حزب الله: نريد للحوار أن يفتح الطريق إلى تفاهم وطني لبناني
أكد حزب الله «أن الحوار مع تيار المستقبل يوقف الشحن المذهبي ويهيئ أرضية مناسبة لمكافحة الإرهاب»، لافتاً إلى «أننا نريد لهذا الحوار الذي نتعامل معه بجدية أن يتوصل إذا أمكن إلى تفاهمات تفتح الطريق إلى تفاهم وطني لبناني».
قاسم
وفي السياق، لفت نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم «أن هناك حواراً اليوم بين حزب الله وتيار المستقبل، ونحن لطالما دعونا للحوار لأننا نعلم أن الحوار يؤدي إلى بعض الحلول المناسبة لساحتنا بدل أن يبقى التقاذف والتحريض قائماً من دون فائدة».
وأشار في حفل تخريج طالبات في دورات ثقافية، أقامته الهيئات النسائية في حزب الله في مجمع السيدة زينب إلى «أن هذا الحوار هو جزء من الاستقرار السياسي والاجتماعي، وهو يوقف الشحن والتحريض المذهبي ويخفف من الاحتقان، ويهيئ أرضية مناسبة لنكافح جميعاً الإرهاب الذي أصبح خطراً على الجميع الذين يدركون هذا الخطر من دون استثناء، ويعطي الفرصة لحوار صريح وشفاف ومتشعب حول كل القضايا، حيث يمكن أن نصل لحلول في بعضها ولا نصل لحلول في بعضها الآخر، لكن الحد الأدنى من نتائج الحوار إيجابية مهما كانت لأنها تحقق الأهداف التي ذكرتها».
وتابع: «لاحظوا كيف حصل التأييد الواسع في المجتمع اللبناني لهذا الحوار، هذا دليل أنه حاجة فعلية. طبعاً خرجت بعض الأصوات التي لم يعجبها ذلك أو حللت بطريقة خاطئة واعتبرت أن هذا الحوار بلا فائدة، نحن لن نأخذ خياراتنا بناء على آراء بعض المعقدين، ستكون خياراتنا بناء على مصلحة الناس والبلد، على قاعدة أن هذا الحوار إيجابي، ونحن سابقاً أيدنا الحوار الذي حصل بين التيار الوطني الحر و»المستقبل»، ونؤيد أي حوار يحصل بين أي مجموعتين أو عدة مجموعات على قاعدة أننا في بلد واحد ويجب أن نتفاهم ونتعاون».
الموسوي
وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب نواف الموسوي «أننا نخوض اليوم حواراً مع تيار المستقبل، فهو ليس حواراً بين طائفتين يختزلان الطوائف الأخرى، بل هو حوار بين حزبين واتجاهين سياسيين لا يختزلان الأحزاب والاتجاهات الأخرى، وهو لا يطمح إلى اختزال طائفة في جهة أو حزب أو اختزال تمثيل طائفة أخرى لحزب آخر أو لجهة أخرى، بل إنما هو يأتي في إطار محاولة لتحصين بلدنا في مواجهة التحديات وفي طليعتها الإرهاب التكفيري مع ما يرافقه من تعبئة وتحريض طائفي ومذهبي، وهو يطمح أيضاً لسد الثغرات التي يمكن أن ينفذ من خلالها العدو الصهيوني للاعتداء على الثروات اللبنانية، إضافة إلى اعتدائه على السيادة اللبنانية».
كلام الموسوي جاء في خلال رعايته مأدبة غداء تكريمية أقامها حزب الله بمناسبة الأعياد على شرف الفعاليات المسيحية بمنطقة الجنوب في حديقة إيران في بلدة مارون الراس الجنوبية، بحضور راعي أبرشية صور المارونية المطران شكر الله نبيل الحاج إلى جانب عدد من علماء الدين من مختلف الطوائف الدينية وفعاليات وشخصيات بلدية واختيارية وثقافية واجتماعية وأدبية وحشد من المدعوين.
وأشار إلى «أن حوارنا هذا لا يغيّب أطرافاً ولا طوائف أخرى، ونحن بدورنا سنكون فيه أوفياء لحلفائنا على اختلافهم، ونأمل بأن يكون تعزيزاً لهم، ونحن لا نغيّب اتجاهات أخرى بل ستكون حاضرة لأنها المعنية الأولى بتقرير شأنٍ يعود إليها شأن التقرير فيه». وأكّد الموسوي «أننا نريد لهذا الحوار الذي نتعامل معه بجدية أن يتوصل إذا أمكن إلى تفاهمات تفتح الطريق إلى تفاهم وطني لبناني جامع نشترك فيه جميعاً في الحوار والتوافق، وأقل الإيمان أن يحاول هذا الحوار تنظيم الاختلافات حتى لا تطغى على ركائز الوحدة الوطنية اللبنانية». ولفت إلى «أن حزب الله يشجّع أي حوار آخر يمكن أن ينطلق بين القوى السياسية»، قائلاً: «نمنح حلفاءنا الثقة في أي حوار يشرَعون في إقامته، فالثقة بيننا وبين حلفائنا قائمة على صخرة راسخة ومبادئ ثابتة، لأننا عندما نحاور نقوى نحن وهم، وعندما يحاورون نقوى نحن وهم، وعندما نتفق يقوى لبنان واللبنانيون جميعاً».
ورأى الموسوي انّ «لبنان يشكل نقيضاً وجودياً للكيان الصهيوني والتكفيري، وأن مسؤوليتنا جميعاً هي الحفاظ على هذا الوطن، ولذلك كان سبيلنا الحوار مع الذين نختلف معهم، فقد تحاورنا في الماضي ووصلنا إلى تفاهم نموذجي مع شركائنا في التيار الوطني الحر، وما زلنا نعتز به ونرى فيه طريقاً يمكن أن تسير عبره القوى السياسية المختلفة».
وقال: «إننا فخورون اليوم لأننا نحاول من موقعنا تقديم نموذج مختلف للعيش بين أتباع أديان مختلفة، فنعيش على قاعدة العدل والمساواة، ونسبق بذلك أُمماً تقدمت علينا في التقنيات وأخرى غرقت مجدداً في جاهليتها».
وتابع الموسوي «إننا مدعوون اليوم في لبنان إلى رفع غائلة التطرف التي تفتك بمشرقنا، وإلى الدفاع عن حقيقة هذا الدين الذي يشوّهه من هجّر المسيحيين في سورية والعراق ومن يسبي الآخر المختلف معه بدلاً من أن يقدم نموذجاً للعيش معه».
أما المطران الحاج وفي كلمة له بالمناسبة قدم التهاني بالعيد للحاضرين، وتوجه فيها لحزب الله بالشكر على هذه الدعوة والمبادرة التي يقوم بها في كل عام والتي تصب في مصلحة الوحدة والتلاقي والتفاهم والمحبة بين اللبنانيين، مؤكداً أننا أهل وأخوة في ما بيننا وهذا ما جاء ليؤكده هذا العيد. وقال: «إن لقاءنا هذا هو لتجسيد الوحدة بين الجنوبيين، مسلمين ومسيحيين، إذ إن الميلاد بالعمق هو دعوة إلى التفاهم والإلفة».
عمار الموسوي
وفي سياق آخر، اعتبر مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمّار الموسوي ان «ما حققته كوبا بثباتها على مبادئها هو إنجاز يشكل أمثولة لكل شعوب العالم التي تعاني من الهيمنة الأميركية»، مضيفاً خلال زياره السفير الكوبي في لبنان رينيه براتس في مقر السفارة أن ذلك يشكل «درساً للقوى المستكبرة مفاده أن إرادة الشعوب أقوى بكثير من منظومات الحصار ومن سياسة العقوبات ومن التهديد والتهويل الذي تمارسه هذه القوى»، وقال: «إن هذه الشعوب لديها القدرة متى توافرت الإرادة لسلوك الطريق الذي تختاره هي، وليس ما يُفرض عليها من قبل المتآمرين والمستكبرين».