أوروبا تكثّف استجاباتها لاحتواء كوفيد- 19 ومنظمّة الصحّة العالميّة تدعو إلى الوحدة
تقرير إخباري
اتخذت الدول الأوروبية أول أمس، إجراءات أكثر صرامة للحدّ من العدوى مع استمرار تطور تفشي كوفيد-19 في القارة.
ومن ناحية أخرى، حثّت منظمة الصحة العالمية جميع الدول على الوحدة ضد الوباء، محذرة من أن «الملايين يمكن أن يموتوا» إذا لم تُتخذ إجراءات حازمة.
وتعدّ إيطاليا واحدة من الدول التي تتحمل العبء الأكبر لكوفيد-19 في أوروبا. وارتفع العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 80539 حالة، بحسب آخر إحصاء نشرته إدارة الحماية المدنية أول أمس. وارتفع عدد الوفيات هناك إلى 8165.
وفي فرنسا المجاورة، أودى الفيروس بحياة 365 شخصاً في 24 ساعة، ليصل إجمالي عدد الوفيات إلى 1696 بينما قفز عدد الحالات المؤكدة إلى 29155.
غير أن جيروم سالومون، المدير العام للصحة، أشار إلى أن «عدد الوفيات في الوقت الحالي لا يأخذ في الاعتبار سوى أولئك الذين توفوا في المستشفى»، مضيفاً أن «عدد الوفيات في دور التقاعد وفي المنازل سيتاح قريباً، وهو ما قد يؤدي إلى طفرة كبيرة في عدد حالات الوفاة».
وفي اليوم نفسه عبر القناة الإنجليزية، أبلغت بريطانيا عن أكبر عدد وفيات في يوم واحد بأكثر من 100 شخص لأول مرة منذ تفشي المرض، ليصل العدد الإجمالي إلى 578. وارتفعت الحالات المؤكدة في البلاد إلى 11658.
وحتى الآن، سجلت إسبانيا وألمانيا عدد حالات مؤكدة 56188 و36508 على الترتيب. وتجاوز إجمالي عدد الوفيات في إسبانيا 4000 شخص.
وتأتي هذه الأرقام في وقت حذر فيه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في قمة قادة مجموعة العشرين الاستثنائية التي عقدت بشأن كوفيد-19 في الرياض عبر دائرة تلفزيونية مغلقة يوم الخميس، قائلاً «أصيب ما يقرب من نصف مليون شخص بالفعل، وفقد أكثر من 20000 شخص حياتهم. هذا الوباء يتطوّر بمعدل هائل».
وقال رئيس منظمة الصحة العالمية، «بدون إجراءات حازمة في جميع البلدان، قد يموت الملايين. التداعيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الكاملة تتطور».
ودعا تيدروس إلى ثلاثة طلبات لمعالجة الأزمة العالمية التي تتطلب استجابة عالمية. الأول هو الكفاح. وقال مدير منظمة الصحة العالمية «كافحوا بقوة. كافحوا كالجحيم. كافحوا كما لو أن حياتكم تتوقف عليه. الطريقة الأفضل والوحيدة لحماية الأرواح وسبل العيش والاقتصادات هي إيقاف الفيروس. لا أعذار ولا ندم».
وأضاف: «يجب فوراً أن نبني ونوسع وندرب وننشر العاملين الصحيين لتحديد كل الحالات واختبارها وعزلها ومعالجتها وتعقب المخالطين لها».
أما المطلب الثاني فهو الوحدة، قائلاً «لا يمكن لأي بلد أن يتعامل مع هذه الأزمة بمفرده. نحن جميعاً في هذا الوضع معاً، ولن نخرج منه إلا معاً»، داعياً إلى «التضامن العالمي».
وبالنسبة للمطلب الثالث، فقد دعا تيدروس إلى إعادة توجيه القوة الصناعية للدول باتجاه هذا الجهد لإنتاج الأدوات التي يحتاج اليها العالم لإنقاذ الأرواح، وابتكار اللقاحات والعلاجات، والتحرك المشترك عالميا لضمان عدم حدوث ذلك مرة أخرى.
وفي السباق ضدّ الفيروس، واصلت الدول الأوروبية تحديث استجاباتها.
وأقرّت هيئة تنظيم الخصوصية في إيطاليا أول أمس، مرسوماً مؤقتاً يسمح للحكومة باستخدام «تتبع الاتصال الرقمي» لتتبع تنقلات الأشخاص المصابين بالفيروس وربما الذين خالطوهم أيضا.
وقال رئيس هيئة ضمان الخصوصية في إيطاليا أنطونيلو سورو، إن الإجراء «ليس تعليقا لحقوق الخصوصية، ولكنه يوفر أدوات فعالة لاحتواء تفشي المرض مع الحفاظ على احترام حقوق مواطنينا».
وفي إسبانيا، وافق البرلمان على طلب رئيس الوزراء بيدرو سانشيز بتمديد حالة الإنذار إلى 12 نيسان.
وتمنح حالة الإنذار سلطات خاصة للحكومة للحدّ من حركة المواطنين، والتحكّم في وسائل الإنتاج، واستخدام الأصول الخاصة وكذلك الجيش لتنفيذ الأعمال اللوجستية والإمداد الأساسية إذا لزم الأمر.
وفي الوقت نفسه، أنشأت ألمانيا شبكة بحثية جديدة لربط المستشفيات الجامعية لمكافحة كوفيد-19.
وتمّ توفير ما مجموعه 150 مليون يورو (164 مليون دولار أميركي) لتمويل إنشاء الشبكة 100 مليون يورو هذا العام و50 مليون يورو إضافية في العام المقبل، وفقاً لوزيرة التعليم والبحث أنجا كارليزيك.
وقالت «هذا المشروع العلمي الفريد، هذا التفاعل بين القوى المختلفة سيدفعنا بالفعل خطوة كبيرة إلى الأمام» في بحوث ومعالجة كوفيد-19.
وفي بريطانيا، تبحث هيئة الصحة الوطنية عن آلاف من الموظفين الإضافيين من بين العاملين الصحيين المتقاعدين مؤخراً، في حين تم تركيب مستشفى ميداني عسكري سعته 4000 سرير في شرق لندن.
وفي ألبانيا، التي أكدت 174 حالة، ستحول الحكومة حرم إحدى الجامعات الخاصة السابقة في تيرانا إلى مستشفى لعلاج المرضى المصابين بالفيروس. وسيوفر المستشفى المؤقت في البداية حوالي 100 سرير.
وقال رئيس الوزراء إدي راما إن مستشفى الحجر الصحي الجديد يجب أن يكون جاهزاً للاستخدام في خلال 30 يوما.