من المشين والمخزي أن يُخصص الإعلام المموَّل من دول الخليج فقرات خاصة عن فيروس كورونا وإيران ليقول فيها فقط إن القيادة الإيرانية مسؤولة، لأنها تخصص موازنات لدعم قوى المقاومة ويصوّر ذلك تخلياً عن المسؤولية في مواجهة الفيروس والدفاع عن صحة الشعب الإيراني، بينما تنجح إيران بمقدراتها وهي بدأت تواجه الخطر بأرقام عالية قبل ظهور الفيروس في إيطاليا التي تسجل اليوم أكثر من ثلاثة أضعاف رقم الإصابات الحالية من إيران رغم أنها تضم قرابة ثلاثة ارباع عدد سكان إيران فقط، ولا تخضع للحصار والعقوبات وهي جزء من الاتحاد الأوروبي المعتبر عالمياً في المرتبة الثانية بعد اميركا في مجال القدرات العلمية والمالية، فهل السبب ما تخصصه إيطاليا من موازناتها لقوى المقاومة؟
دخل الفيروس رسمياً إلى أميركا منذ عشرة أيام بينما تواجهه إيران منذ شهر على الأقل وسجلت أميركا عدداً من المصابين مرة ونصف أكثر من إيران، بينما سجلت إيران عدداً من حالات الشفاء يعادل نصف عدد المصابين الحاليين عندها، ولم تنجح أميركا بتسجيل عدد يذكر لحالات شفاء؛ وإيران هي المحاصرة وأميركا هي التي تحاصرها، فما علاقة دعم قوى المقاومة بالموضوع؟
بمستطاع إيران أن تواجه بصورة أفضل لو تيسرت لها الاستعانة ببعض المستوردات التي تتواجد في الأسواق العالمية ولديها المال اللازم لشرائها، لكن العقوبات الأميركية وحدها ما يحول دون ذلك. فهل تدرك دول الخليج أن حماية سكانها من انتشار الفيروس تتمثل بتأمين منطقة خالية من هذا الوباء وهو أمر قابل للتحقيق بمساعدة إيران على الفوز في هذه المواجهة، والطريق سهل هو الضغط لرفع العقوبات عن شراء إيران للمواد والمعدات الطبية، أو شراء هذه المعدات لحساب إيران وتقديمها كمساعدات تعبر عن حسن النية والجوار.
للأسف إيران تواجه وحدها، وبدلاً من التعاطف يظهر البعض الحقد بلباس النصح وهو لا ينتبه أن ما يتمناه لإيران من الوقوع في تفشي الوباء سيعني أن يناله منه الأسوأ.