مقالات وآراء

المرأة نصف المجتمع ووراء أعظم الرجال: هل تنصفها القوانين؟

} عادل حاموش

ككلّ عام يأتي الثامن من آذار، ومعه المناسبة الثابتة «يوم المرأة العالمي»، والمعتمد الاحتفال فيه إثر عقد أول مؤتمر لـ «الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي» في العام 1945.

وككلّ عام، تحلّ هذه المناسبة، ومعها تحديات وأزمات، تعصف بالمجتمعات عموماً، إلا أنه في هذه السنة، أضيف إلى التحديات القائمة فيروس «كورونا»، الذي يشغل بال اللبنانيين عموماً، والمرأة الأمّ خصوصاً، والتخوّف القائم من «التقاط الوباء»، مما سيخفّف بل سيلغي الاحتفال الجماعي، في هذه المناسبة المنتظرة سنوياً، من النسوة.

لكن، على الرغم من كلّ التحديات، لا يخفى على أحد، أنّ للمرأة دوراً مهمّاً في المجتمع، في شتى الميادين وتطوّر هذا الدور، فنجد نساء رائدات سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، كما أنه بإطلاق الإمكانات الكاملة للمرأة في عالم العمل، يكون بمقدورنا أن نسعى نحو إنهاء الفقر وتعزيز النمو الاقتصادي الشامل والمستدام، والتقليل من انعدام المساواة داخل البلدان وبينها، إلى جانب تحقيق المساواة في النوع الاجتماعي، وتمكين كافة النساء والفتيات.

ففي لبنان، هيئات وجمعيات نسائية، عملت على تطوير العمل النسائي، والدور الأكبر هو «للهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية»، التي ترأسها السيدة كلودين عون روكز، ولتعزيز دور المرأة وإحقاق حقوقها ومساواتها، عملت على خطط وبرامج، لتثبيت الحقوق على أن تكون «لازمة دائمة» في صنع أيّ قرار وطني، وتأكيد الدور السياسي والوطني، الذي يمكن للمرأة اللبنانية لعبه، كان لافتاً تمثيلها بـ 6 سيدات، أيّ ما نسبته 30 في المئة من المقاعد الوزارية.

مطالب كثيرة وحقوق تناضل المرأة من أجلها، فهل يمكن الحصول عليها، في ظلّ سيطرة ما يسمّى مفهوم «الذكورية»؟

وفي هذه المناسبة، التقت «الوكالة الوطنية للإعلام» رئيسة «الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية» كلودين عون روكز، التي قالت: «الأزمة التي نعيشها اليوم، ليست فقط اقتصادية، بل هي ناتجة من أزمة اجتماعية أيضاً».

وعن وضع المرأة في لبنان قالت: «إنّ حقوقنا وأدوارنا غير معترف بها بشكل كامل بعد، وعلينا أن نتابع النضال على الأصعدة كافة، خصوصاً أنّ بعض القوانين اللبنانية، ما زالت مجحفة بحق المرأة. ولذلك علينا الاستمرار بالمطالبة بالمساواة وبتقليص الفجوة في الحقوق بين الجنسين، لكي نستطيع أن نبني مجتمعاً متوازناً».

وعن تمثيل المرأة في هذه الحكومة، قالت: «إن مشاركة المرأة بنسبة 30% في هذه الحكومة، تمثل اعترافاً بدورها في المشاركة في صنع القرار»، مضيفة: «نأمل أن تطبّق الكوتا في الانتخابات النيابية أيضاً، من خلال تضمين القانون الانتخابي، كوتا نسائية، لتشجيع السيدات على الانخراط في العمل السياسي من جهة، وللاستفادة من طاقاتهن، وإدماج مفهوم النوع الاجتماعي، في القرارات ومشاريع القوانين المنوي إقرارها من جهة أخرى. فحاجات المرأة تختلف عن حاجات الرجل، وبعض القرارات التي تصبح نافذة، لا تراعي حاجات النساء، لذا من الضروري أن تشارك المرأة في صنع القرار على الأصعدة كافة».

وشدّدت على «أهمية الالتزام بقرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة، الصادر في العام 2000، ذي الرقم 1325، الذي يضمن حماية المرأة من العنف، خلال النزاعات، وما بعد النزاعات، ودورها في الوساطة والإغاثة، وفي مختلف المجالات. وعلى الدولة بكلّ مؤسّساتها أن تطبّق هذا القرار، عبر خطة العمل التي أعدّتها الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، بتكليف من رئيس الحكومة في العام 2017. ولبنان هو الدولة العربية الخامسة، التي تعدّ خطة عمل، تميّزت بالطريقة التشاركية، التي أعدّت فيها مع الوزارات والإدارات المعنية، في الدولة ومع المجتمع المدني، وتكمن أهميتها في العمل على تفعيل دور المرأة في عملية بناء السلام».

وختمت عون روكز قائلة: «في لبنان، قضينا على الإرهاب العسكري منذ حوالي السنتين، ولكننا ما زلنا نعيش في أزمات متتالية ومتواصلة، وأبرزها أزمة هوية ما زالت قائمة، منذ بداية قيام دولة لبنان الكبير، وحتى اليوم. نأمل أن يكون للنساء دور مهمّ في المرحلة المقبلة، فهن يتمتعن بطاقات كبيرة ومميّزة، على أمل أن نبني معاً، وطناً حقيقياً، على أسس واضحة وثابتة».

وكان لأمين سر نقابة المحامين المحامي سعد الدين الخطيب رأي في المناسبة، حيث قال: «في يوم المرأة العالمي، نقف وقفة إجلال واحترام لكلّ امرأة، كانت ولا تزال تسعى وبشكل كبير، للحفاظ على اتزان مجتمع، بات ناقصاً بغيابها. نعم، إنها المرأة اللبنانية، التي باتت تشكل نصف المجتمع وركيزته».

أضاف: «على الرغم من الظلم والعنف والتظلم، الذي تواجهه المرأة يومياً، في ظلّ غياب القوانين اللبنانية الرحومة بحقها، تسعى المرأة اللبنانية كلّ يوم، إلى تثبيت نفسها على كافة الأصعدة، الثقافية، التعليمية، البيئية، السياسية وغيرهافهنيئاً للمرأة اللبنانية في هذا اليوم، أينما كانت».

وقال رئيس بلدية بريحالشوف المهندس صبحي لحود، في هذه المناسبة: «كلّ التشجيع للمرأة اللبنانية المكافحة والمناضلة، حيث أثبتت جدارتها في كافة المجالات، واستطاعت أن توفق بين عملها ومسؤولياتها المنزلية، فطاقتها نعمة من الرب»، منوّها بـ «دور المرأة في الشأن العام، وفي البلدية، حيث فازت السيدة برلنت كوكباني كعضو بلدي»، معلناً دعمه الدائم للنشاطات التي لها علاقة بالمرأة».

وختم «في مناسبة يوم المرأة العالمي، أتذكر قول نابوليون: «إنّ وراء كلّ رجل عظيم امرأة».

كذلك قالت الفنانة ساندرين الراسي: «المرأة تكون مستقلة بشهاداتها العلمية، لتستطيع أن تقاوم وتثبت نفسها في المجتمع، وتتحدّى الظروف الصعبة في الحياة، وكي لا تتكل على أحد، ودائماً يجب أن تعمل على شخصيتها الخاصة».

أضافت: «وفي هذه المناسبة، أتوجه بالتهنئة للمرأة، وأذكر بمقولة وراء كلّ رجل عظيم امرأة، فهي الدعم المعنوي للمجتمع، وهي أساس المجتمع، ونطلب من الله أن يعطي المرأة القوة، لتستطيع ان تبقى القدوة لبيئتها».

وقال الشاعر والفنان والموسيقي عيسى لحود: «المرأة هي إلهامي الموسيقي وولهي، فأنا أكتب لها، وأغني لها، واعتبر وجودها نعمة من الخالق، المرأة هي نصف المجتمع، وفي يوم المرأة العالمي، أقول لها: لا موسيقى من دونك، فأنت كلّ الحب والحنان، ويجب أن تنصفك القوانين، وأدعوك لتكوني قوية في تخطي هذه المحنة الاقتصادية في لبنان، فأنت كلّ التضحيات، وأنت الأمّ والزوجة والأخت والابنة الحنونة»

في الختام، مهما قيل ويُقال، المرأة فعلاً هي نصف المجتمع، ولها حقوق وعليها واجبات، ومساواتها حق وواجب، فهي من تنجب قيادات ورواد المستقبل، فمن حقها عليهم أن ينصفوها ويصحّ فيها ما قاله نابليون: «الأمّ التي تهزّ السرير بيمينها، تهزّ العالم بيسارها».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى