حديث الجمعة

طواحين الشرّ!!

 

 

من علامات التميّز بالخصال القيادية أن يكون المرء محاطاً بنخبة من النابغين الذين يكونون خير بطانة وراشد وناصح للقائد، فضلاً عن الإشارة بمكامن الخطأ والعمل على تصحيح المسار كلما تطلبّ الأمر ذلك..

ما يحصل اليوم وتشهد له العين أنهم أدركوا والمقصود حاشية القائد أنه في البلدان الديمقراطية يمكن السيطرة على الشعوب وسوقها من خلال الكثير من الأنظمة الدعائية والاجتماعية وحتى السياسية.

يعترف المفكرون الغربيون أنفسهم وخاصة المفكر الأميركي الشهير (نعوم تشومسكي) بأنّ الأنظمة الغربية تتعامل مع شعوبها كالقطيع تماماً وتستطيع تحريكه وتعديله وتبديله حسب مصالحها التجارية والسياسية والاقتصادية!! فما بالك يا قارئي بالأنظمة العربية والتي لا تحتفي بشيء سوى بتقليد الغرب وتجارب الغرب !!

كل ما يقومون به هو تحويل انتباه الرأي العام بعيداً عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية من عيش بطرق رفاهية وتحسين المنظومة الفكرية، بل شغلهم الأساس إبقاء المواطنين الأفاضل مشغولين بمسائل تافهة بالنسبة لغيرهم من الدول مثل: تأمين الغاز والبنزين والكهرباء والتي تعد حقوقاً في دول أخرى مستفيدين مما جاء في كتاب (فن التلاعب بالعقول) للكاتب هيربرت شيلر، وهذه نقطة إيجابية تسجل لصالحهم فقد أثبتوا للجميع أنهم يعرفون الكتب ويقرؤنها في أوقات الفراغ !!

بتنا على يقين أنّ هناك ما يسمى بالحكومات الخفية التي تتحكم بكل تصرفات الناس، لا بل تحدد أنواع مأكلهم ومشربهم وملبوساتهم، فما بالكم بالأفكار والعقائد!!

إذا خطر لهم تجربة شيء جديد سواء أكان نوع طعام أو اختفاء سلعة من السوق أو مثلاً أن ريش النعام يعمل على تخليصك من المزاج السيئ في حال وضع بضع ريشات من النعام على سريرك، ما هي إلّا ساعات وينتشر الخبر كالنار الهشيم فتقرأ عن فوائد ريش النعام وأنّ أكثر من ألفي تجربة على المرضى أبدت نتائجها الإيجابية. كم يفيد اقتناء ريش النعام؛ بل وأنّه يضفي على البشرة رونقاً وجمالاً حتّى إنّ إبن جنّي هناك من شاهده في ليالي الوصل الجميل يتدثّر بريش النعام فيقبل هذا الشعب لشراء الريش من كلّ حدب وصوب ولكأنه الفردوس المنتظر متناسين ارتفاع ثمن الخضار واللحم وحتى عدم وجود الكهرباء! لا بأس لا بدّ لريش النعام أن يعوضهم عن الأرق كلّه!!

إنّ هذه الأنظمة ما زالت قادرة على التلاعب بالشعوب كعجينة يمكن أن تصنع منها كل أنواع الكعك المرغوب !!

المجهود الضائع يضيف سبباً جديداً لخيبة الأمل بهم ويزيد الهوة الكامنة بين الشعب والمتنفذين عمقاً وخوفاً!! فزارع الشوك يحصد الريح

صباح برجس العلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى