح التنظيمات الإرهابية ودعمها إعلامياً إنما فاقته إلى مستوى فتح معسكرات تدريب عسكرية للإرهاب فوق الأراضي السعودية والقطرية والأردنية والتركية.