تشييع رسمي وشعبي حاشد لكرامي في طرابلس يتقدمه ممثل بري وسلام
فجر اليوم الأول من العام 2015، ودع لبنان أحد كبار رجالاته الذين يضعون مصالحه فوق أي اعتبار شخصي أو منصب أو رياسة، ما اعطاه قامة وطنية تجاوزت الاهتمام بحدود الوطن الصغير إلى قضايا الأمة الكبرى وفي طليعتها قضية فلسطين. لذا كان النعي واسعاً لعمر كرامي والتشييع عارماً لرجل الحوار والوحدة الوطنية حتى لو أصاب الأذى بيته عندما كادت أصابع الفتنة ان تنال من نجله الوزير فيصل كرامي.
كان حضوره الوطني والشعبي والقومي، وهو داخل النعش المغطى بالعلم اللبناني ومحمولاً على عربة مدفع عسكرية، طاغياً على موكب المشيعين من رسميين وغير رسميين، الكل استذكر مواقفه واستذكر بيته الوطني العريق وشقيقه الشهيد الرشيد، آملين متابعة الوزير كرامي نهج أبيه وهذا ما وعد به الأخير.
من مستشفى الجامعة الأميركية انطلق الراحل الكبير في رحلته الأخيرة، وكانت له محطات كثيرة على الطريق قبل وصوله إلى مسقط رأسه طرابلس، التي اتشحت بالسواد حداداً على الفقيد وارتفعت في ساحاتها وشوارعها صور «الأفندي» ولافتات العزاء وعبارات التكريم. ووسط حشود المواطنين الغفيرة الذين تجمّعوا لوداعه الأخير على رغم كثافة الأمطار، شق موكب كرامي الطريق نحو المسجد المنصوري يرافقه نجلا الرئيس الراحل خالد وفيصل وإلى جانبهما النائب علي بزي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس الحكومة تمام سلام الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة بصفته الشخصية وممثلاً الرئيس سعد الحريري، رفعت بدوي ممثلاً الرئيس سليم الحص، مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، تيمور جنبلاط على رأس وفد ضمّ وزراء ونواب وشخصيات وحشود، وحملة الأكاليل والفرق الكشفية والرسميون والحشود الشعبية.
وشارك في التشييع وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ عميد التربية والشباب عبد الباسط عباس والمندوب السياسي للحزب في الشمال زهير الحكم وناموس المندوبية ومنفذية طرابلس فادي الشامي، وقد شارك الوفد أيضاً مع جمع من القوميين في استقبال جثمان الرئيس الراحل عند مدخل القلمون، ثم أمام مركز الحزب في منطقة الجميزات وصولاً إلى الجامع المنصوري الكبير.
وأمّ الصلاة المفتي دريان على جثمان كرامي وألقى خطبة الجمعة في المسجد، بعد ذلك رفعت ثلة من عناصر اطفائية طرابلس التابعة لاتحاد بلديات الفيحاء النعش الذي تبعه الرسميون يرافقه شقيق الراحل معن كرامي ونجلاه فيصل وخالد.
وانتهت محطة مسيرة الرئيس كرامي بوصول جثمانه الى مدافن العائلة في باب الرمل حيث ووري في الثرى.
وتقبّلت العائلة التعازي في باحة مسجد سيف الدين طينال الاثري.
وأولم الوزير كرامي وأفراد عائلة آل كرامي، على شرف المشاركين في تشييع والده، في مطعم «الشاطئ الفضي» في طرابلس.