الإيطاليون يتحدّون الحجر الصحي بنشر ثقافة السعادة والفرح من شرفات منازلهن…
} روما ـ جودي يعقوب
نقلت وكالة «أنسا» الإيطالية عن مفوض الطوارئ بوكالة الحماية المدنية أنجيلو بوريلي، قوله في مؤتمر صحافي أمس قوله إنه تمّ شفاء 2335 شخصاً في إيطاليا بعد الإصابة بالفيروس التاجي، بزيادة 369 عن يوم السبت.
حيث كانت إيطاليا قد سجلت يوم الأحد، حدوث 368 حالة وفاة في يوم واحد، بسبب الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19)، لترتفع حصيلة ضحايا الوباء في البلاد إلى 1809 وفيات، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية (أنسا).
وقالت وكالة أنسا إن الإحصاءات الجديدة أظهرتها بيانات وكالة الحماية المدنية الإيطالية، بزيادة قدرها 368 حالة وفاة.
وفي وقت سابق، كان حاكم لومباردي أتيليو فونتانا قد قال في مقابلة: «أعتقد أنّ هناك تصوراً خاطئاً للغاية في روما وخارجها. الوضع خطير جداً بموضوعية.. الفيروس مُتسلل، يختفي ويعاود الظهور ويضرب بشدة»، حسب وكالة «أنسا» أيضاً.
ولكن رغم أنّ فيروس كورونا قد شلّ حركة الإيطاليين وألزمهم بيوتهم ولكنه لم يستطع أن يخرس أصواتهم .
فبعد أن فرضت السلطات حجراً صحياً على البلاد بأكملها، تمكن الإيطالييون من التغلب على هذا الحجر المنزلي والمعنويات المنكسرة من خلال «الحفلات» التي أحيوها من شرفات منازلهم بشكل جماعي.
عُرف الإيطاليون منذ القدم بحبّهم للحياة والغناء، وسعيهم إلى نشر ثقافة السعادة والفرح تجلّى بشكل جميل من خلال مواجهتهم لـفيروس كورونا الذي تفشّى في بلادهم.
فقرّرت المدن الإيطالية محاربة هذا الفيروس بطريقة جديدة بعد أن تمّ عزلهم بمنازلهم بعد تفشيه.
فشارك عدد كبير من المواطنين في المدن الإيطالية المعزولة في ترديد السلام الوطني من شرفات منازلهم.
حيث كان المشاركون قد نسقوا وصلات الغناء الجماعي وأداء النشيد الوطني عبر تطبيق ال Whatsapp ، واستعملوا مكبّرات الصوت والآلات الموسيقية لإضفاء طابع «الحفلات» عليها.
وظهر الإيطاليون الذين فرض عليهم الالتزام بالحجر الصحّي للحدّ من انتشار الفيروس، وهم يغنون ويعزفون من شرفات منازلهم لتشجيع بعضهم البعض، في ما كانت الشوارع خالية في مشهد لم تألفه إيطاليا سابقاً.
كما غلب حس الوطنية على «حفلات الشرفات»، إذ ردّد الناس النشيد الوطني بكلّ فخر، رافقته الهتافات والتصفيق، مما دفع الكثير منهم إلى البكاء، في سلوك شبيه بما حدث في بداية الحجر الصحي على مدينة ووهان الصينية.
ورفع آخرون الأغاني العاطفية أيضاً لمساندة المصابين والمعزولين في منازلهم في انتظار أن يزول هذا البلاء لاستئناف حياتهم.
وتكرّر مشهد الغناء من الشرفات في أغلب المدن الإيطالية مثل العاصمة روما ونابولي وتورينو وبينيفينتو، وبهذه الطريقة يكون الشعب الإيطالي قد استطاع أن يوجه رسالة لطيفة في كيفية مواجهة الأوقات الصعبة في حربه ضدّ كورونا، بأنهم لن يسمحوا للمرض أن يقهرهم أبداً حتى وإن زهق أرواح الآلاف منهم.
وأثارت هذه المبادرة إعجاب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم، بعد أن وثقت الكاميرات مقاطع فيديو انتشرت مثل النار في الهشيم وصلات الغناء والعزف الجماعي التي قام بها الناس من شرفاتهم، بسبب الإيجابية التي عكسها الإيطاليون بالقدرة على مواجهة الأزمات.
هذا بعد أن أعلنت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشانا لامورجيزى أنّ حكومة بلادها على استعداد لفرض تدابير تقييدية على المواطنين أكثر صرامة من أجل التمكن من احتواء انتشار فيروس كورونا المستجدّ (كوفيد 19).
وتشهد إيطاليا اليوم حالة من الاستنفار لدى الجهات الصحية، بعد تفشي فيروس كورونا في العديد من المدن وسقوط الكثير من الوفيات والإصابات.
وبدأت عمليات التعقيم تجوب كلّ الأحياء والأماكن التي تشهد تكدّسات في إيطاليا، وعرضت شبكة «ABC News» الأميركية مشاهد من انتشار الفرق الطبية في مناطق متعدّدة وتقوم بتطهير الشوارع والمقاعد التى يجلس عليها المواطنين للحدّ من نقل العدوى في الأماكن المزدحمة، بينما خلت الشوارع من المارة.