بوتين: تمدّد الناتو أجبرنا على الرّد في القرم
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس: «إن بلاده اضطرَّت للرد على تمدد حلف شمال الأطلسي ناتو بضم شبه جزيرة القرم». وأضاف: «إن روسيا أُرغمت على تلك الخطوة بسبب توسع الناتو في شرقي أوروبا».
غير أن بوتين – الذي كان يتحدث في لقاء تلفزيوني أجاب فيه على أسئلة عبر الهاتف من المشاهدين قال: «إن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لإعادة النظام في أوكرانيا، معرباً عن ثقته في أن بلاده ستجد تفاهماً مشتركا مع كييف».
ووصف قرار أوكرانيا إرسال قوات مسلحة إلى شرق أراضيها، بدلاً من إقامة حوار مع الناطقين بالروسية، بأنه «جريمة خطيرة»، وأن الادعاءات بوجود قوات روسية في شرق أوكرانيا هي مجرد هراء. ولم يستبعد الرئيس الروسي إرسال قوات إلى شرق أوكرانيا، لكنه أعرب عن أمله في ألا يُضطر إلى ذلك.
وقال: «إن الدبلوماسية هي الوسيلة لحل الأزمة هناك، ونفى «مزاعم» أوكرانيا والغرب بأن القوات الروسية الخاصة أججت الاضطرابات في شرق أوكرانيا».
وفي الوقت ذاته، اعترف بوتين للمرة الأولى بأن القوات التي اجتاحت شبه جزيرة القرم قبل أن تضمها موسكو إلى أراضيها، كانت تضم جنوداً روسيين.
وصرح بأن روسيا سوف «تستخدم جميع الوسائل» لمساعدة الأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية في شرق وجنوب شرقي أوكرانيا على «تقرير مصيرهم».
يأتي ذلك في أعقاب العملية العسكرية التي نفذتها قوات حكومية في أوكرانيا ضد انفصاليين في شرق البلاد، مساء أول أمس، والتي قالت الحكومة إنها أدت إلى مقتل ثلاثة من الانفصاليين وإصابة 13 آخرين.
لقاء
في الأثناء، توصلت الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي وأوكرانيا إلى اتفاق على اتخاذ خطوات من شأنها تهدئة الأزمة الأوكرانية. جاء ذلك خلال اجتماع لوزراء الأطراف الأربعة في مدينة جنيف السويسرية.
ويقول محللون إن الاتفاق العام قد يوقف العقوبات الاقتصادية التي كانت دول غربية تستعد لفرضها على روسيا.
وعقب انتهاء محادثات جنيف، أعلن وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة، مع مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، «التوصل إلى أن هناك اتفاقاً على تفكيك كل التشكيلات العسكرية غير القانونية في أوكرانيا». كما اتفق المجتمعون على ضرورة أن يلقي المسلحون الذين يحتلون المباني الحكومية سلاحهم، وأن يغادروا هذه المباني.
ومن المقرر كذلك العفو عن كل المتظاهرين المناوئين للحكومة بموجب الاتفاق. وسوف تتولى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الإشراف على تنفيذ الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن الأزمة يجب أن يتم حلها بواسطة الأوكرانيين أنفسهم، وأنه لا بد من إدخال إصلاحات دستورية طويلة الأمد.
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن حجم الأزمة اتضح خلال الأيام القليلة الماضية من خلال بعث رسائل على نحو «غريب» إلى اليهود في شرق أوكرانيا تطالبهم بتسجيل هوياتهم اليهودية.
وأثنى كيري على الحكومة الأوكرانية إذ قال: «إنه ضبط النفس الذي مارسته في مواجهة استفزاز عناصر مناصرة لموسكو».
من جهته، حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من أن الاتحاد الأوروبي قد يضاعف عقوباته على روسيا إذا لم تسفر محادثات جنيف في شأن الأزمة الأوكرانية اليوم عن تقدم.
وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التشيكي بوهوسلاف سوبوتكا: «قد نرفع مستوى العقوبات إذا لم تنجل محادثات جنيف عن حل، لكن ليس ذلك ما نبتغيه».