الكهرباء الدائمة الحلم المستحيل…
} عمر عبد القادر غندور*
عبثاً نحاول ان نصدّق اننا في دولة تحترم قوانينها وتعمل لصالح شعبها. بالأمس كان على جدول الأعمال بند يتعلق بالكهرباء والطاقة، وعندما طلبت وزارة الطاقة الموافقة للبدء بإجراءات ومباحثات مع ذوي الشأن من كبار المعنيين الدوليين المتخصّصين ببناء وحدات إنتاج الكهرباء من خلال مفاوضات واتفاقيات من دولة لدولة وفقاً للمادة 52 من الدستور اللبناني، بدأ “النقار” وانبرى الوزراء المحسوبين على إحدى الجهات وقالوا انّ هذا الامر هو من اختصاص الجهة الصالحة التي يمثلونها، فتكهرب جو الجلسة وكاد يفضي الى تراشق واتهامات حول مراكز التغويز ومن هي الشركات التي ستبني المحطات، وحول آليات العمل، وكأنه لا وجود لمجلس وزراء ولا وزير طاقة معني، بل بلطجة تحيط بمجلس الوزراء ورئيسه خاصة الذي يلاقي ما يلاقي من ممثلي الفريق السلطوي الذي يكبّل رئيس الحكومة!
وقد أقرّت الحكومة في النهاية تكليف وزير الطاقة القيام بجملة اتصالات ستشمل عددا من الدول والبحث في النفقات وتوفير التمويل مع فترات سماح وجدولة المدفوعات.
وللعلم تنص المادة 752 من الدستور اللبناني ان يتولى رئيس الجمهورية المفاوضة لعقد المعاهدات وإبرامها بالاتفاق مع رئيس الحكومة. اما المعاهدات التجارية وسائر المعاهدات التي تنطوي على شروط تتعلق بمالية الدولة فلا يمكن إبرامها الا بعد موافقة مجلس النواب.
وفي ضوء هذه الوقائع التي تؤكد صلابة الموقع السلطوي وامتداداته في جميع مفاصل الدولة، والانقسام المستحكم بين اللبنانيين واختلافهم على كلّ شيء حتى التستر على الوباء على أُسس طائفية ومناطقية، يفضي الى مسلمة لا لبس فيها وهي انّ اللبنانيين أعجز من ان يتولّوا شأنهم بأنفسهم لعدم بلوغهم الرشد، لا اليوم، بل منذ ان كان الاستقلال المستحيل.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي