العالم ينتظر مرحلة ما بعد عودة الحرارة إلى العلاقات الكوبية ـ الأميركية
كوبا وأميركا تصالحتا، هافانا وواشنطن أضحتا فعليّاً وأكثر من جغرافيّاً عاصمتين جارتين. وربما قريباً جدّاً يتسلّم الرئيس الكوبي راؤول كاسترو أوراق اعتماد السفير الأميركي الأول في هافانا بعد أكثر من نصف قرن من العلاقات التي وصفت بالعدائية. وربما نشهد تعاوناً اقتصادياً، وآخر صحياً، وثالثاً في مجال مكافحة الإرهاب. وتكثر التكهنات ويكثر معها استعمال هذه الـ«ربما». إلا أنّ الصحف الغربية سبقت الدول والأنظمة إلى التكهّن، وراحت تحوك المستقبل القريب لهذه العلاقات المستعادة بعد حصار طويل.
غير أنّ صحيفة «واشنطن بوست» اعتبرت أنّ عودة العلاقات هذه، تمثّل اختباراً هاماً للرئيس راؤول كاسترو وشقيقه الأكبر فيدل. إذ اعتبرت الصحيفة أنّ فيدل كاسترو خلال السنوات الـ47 التي حكم فيها البلاد، كان مهميناً، وله وجود شبه يومي في حياة الكوبيين العاديين، فأشعل العداء مع الولايات المتحدة في خطبه التي كانت تستمر لساعات، وعلى شاشات التلفزيون وفي الراديو وفي صحيفة الحزب الشيوعي، كان حاضراً دائماً يتحدّث بشكل مستمر. بينما شقيقه راؤول، ليس كذلك على الإطلاق. وبصرف النظر عن الجدل حول ما إذا كانت الإصلاحات التي قام بها راؤول كانت مجدية، فإن أسلوبه أدّى إلى تحول هام خفف العداء مع واشنطن وهيّأ الساحة لإعلان الرئيس باراك أوباما عن تطبيع العلاقات بين البلدين.
وفي ما يلي، بعض مما رُصد من مواضيع نشرتها الصحف الغربية الصادرة أمس، لعل أبرزها ما ذكرته صحيفة «غارديان» البريطانية، عن مسؤولين أميركيين في مكافحة الإرهاب دعموا مفاوضات مع شيخين جهاديين كبيرين في محاولة فاشلة لإنقاذ حياة الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ الذي ذبحه مقاتلو تنظيم «داعش» في 26 تشرين الثاني.