مديريّة الثبات ـ القلمون في «القومي» تُحيي الأول من آذار عيد مولد سعاده
فتون رعد: نستمدّ رسوخَنا من تضحيات الشهداء والجرحى والمناضلين.. من نسور الزوبعة الذين يواجهون المشروعَين التركي واليهودي
أحيَت مديرية الثبات في منفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي الأوّل من آذار عيد مولد مؤسس الحزب أنطون سعاده باحتفال في منزل مدير المديرية زهير حكم في بلدة القلمون. وحضر الاحتفال منفذ عام طرابلس فادي الشامي وعدد من المسؤولين الحزبيين والقوميين والمواطنين.
عرّفت الاحتفال مفوّض التربية في المديرية فرح قوطة التي وصفت الأوّل من آذار بأنه «انبثاق النور من الظلمة، وهو ليس مناسبة وتمر بل هو ولادة أمة، إنه ولادة الخير والحق والجمال في أمة عظيمة».
وأضافت: «الأول من آذار هو القضاء على الجهل، هو التشبث بالمعرفة والمعرفة قوة، والقوة هي القول الفصل في إحقاق الحق القومي أو إنكاره. آذار هو ربيع الأمة وصفاؤها».
ومما قالت في المناسبة قصيدة جاء فيها:
«مولدٌ جديد
وعمرٌ بعدَ الشهادةِ مديد
غيابُكَ وجود
ومِن فكرِكَ نجود
علّمتَنا الصّمود
ووفاءُ الوعود
سنمشي على الخُطى
ولسورية نحنُ الفدى
ونورُكَ لنا الهدى
وُلِدَ الزّعيم
وزغرَدَتِ الحياة
ما زلتَ هنا
لنُكمِلَ المسير
لنروي الأرض
ونُحيي الذّكرى
وُلدنا نسور
لنبقى نثور
نقاومُ العدو
لنهتفَ سويّة
هويّتُنا سوريّة قوميّة اجتماعيّة
وُلِد القُدوة
وزَرعَ القوّة
أرضُنا أمانةٌ برقابِنا
ترابُها قوتُ أرواحِنا
علّمتَنا الإخلاص
ونضالٌ حتّى الحريّة
وُلِدَ زعيمُنا
وعلَّمَنا الوطنيّة
وحبُّ القضيّة.
كلمة المديرية
ثم ألقى مذيع المديرية عمر بيضا كلمةً باسم مديرية الثبات فقال: «يشكل الأول من آذار محطة فارقة في فهم القوميين لفكر سعاده. إن هذا الاحتفال يتعدّى شخص سعاده إلى رمزية هذا التاريخ تحديداً في مسيرته وما أراد له أن يكون وقد وقف الزعيم مؤدياً قسم الزعامة في الأول من آذار عام 1935 ملتزماً بالعمل الدستوري والمؤسسي، واضعاً نفسه في خدمة القضية القومية.»
وتابع بيضا: «لقد وضع سعاده بناءً فكرياً جعل فيه من العقل الشرع الأعلى، مطلقاً نهجاً واضحاً لتأسيس عقليتنا المجتمعية على المعارف والحقائق العلمية. فقد أسس مدرسة علمية في الاجتماع السياسي تقوم على المنهج القومي الاجتماعي في دحض الأوهام والخرافات واعتبار التطور هو الناموس العام. والمعرفة عند سعاده كفيلة بإيجاد المبادئ الحقيقية التي تخدم قضية المجتمع، ومن هنا كانت غاية الحزب ومبادئه».
وأضاف مذيع المديرية أنّ «سعاده هو المفكر والمعلم والفيلسوف وعالم الاجتماع، والأهم أنه صاحب القضية السورية، قضية المجتمع السوري، المتمثلة في غاية الحزب ومبادئه والمحددة في مقدمة دستوره، فهذه القضية لا تنفصل عن وحدة المنهج الفكري في كل عمله ونضاله».
وتوجّه بيضا إلى القوميين بالقول: «أنتم حملة القضية الأساس، أنتم مسيرة الشهداء والوعي القومي والمعرفة والالتزام بالدستور والعقيدة، أنتم تمثلون النقطة الفاصلة في تاريخ هذه الأمة وتقدمها، أنتم من اضطلعتم بتحقيق العمل الخطير في سبيل خير المجتمع ولا سبيل للانتصار إلا بالحقيقة التي هي أنتم. حزبكم هو الخلاص الوحيد لهذه الأمة».
كلمة منفذية طرابلس
وباسم منفذية طرابلس، تحدّثت ناظر الإذاعة في منفذية طرابلس فتون رعد فقالت:
«للحديثِ في مديريتِكم بالتحديدِ وقعٌ خاصٌ في نفسِ كلّ سوريٍّ قومي اجتماعي. يمكنُنا حتى اليوم سماعُ صدى صوتِ حضرةِ الزعيم يُلقي خطابَه التاريخيّ هنا. يمكننا حتى اليوم التماسُ مقاصدِه عندما وقفَ بين أعضاءِ مديريةِ القلمون، الوحدةِ الحزبيةِ التي لم تخذل النهضةَ قط وأطلقَ عليها تسميةً استحقتها عن نضالٍ وشجاعةٍ وهي مديرية الثبات.
والثباتُ أيها الرفيقات والرفقاء باتَ قيمةً نادرةً في زماننا هذا. وما الأوّلُ من آذار إلا جرسَ إنذارٍ سنويٍّ للأعداء بأنّ لهذه البلادِ أبناءَ تعاقدوا على بذلِ أغلى ما فيهم من أجلِ هُويتهم القومية.
الثباتُ أيها الحضور، هو التشبثُ بمبادئَ الخلاص للأمةِ السورية وهي مبادئ تشكّلُ عقيدةً لم تبقَ مجردَ حبرٍ تنظيريّ على الورق، بل سلكت طريقَ التحقيقِ والنجاح من خلال الحزب. هكذا أدركَ سعاده بفطنِته المرتكزةِ على معرفةٍ علميةٍ عميقة أنَّ الروحَ لا تترجمُ نفسَها إلا بجسدٍ صحيٍّ وقويٍّ تتحرّكُ من خلاله.
أضافت: إنَّ الثباتَ على المؤسسةِ الحزبيةِ هو من أعظمِ أعمالِنا في هذه الأوقاتِ العصيبةِ التي يتابعُ فيها أعداؤُنا محاولةَ نهشِ أرضِنا وهُويّتِنا ويستمرونَ في مخططاتِهم التي كشفَها سعاده منذ أن كان يافعاً. نستمدُ رسوخَنا من تضحياتِ رفقائِنا الشهداء والجرحى والمناضلين في كلِّ مكانٍ وزمان، لا سيّما رفقاءِنا في نسورِ الزوبعة الذين يواجهون المشروعَين التركي واليهودي ويشعرون بنا سنداً لهم في وحداتِنا الحزبية وامتداداً للمشروعِ السياسي النهضويِّ نفسِه. فكلُّ الاحترام لتضحياتِكم أنتم أيضاً في محيطٍ اجتماعيٍّ شائكٍ تنخرُه المذهبيةُ والتبعيةُ.. لكنّكم، أعضاء مديرية الثبات، أقوياء لا تهزُّكم ريحٌ عابرةٌ مهما اشتدَّت ومهما اقتلعت معها بعضُ ضعفاءِ النفوس».