المناصفة تتحقق بانتخاب رئيس قوي وقانون إنتخابي عادل

بانتظار أن يعود الحراك السياسي إلى مقدمة القضايا ما بعد عيد رأس السنة، لا يزال الحوار الذي بدأ بين حزب الله وتيار المستقبل، واللقاء المنتظر بين رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات سمير جعجع محور المواقف السياسية الهادئة نوعاً ما لفريقي 8 و14 آذار، التي دعت أيضاً إلى حوار بين فريقي «8 و14 آذار» وبرعاية رئيس الجمهورية، مشيرة إلى «أنه لا يمكن تحقيق المناصفة الحقيقية إلا عبر الخروج بقانون إنتخابي عادل والمجيء برئيس قوي للجمهورية يعبر عن نبض الشارع المسيحي». من ناحية أخرى شددت المواقف على «أن أي ملاحظة على أداء الجيش يجب أن تعطى عبر القنوات الخاصة من دون أي تجريح بالمؤسسة الحريصة على تصحيح أي خطأ قد يرتكب».

ابي رميا

وفي السياق، أكد النائب سيمون أبي رميا «أنه لا يمكن تحقيق المناصفة الحقيقية إلا عبر الخروج بقانون إنتخابي عادل يجسد فعلياً مضمون المادة 24 من الدستور التي كرست المناصفة»، لافتاً في المحاضرة التي ألقاها بدعوة من هيئة عبرين – قضاء البترون في التيار الوطني الحر، إلى «أن الشراكة الحقيقية تقتضي المجيء برئيس قوي للجمهورية يعبر عن نبض الشارع المسيحي، وهذا ما اتفقنا عليه في بكركي».

وشدد على «أن لبنان يعاني من الموجة التكفيرية الإرهابية التي تضرب المنطقة بكاملها، من خلال بعض البؤر كما هو الحال في عرسال والتي يجب معالجتها سريعاً في شكل حازم»، مؤكداً «ضرورة التكاتف والوحدة لمحاربة كل الأخطار الخارجية التي تحيط بلبنان». وقال: «للأسف فإن بعض القوى السياسية لا تزال تعاني من نقص في مناعتها الداخلية لإعتبارات وإرتباطات خارجية».

أحمد الحريري

أما الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري فأكد «أننا سنتعاطى مع الحوار بكل إيجابية لإطفاء النار التي تهدد بإشعال لبنان»، وشدد في الاحتفال الذي أقامه تيار المستقبل في قاعة الارجوان في القنطرة برعاية الرئيس سعد الحريري، على «أننا لا نبغي من الحوار إلا مصلحة لبنان وهو أبعد ما يكون عن المصلحة الشخصية، إنه الحوار لأجل المصلحة الوطنية العليا، ومصالح كل اللبنانيين الذين تعبوا من تداعيات الاحتقان الطائفي والمذهبي، وملوا من التعطيل والفراغ والتخوين والاستكبار ويتطلعون كل يوم الى عودة الاستقرار الأمني والاقتصادي، وإلى الإهتمام بأولويات الناس وتشجيع الاستثمار لخلق فرص العمل لأبنائهم وتخفيض فاتورة التعليم والاستشفاء ومعالجة مشكلة المياه والكهرباء، وحلحلة أزمة السير والطرقات وكل المشاكل الحياتية الملحة والضرورية التي تنغص عيش المواطنين اليومي».

وشدد على «أن الحوار اليوم ليس ترفاً إنما حاجة وضرورة لحماية لبنان وهو واجب وطني يعلو على أي واجب مذهبي أو طائفي أو إقليمي»، كما قال الرئيس سعد الحريري، خصوصاً في ظل غياب من يفترض أن يكون راعي الحوار الأول، أي فخامة رئيس الجمهورية.

فتفت

واعتبر عضو كتلة المستقبل النائب احمد فتفت «أن الايجابية الوحيدة الآن ان الحوار بدأ بين المستقبل وحزب الله»، لكنه أوضح في الوقت نفسه «أن الحزب ومن خلال أجواء الجلسة الاولى للحوار لم يبد انفتاحاً في مناقشة الملفات».

وإذ اشار إلى «أن الجلسة الثانية للحوار ستعقد في 5 كانون الثاني المقبل من دون أن يُحدد مكانها»، أوضح «أن لا جدول أعمال مكتوباً للحوار وإنما تتم مناقشة المواضيع الآتية: تخفيف الاحتقان، الوضع الامني ورئاسة الجمهورية»، واعتبر «أن من المُبكر الحكم على نتائج الحوار»، ومتمنياً لو «أن الحوار لم يأخذ طابعاً مذهبياً اي حوار سنّي -شيعي في مقابل حوار مسيحي – مسيحي يتم الاعداد له، بل نريد حواراً ثنائياً بين فريقي «8 و14 آذار» وبرعاية رئيس الجمهورية».

حوري

وأوضح النائب عمار حوري «أن تيار المستقبل وحزب الله يدخلان الى الحوار ولديهما قناعة بأن التعقيدات التي تحيط بالمنطقة تفرض نفسها علينا واذا تم التسليم بها فهذا ما سيدفع الأمور الى الاسوأ»، آملاً بـ«أن يكون هناك خرق بملف انتخاب رئيس للجمهورية وتخفيف الاحتقان الموجود».

ونفى وجود جدول أعمال محدد لكل جلسة بل عنوانان رئيسيان وهما ايجاد خرق بملف الرئاسة وتخفيف التوتير في الشارع من خلال توسيع الخطة الأمنية وتخفيض التشنج الاعلامي ونزع كل ما يساهم بهذا التوتر»، مطالباً «الجيش بفرض هيبة الدولة على الاراضي اللبنانية كافة وأن أي ملاحظة يجب ان تعطى عبر القنوات الخاصة من دون اي تجريح بالمؤسسة الحريصة على تصحيح أي خطأ قد يرتكب».

مخيبر

كما رحب النائب غسان مخيبر بـ«الحوار الجاري بين حزب الله والمستقبل»، لافتاً في حديث إعلامي إلى «أن الديمقراطية تكمن في نقل مشاكل الشارع والتحديات إلى داخل المؤسسات، وبالتالي الانتقال من حال الاحتقان الطائفي والمذهبي إلى إطار اكثر انضباطاً».

وأمل «أن تنسحب أجواء الحوار على التيار الوطني الحر وحزب القوات لتشمل لاحقاً كل الفئات اللبنانية، بهدف تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية وتفعيل المؤسسات والاتفاق على رئيس جديد للبلاد».

نعمان

شدّد الوزير السابق عصام نعمان خلال لقائه هيئة التنسيق في لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية على «أهمية مواجهة التحديات المختلفة لا سيما الخطرين الصهيوني التكفيري بما يحصن المجتمع اللبناني ومنعة لبنان الوطنية».

وأكدت الهيئة بدورها «أهمية التعاون بين كافة الافرقاء والقوى والشرائح الإجتماعية للحفاظ على الوحدة الوطنية لتعزيز قوة لبنان في مواجهة الأخطار التي تتهدّده في وجوده، لا سيما الخطرين الصهيوني والإرهابي التكفيري»، مشدّدة على «أن رهانها على المقاومة أثبت صوابيته في مواجهة هذه الأخطار».

شكر

وأشار الأمين القطري لحزب البعث العربي الإشتراكي الوزير السابق فايز شكر في تصريح إلى «أن الفرصة ما زالت متاحة اليوم أمام بعض المترددين في مواقفهم من أضاعوا البوصلة وأخطأوا في تقديراتهم وحساباتهم للعودة الى جادة الصواب بعدما تبين لهم أنهم ليسوا سوى وقود لمعارك الآخرين، وأن سياساتهم ومواقفهم تلك لن تحميهم من تلك العصابات الإرهابية التي لا تقيم وزناً لأحد سواها».

ودعا الجميع إلى «إعادة النظر في مواقفهم وخياراتهم من منطلق الحرص على المصالح الوطنية وتعزيز هذا التوجه الذي يكفل إعادة صياغة مشروع وطني يعالج قضايانا على مختلف الصعد السياسية والإقتصادية والإجتماعية».

ورأى «أن لبنان الذي عانى الكثير من نتائج الأحداث وتطوراتها المختلفة، يأمل من المعنيين على مختلف مسؤولياتهم بأن يدركوا هذه الحقيقة ويعملوا لها».

ورحب بالحوار الذي انطلق بين حزب الله وتيار المستقبل وأمل بأن يصل إلى النتائج المتوخاة منه، لأنه حاجة وطنية ماسة في ظروفنا الراهنة، وأن يعمم هذا التوجه على مختلف القوى السياسية بما يخدم قضايانا الوطنية العامة».

الداوود

وأمل الأمين العام لـ«حركة النضال اللبناني العربي» النائب السابق فيصل الداوود «ان يكون عام 2015، هو عام الحوار الوطني الشامل، بما يؤسس لاستقرار امني، ويتجاوز الأزمات الداخلية من سياسية واقتصادية واجتماعية، بتحقيق مطالب الأساتذة والموظفين وإنصاف العمال والمزارعين وتعميم العدالة الاجتماعية، ونشر الإنماء المتوازن، وتطبيق القانون من دون استنسابية، وفتح ملف الفساد على مصراعيه، وليس انتقائيا وموسمياً وإعلامياً فقط، وبأن يكون من يحارب الفساد ليس ملوثاً فيه، ليكسب الصدقية الشعبية التي هي الميزات لكل من يتولى موقعاً وزارياً أو نيابياً او سياسياً أو حزبياً ونقابياً». وتمنى أن نشهد انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، فالشغور الرئاسي لا يمكن ان يستمر الا في دولة فاشلة لا تحترم دستورها، ولا تقيم وزناً للتمثيل الوطني والسياسي والشعبي».

وأكد مستشار رئيس حزب الكتائب أمين الجميل ساسين ساسين «أننا نؤمن ان لا بديل للحوار في وجه اي ازمة، انطلاقاً من أن الحل الوحيد يأتي من الحوار، فالنزاع لا يولد استقراراً». وشدد ساسين في حديث تلفزيوني على «أن ما يحصل بين حزب الله وتيار المستقبل وبين رئيس حزب «القوات» سمير جعجع ورئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون هو أقرب الى المصالحة».

وتمنى «أن يكون حوار يجمع المسيحيين تحت مظلة بكركي، وأن تنتج هذه المصالحة حواراً وطنياً لحل الازمات التي نعيشها»، مشدداً على «أن التفاهم المسيحي – المسيحي هو الاهم، والتفاهم بين عون وجعجع يمهد لحلحة موضوع الرئاسة، والكل يرى أن مسالة الرئاسة عالقة بين ترشيحين لن يوصلا إلى أي حل، لذلك نحن مع المصالحة والتواصل».

العمل الإسلامي

وأشادت جبهة العمل الإسلامي في لبنان «بالأجواء الإيجابية التي تنعم بها البلاد جرّاء بدء أولى جلسات الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل وقرب بدء الحوار المسيحي المسيحي ممّا يُبشر بقرب انتهاء القطيعة بين اللبنانيين على مستوى الأحزاب والتيارات السياسية الفاعلة الإسلامية والمسيحية على حد سواء».

وتفاءلت الجبهة في بيان لها بعد اجتماعها الدوري «بقرب خروج الدخان الأبيض بالنسبة الى ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية وبالتالي التوافق والتفاهم بين القوى المتحاورة على انتخاب رئيس توافقي للبلاد، وبقرب حلول الكثير من الأمور والخلافات العالقة على المستوى الاجتماعي والمعيشي والاقتصادي وبخاصة ملف ثروة النفط والغاز إضافة إلى الثروة المائية التي يسرقها العدو الصهيوني الغاصب يومياً من دون حسيب أو رقيب».

من ناحية أخرى تمنت الجبهة «قرب انتهاء ملف العسكريين الرهائن على أيدي المجموعات الإرهابية في جرود عرسال وعدم تحويل عرسال وجرودها إلى حرب استنزاف تستهدف الجيش اللبناني والمواطنين»، داعية «الدولة اللبنانية للإسراع لا التسرع لإنهاء هذه المأساة والأزمة الوطنية بالطريقة المناسبة والملائمة التي تحفظ هيبة الدولة وتحرر العسكريين الأسرى وتعيدهم سالمين معافين إلى أهلهم وذويهم وعائلاتهم ومؤسساتهم وأجهزتهم العسكرية والأمنية».

وأعلن تكتل التغيير والإصلاح عن تأجيل اجتماعه الاسبوعي المقرّر اليوم الثلثاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى