كونتي: الوقت حان أمام الاتحاد الأوروبي كي يثبت أنه اتحاد حقاً وغوتيريس: العالم اليوم بحاجة إلى أدوات ماليّة مبتكرة
أكد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، أن «الوقت حان أمام الاتحاد الأوروبي كي يثبت أنه اتحاد أوروبي حقاً»، مؤكداً أن «تخلف دولة فيه سيضعف الجميع».
ودعا رئيس الحكومة الإيطالية في مقال نشرته صحيفة (Die Zeit) الأسبوعيّة الألمانية، إلى «ضرورة تبني استراتيجية انتعاش لدعم اقتصادات دول الاتحاد الأوروبي وحماية شركاتها من عمليات الاستحواذ العدائية من قبل أطراف ثالثة».
وأعرب كونتي، عن أمله بأن «تتبنّى ألمانيا موقفاً يرقى إلى مستوى التحدّي الذي تواجهه في الوقت الحالي»، متمنياً أن «يتم البحث عن الأدوات المناسبة في سبيل إيجاد حلول للأزمة التي سببتها جائحة فيروس كورونا».
وأشار إلى «وجوب أن تتاح لكل دولة عضو الفرصة للاستفادة من قوة الاتحاد الأوروبي بأكمله لمواجهة عواقب الوباء، من خلال التمويل طويل الأمد وبأسعار فائدة منخفضة».
ونوّه كونتي، بأن «ألمانيا وإيطاليا مترابطتان بشكل وثيق»، وأن «الدورات الاقتصادية للبلدين متزامنة للغاية».
وختم قائلاً، إن «تخلف دولة ما في الاتحاد الأوروبي عن الركب يؤدي إلى إضعاف الجميع».
من جهة أخرى، اعتبر الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس أول أمس، أنّ «جائحة كوفيد– 19 هي أسوأ أزمة عالمية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية قبل 75 عاماً»، معرباً عن قلقه من أن «تتسبّب تداعياتها بتأجيج النزاعات والحروب في العالم».
وقال غوتيتريس في لقاء مع عدد من الوسائل الإعلامية إنّ فيروس كورونا المستجدّ الذي ظهر في الصين في نهاية العام الماضي واستحال وباء عالمياً هو «أسوأ أزمة عالمية منذ تأسيس الأمم المتحدة» في 1945.
وأوضح أنّ «السبب في ذلك هو أنّ هذه الجائحة يجتمع فيها عنصران: الأول هو أنّها مرض يمثّل تهديداً للجميع في العالم، والثاني هو أنّ تأثيرها الاقتصاديّ سيؤدّي إلى ركود لعلّنا لم نر مثيلاً له في الماضي القريب».
وأضاف أنّ «اجتماع هذين العنصرين وخطر حصول اضطرابات عميقة وأعمال عنف متزايدة ونزاعات متصاعدة هي أمور تجعلنا نعتقد أنّ هذه هي بالفعل الأزمة الأكثر صعوبة التي نواجهها منذ الحرب العالمية الثانية».
وشدّد الأمين العام على أنّ «هذه الأزمة تستدعي من البشرية جمعاء التضامن ووضع الخلافات جانباً». وقال «نحتاج إلى استجابة أقوى وأكثر فعالية لا يمكن أن تتحقق إلا إذا تضامنّا جميعاً ونسينا الألاعيب السياسية ووعينا أنّ البشرية بأسرها على المحكّ».
وبالنسبة إلى غوتيريس فإنّ «الأسرة الدولية لا تزال بعيدة كلّ البعد عن تحقيق التضامن المطلوب لأنّ كلّ التدابير التي اتّخذت حتى اليوم لمواجهة الوباء قامت بها دول متطوّرة لحماية مواطنيها واقتصاداتها».
وقال «نحن بعيدون عن وجود حزمة عالمية لمساعدة الدول النامية على القضاء على المرض وفي الوقت نفسه معالجة عواقبه الوخيمة على سكّانها، على الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم، وعلى الشركات الصغيرة التي تواجه خطر الاندثار، وعلى أولئك الذين يعيشون خارج الاقتصاد الرسمي والذين لم تعد لديهم أي فرصة للبقاء».
وتابع «نحن نتحرّك ببطء في الاتّجاه الصحيح، لكنّنا بحاجة لأن نحثّ الخطى وبحاجة لأن نقوم بالمزيد إذا أردنا هزيمة الفيروس وإذا أردنا دعم الأشخاص المحتاجين».
وشدّد الأمين العام على أنّ العالم اليوم «بحاجة إلى أدوات مالية مبتكرة» تمكّن الدول النامية من الاستجابة لهذه الأزمة.