ورد وشوك
اعتدنا القول إن الشدائد تظهر معادن الرجال واليوم نقول والنساء…
لمَ لا…
وهنّ العضد يشد أزر الأب والأخ والحبيب في أحرج الأوقات…
والحق يقال… لا خير في معدن علاه الصدأ وصار عرضة للاهتراء…
هي الدنيا بكل ميادينها ساحات ابتلاء،
فطوبى لمن كان شريكه في الحياة صاحب معدن ثمين مطلي بطلاء الحب والحنان…
مقوّى بحرصه على ضمان الدفء والسكينة في بيوت تحظى ببركة الرحمن
في وقت اتضحت فيه من جديد صور لمبدأ تصارع الطبقات:
قادر مقتدر وضعيف محتاج والوسط بينهما في حيرة من أمره تتنازعه مثله والأخلاق وعمله لحساب يوم مقبل لا يدري ما يحمل من مفاجآت….
صدق مَن قال: تعب كلها الحياة فما أعجب إلا من راغب بازدياد
هو من خاض ابتلاء وباء الجدري وصار من بعده رهين المحبسين (العمى والانعزال) أبو العلاء المعري من عصر الدولة العباسية. ما أشبه الأمس باليوم وكأن التاريخ يعيد نفسه ولو لبس أثواب الحداثة والحضارة في زمن التكنولوجيا والحروب البيولوجية وتسلط الأشرار في عصر الأمعري وحتى في عصرنا هذا رغم اختلاف الزمان والمكان والأدوات. وكأننا صرنا بحاجة لاستحداث كتاب رسالة الغفران مع استبدال شعراء الجاهلية فيه بجهلة زمان انتشر فيه حكام جل همهم المناصب واستغلال الأزمات لخدمتهم في مجال السياسة وحصد الأصوات تبايعهم في الانتخابات لاستمرارهم قادة لقطعان إذا ما اعترضوا على أمر تحصدهم الفاقة والأوبئة وتعيدهم سنوات ضوئية للوراء إلى عصر الجاهلية بما له وماعليه من انتقادات…
ما زلنا نخوض غمار حرب أشعلها عدو جبار ما استطعنا رؤيته ولا معرفة سره ومبناه ومعناه.
سلاحنا في هذه الحرب تقوية المناعة في بحثنا عن الذات لاكتشاف خير المعادن والتخلص من كل ما شابه من صدأ وإصلاح ما انتابها من اعوجاج.
رشا المارديني