مصادر روسية تنفي لـ«البناء» ما نسبه حسن عبدالعظيم لمبادرتها: لم تتناول المبادرة «الرئاسة السورية»… ولم ولن نبحث الأمر مع أحد
كتب المحرر السياسي:
«المبادرة الروسية للحلّ السياسي في سورية، ليست ورقة عمل ولا بنوداً جاهزة، بل هي مجرّد دعوة إلى التشاور بين أطراف من المعارضة قرّرت أنّ ما جرى في سورية كافٍ للاقتناع بأنّ الحرب على الإرهاب قضية تجمع السوريين في الموالاة والمعارضة، وأنّ الشروط المسبقة للحوار لضمان تحقيق انتصار معنوي أضاعت الفرصة في جنيف، وأنّ مستقبل المؤسسات الدستورية السورية يجب أن ينبثق من إرادة السوريين المعبّر عنها في صناديق الاقتراع وليس من طلبات الأطراف وتصوّراتها لأحجامها».
بهذا الكلام علقت مصادر روسية لـ«البناء» على ما قاله رئيس هيئة التنسيق المعارضة حسن عبدالعظيم، عن مشروع متفق عليه بين مصر وروسيا على مرحلة انتقالية لسنتين تنتهي بانتخابات نيابية ورئاسية مبكرة.
وأضافت المصادر الروسية، أنّ المبادرة للتشاور في موسكو حول سبل الحلّ السياسي، تنتهي عندما يجلس السوريون مع بعضهم بعضاً، ولا تملك موسكو ما تضعه بين أيديهم، سوى الخلاصات التي أفرزتها الحرب سواء لجهة النزيف والخراب والتهجير، كنتائج قابلة للمزيد ما لم يتمّ السير نحو الحلّ السياسي، وتجذّر الإرهاب الذي يحتاج اقتلاعه توحّد جهود السوريين، وضرورة انطلاق أيّ حلّ سياسي من مكوّنات السيادة السورية، وفي مقدّمها القرار المستقلّ والاحتكام إلى صناديق الاقتراع، ودور الأصدقاء تسهيل صناعة القرار المستقلّ، وضمان الثقة بنتائج ما تحمله صناديق الاقتراع وفقاً لما يتوصل إليه الحوار.
وتساءلت المصادر، طالما أنّ الدستور السوري يلحظ استحقاقاً للانتخابات النيابية بعد أقلّ من عامين، ويلحظ لمن يحوز ثلثي البرلمان الحق في إعادة النظر بالدستور بما فيه مدة ولاية الرئيس وصلاحياته، فإنّ عملية انتخابية يشترك فيها الجميع وينالون خلالها فرصاً متكافئة وضمانات كافية، تحقق لمن يخوض هذه الانتخابات في موعدها الدستوري إذا كانت معه غالبية الشعب السوري أن يضع هو الروزنامة السياسية لسورية، فلماذا الزجّ باسم المبادرة للحديث عن مرحلة انتقالية لا حاجة لها إذا سارت الأمور في شكل ديمقراطي وجرى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع؟
مصادر معارضة مواكبة للمسعى الروسي، ومشاركة في الحوار الجاري حول تشكيل وفد معارض موحد، وصفت كلام عبد العظيم بمحاولة تزعّم وفد مشترك مع الائتلاف المعارض، باختراع المرحلة الانتقالية، إرضاء للسعودية وتركيا، كما حاول ذلك يوم تبنّى الدفاع عن حمل السلاح بذريعة حماية الحراك الشعبي وكانت النتيجة التي نعرفها، وأضافت المصادر أنها تشعر بأنّ السعودية موجودة وراء الكلام، فمرة أخرى هناك محاولة سعودية لتوريط مصر بدور إفشال المبادرة الروسية عبر تثقيل الوفد المعارض من جهة وتضمين الحوار بنوداً تعجيزية لإيصاله إلى الفشل.
نهاية عام 2014، لم تمنع مواصلة الحوارات في القاهرة حول موعد اجتماعات موسكو وكيفية ملاقاتها، خصوصاً أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يزور القاهرة مطلع الشهر المقبل قبل موعد حوارات موسكو نهاية الشهر المقبل.
نهاية عام 2014 لبنانياً باردة، ينام اللبنانيون فيها على أمليْن، أن يتقدّم حوار تيار المستقبل مع حزب الله خارج الألاعيب والمفاجآت السلبية، وأن تحمل قضية العسكريين المخطوفين مفاجآت إيجابية.
بينما يتحضّر اللبنانيون للاحتفال بعيد رأس السنة هذه الليلة في أجواء من الفرح، يمضي أهالي العسكريين المخطوفين ليلتهم في خيمة أحزانهم لافتقادهم الأب او الزوج أو الشقيق المحتجز ظلماً وعدواناً في مغاور الارهابيين في جرود عرسال مفتقداً بدوره الولد أو الأم أو الزوجة أو الشقيقة.
وما يزيد من حجم المأساة أن الخاطفين يعترفون ضمناً بارتكابهم هذا الظلم، وأنهم بخطفهم الجنود يقتصون من هؤلاء لجرم لم يقترفوه، بل هو انتقام من حزب الله لا أكثر ولا أقل، وذلك بحسب ما تظهر رسائلهم التي يحملها من تولوا الوساطة من تلقاء أنفسهم وآخرهم الشيخ وسام المصري.
وقال المصري في مؤتمر صحافي مع أهالي المخطوفين في وسط بيروت، انه التقى «الجهة المسؤولة عن ملف العسكريين الرهائن لدى «داعش» ووجدتهم غاضبين جداً، وأكدوا لي ان معركتهم ليست مع الجيش اللبناني وليست مع الحكومة اللبنانية إنما مع حزب الله الذي يتدخل في شؤونهم ويقتل أطفالهم».
وأعلن ان مطالب «داعش» للإفراج عن العسكريين هي حسب قوله: «تأمين اللاجئين السوريين من الاعتداءات المتكررة من قبل حزب الله عليهم وإنشاء منطقة آمنة منزوعة السلاح من وادي حميد إلى جرد الطفيل، وإنشاء مركز طبي معاصر مع مستودع أدوية متكامل لعلاج المرضى والجرحى السوريين، كما طالب داعش بالإفراج عن جميع النساء المسلمات المعتقلات بسبب الملف السوري».
وأضاف أن «داعش أعلن عن وقف قتل العسكريين وتعرضهم لأي أذى طالما المفاوضات جارية وأي إخلال بالمفاوضات يعرض العسكريين للقتل».
وكان المصري وعد في وقت سابق، بحصول مفاجأة سعيدة في هذا الملف، لكن ما حدث هو عكس ذلك إذ حمل مطالب شبه تعجيزية للخاطفين مع تهديدات بقتل العسكريين.
أما أهالي العسكريين فطالبوا في المؤتمر الصحافي «داعش»، بإصدار بيان رسمي يسمي فيه اسم المفاوض المباشر في الملف.
وأضافوا: «نشجع كل إنسان يريد حل قضية أبنائنا ولكن بعد تكليف رسمي من الدولة الاسلامية وجبهة النصرة».
في الموازاة، أكدت مصادر مطلعة أن «السكة الرسمية للتفاوض حول ملف العسكريين الرهائن تمر عبر نائب رئيس بلدية عرسال أحمد الفليطي»، موضحة أن «المصري يحاول أن يحجز مقعداً له على سكة الحل فقط لا غير».
ملف النفط عند الحكومة
ومع أفول العام الحالي، يبقى ملف العسكريين في طليعة الملفات الشائكة في أجندة الحكومة خلال العام المقبل إضافة إلى ملفات أخرى ومنها موضوع استخراج النفط من البحر.
وفي السياق أكد النائب محمد قباني لـ«البناء» أن لجنة الطاقة سلمت رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام، خريطة طريق متعلقة بالثروة النفطية»، لافتاً إلى «أن الموضوع بات عند مجلس الوزراء»، وان التحضير الجدي سيبدأ مطلع العام». وأمل الوصول إلى خريطة طريق واحدة يتم خلالها إقرار المرسومين وقانون الضرائب النفطية»، مشيراً إلى «أن الآراء متقاربة في ما يتعلق بتقسيم البلوكات وتلزيمها واتفاقية التنقيب عن النفط».
حركة بلا بركة
كذلك، يسلم عام 2014 الشغور الرئاسي إلى العام المقبل وسط توقعات بإنجازه في الربع الأول منه تعويلاً على الحراك الدولي في شأنه، علماً أن الأطراف المعنية بالاستحقاق المذكور لا سيما تيار المستقبل، تقلل من أهمية هذا الحراك وتعتبره بلا جدوى أو «حركة بلا بركة».
ورداً على من يحمّل حزب الله وتكتل التغيير والاصلاح مسؤولية عرقلة انتخاب رئيس للجمهورية، قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: «أعلنا مراراً وتكراراً أننا مع انتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد، لكنّ المسيحيين يقولون أنهم في حاجة إلى من يمثلهم، وعلينا أن نحترم إرادتهم إن كنا شركاء معهم فاسألوهم ماذا يريدون ولا تفرضوا عليهم شخصاً بلبوس مسيحي وهم لا يشعرون بأنه يمثلهم ولا يحقق آمالهم وتطلعاتهم».
وعن الحوار قال قاسم في كلمة ألقاها خلال حفل عشاء أقامه حزب الله لفاعليات القطاع الثامن الجبل، «أي جهة في لبنان نلتقي معها على المشروع، نحن حاضرون أن نمشي معها إلى آخر المطاف، ونشجع كلّ الحوارات الثنائية وأكثر من ثنائية كيفما كانت»، معتبراً أن «من يؤمن بالحوار لا يخشى شيئاً لمصلحة بناء الوطن».
ورد قاسم التحية إلى البطريرك الماروني بشارة الرعي قائلاً: «وصلتنا التحية إلى المقاومة، ونحن بدورنا نحيي البطريرك الراعي على تحيته». أننا «أصبحنا أمام مقولة جديدة حيث لم يعد لبنان يتأثر بمحيطه فقط، بل أصبح يتأثر ويؤثر في الآخرين، وهذه مكرمة حملها لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته».
ورأى قاسم «أنّ التنسيق القائم بين التكفيريين والكيان «الإسرائيلي» على امتداد الجولان قائم إلى درجة أنّ الأمم المتحدة أحصت خلال أقلّ من سنة أكثر من 1700 حالة لمعالجة الجرحى وتقديم التمويل، وقالت الأمم المتحدة إنّ الصناديق المقفلة تمرّ عبر الحدود ولا نعلم ما فيها»، مؤكداً «اننا أمام مشروع خطر». وقال: «دافعنا في سورية عن مشروع ولم ندافع عن نظام، دافعنا في سورية كما دافعنا في لبنان كما دافعنا بدعم فلسطين، كما سندافع في أي موقع يحمي مشروع المقاومة ويسقط أو يكسر أو يحطم المشروع الأميركي – «الإسرائيلي» التكفيري لأنّ هذا المشروع معادٍ لنا».
وفي الإطار نفسه، رأت كتلة المستقبل بعد اجتماعها أمس «أن طريق الخلاص من المشكلات الراهنة لا يكون إلا عبر الحوار الذي يعتبر نهجاً وأسلوباً في التعاطي مع الشركاء في الوطن على أساس أن تكون نتائج الحوار خطوات عملية تؤدي إلى إعادة الاعتبار للدولة وتمكينها من بسط سلطتها على الجميع بما يُساهم في خفض حدة التوتر والتشنج في البلاد وتكون بمثابة التزامات وطنية يجب التمسك بها وعدم التنصل منها».