استقبال رسمي لضحايا الطائرة الجزائرية ومطالبة بفتح خطوط بين دول الاغتراب وبيروت
مأساة جديدة كان لبنان على موعد بها مساء أمس، بوصول جثامين ضحايا الطائرة الجزائرية المنكوبة إلى مطار بيروت بعد نحو أربعة أشهر ونصف الشهر من مصرعهم إثر سقوط الطائرة وتحطمها في شمال مالي.
ورافق الجثامين الذين نقلوا بطائرة تابعة لشركة «ميدل ايست» من فرنسا إلى لبنان، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، الأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير وعدد من ذوي الضحايا. وكان في استقبال الجثامين النائب علي بزي ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري ووزير البيئة محمد المشنوق ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام، ووزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وعضو الكتلة النائب علي عمار، وفد من «حركة أمل» ضم طلال حاطوم وعلي بردى وعلي مشيك، وفد من العلماء والمشايخ وعلماء الدين، وفد من المطارنة، وفد من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم برئاسة رئيسها أحمد ناصر وحشد من الشخصيات وذوي الضحايا.
ولدى وصول الطائرة عزفت ثلة من قوى الأمن الداخلي، لحن الموت، فيما كانت تنتظر على أرض المطار 25 سيارة إسعاف و70 مسعفاً، لنقل النعوش التي لفت بالأعلام اللبنانية، إلى بلدات وقرى الضحايا. وبعد وضع الجثامين في داخلها كتب على كل سيارة اسم الضحية التي تحمل جثمانها، واسم بلدته والقضاء التابعة له.
وسادت في المطار أجواء من الأسى والحزن على وجوه المستقبلين من الأهالي وأصدقاء الضحايا وأنسبائهم، الذين بدأوا بالتوافد تباعاً، وسط اجراءات أمنية اتخذت لمواكبة هذا الحدث الأليم تزامناً مع اعلان يوم أمس الأحد يوم حداد رسمي.
يذكر أن الطائرة الجزائرية هي من نوع «ماكدونل دوغلاس ام.دي 83»، وقد تحطمت أثناء رحلة لها من واغادوغو إلى العاصمة الجزائرية، فوق شمال مالي، ما أدى إلى مقتل 116 شخصاً معظمهم فرنسيون، بينهم 20 لبنانياً هم:
– رندا بسمة زوجة فايز ضاهر وأولادها: علي، صلاح وشيماء ضاهر.
منجي حسن وزوجته نجوى زيات وأولادهم: محمد رضا، حسين، حسن، ورقية حسن.
– بلال دهيني وزوجته ألمانية الجنسية وأولادهم: مالك، ريان وأوليفيا دهيني.
– محمد أخضر.
– فادي رستم.
– عمر بلان.
– جوزيف الحاج.
وشكر زوج رندا بسمة ووالد الضحايا الثلاثة فايز ضاهر الذي كان يحمل صور زوجته وأولاده والدموع تنهمر من عينيه كل من ساعد في التعرف الى عائلته لا سيما الدول اللبنانية والفرنسية والجزائرية.
وانتقد والد الضحية رندا صلاح بسما تقصير الدولة اللبنانية بموضوع رعاياها المغتربين، مشيراً الى انه يجري التحضير لدفن الجثامين اليوم في بلدتهم صريفا في الجنوب، مضيفاً «لقد كتب القدر لي ان اعيش عندما قررت تأجيل الذهاب مع العائلة لانشغالي في عملي في بوركينا فاسو، فالقدر أراد ان يسرق عائلتي مني ويبقيني حياً لأتعذب».
وأكد النائب بزي، خلال استقباله الجثامين في المطار ان «هؤلاء هم شهداء الوحدة الوطنية وهم شهداء الوطن بأسره، وكم كنا نتمنى ان نستقبلهم على الراحات لا ان نستقبلهم اشلاء وجثامين لأنهم رفعوا اسم لبنان في دول الاغتراب».
ولفت الى ان «المسؤولين والحكومة والادارة المعنية والمديرية العامة للمغتربين او على مستوى الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم من خلال اتصالاتهم بالكثير من الدول، قاموا بواجباتهم على اكمل وجه في هذا الاطار».
وقال المشنوق: «انها لحظة حزن، ويوم كامل من التآخي والتعاطف مع اهالي الضحايا في هذا الحدث الأليم، وما يلفت هو هذا الوجود الكثيف للناس، من مختلف الطوائف والمناطق، حيث لا فرق بين لبناني ولبناني، الكل في المصاب الجلل واحد».
ورأى الوزير باسيل «ان المغتربين يعيشون أهمال البلد الأم لهم، وأحد أوجه الإهمال عدم وجود خطوط طيران للبلدان التي يعيشون فيها».
وأمل ان تتعظ الدولة مما جرى وأن تعمل لكي يتوقف إهمال المغتربين.
وطالب النائب عمار مجلس الوزراء بالعمل على تأمين خطوط نقل جوية مباشرة، لنقل اللبنانيين من دول الاغتراب إلى وطنهم وبالعكس «منعاً لحصول مآسٍ انسانية جديدة يدفع لبنان ومغتربيه، ثمنها من أرواح أبنائه».