مرويات قومية

منفذ عام ملبورن والرفيق المميز بمناقبه وتفانيه رشا جميل حنا البحري

إعداد: لبيب ناصيف

 

من الرفقاء الذين عرفتهم في ستينات القرن الماضي مقيماً في رأس بيروت، ناشطاً حزبياً في تلك السنوات الصعبة، متولياً مسؤولية متابعة الرفقاء بشجاعة، وبما امتلك من شخصية آسرة، محببة، وتجسيد حقيقي لمناقب الحزب، اذكره، رغم رحيله عام 1986 كأنه ما زال بيننا بكل ما تمتع به من اخلاق النهضة، هو الرفيق رشا بحري.

عنه اوردت ضمن نشرة عبر الحدود تاريخ 23 و 24 حزيران 2007، وتحت عنوان «نتذكر باعتزاز» الكلمة التالية:

« في: 18/06/1986 وكنت اتولى مسؤولية عميد شؤون عبر الحدود وجهت اثر وصول نبأ وفاة الرفيق رشا بحري الذي كنت عرفته جيداً منذ العام 1957 الرسالة التالية الى منفذية ملبورن :

الذين عرفوا الرفيق رشا بحري، وناضلوا معه في السنوات الصعبة، يدركون مدى اللوعة التي يشعر بها من رافقه، زوجاً وأباً ورفيقاً قومياً اجتماعياً .

امثال الرفيق رشا يبقون في اعماق الذاكرة والقلب، كأحلى الأحبة واروع المناضلين، ونحن اذ نستذكر بمناسبة رحيله الجسدي، مواقفه النضالية في اوائل الستينات، ونضاله الدؤوب الصامت المستمر في ملبورن، ليس لنا إلا ان نعده، ونعد آلاف الشهداء والمناضلين الذين اعطوا حزبهم كـامل وجـودهم، بأن نستمر في حمـل مشعـل النهضة، حتى يتحقـق الانتصار الكبير الذي لا مفـرّ منه .

نشارككم الألم والغصة، سيظل الرفيق رشا في قلوب محبيه وحزبه مثلاً رائعاً للانضباط والاخلاص والمناقب الجديدة».

نبذة شخصية

ولد الرفيق رشا في قلحات في 06 آب 1936 .

والده الرفيق جميل حنا البحري وكان انتمى مع الرفيقين ميشال وجورج نادر في اوائل ثلاثينات القرن الماضي.

تلقى تعليمه في مدرسة القرية ثم في مدرسة بشمزين العالية

عمل خياطاً في محل الرفيق حنا الحلو لمدة 4 سنوات ثم انتقل عام 1956 ، الى رأس بيروت مع والدته، حيث عمل معها في «الخياطة النسائية» .

تعرّف على الحزب بواسطة الرفيق حنا الحلو، وانتمى في الكورة العام 1951.

تولى مسؤولية محصل فيما كان الرفيق ادمون بركات(1) يقوم بمسؤولية مدير مديرية رأس بيروت ثم تولى مسؤولية مدير لاحقاً.

عام 1958 حمل السلاح وكان في عداد القوة القومية الاجتماعية التي رابطت في «القصر الجمهوري» في القنطاري لمنع سقوطه في ايدي رجال المقاومة الشعبية. من الرفقاء الذين كان معهم، الامين نبيل سيف(2)، فايز كساب، كميل قربان(3)، وجان خوري(4).

اقترن في 26 ايار 1963 من الرفيقة سامية ماضي (من بلدة العبادية)، ورزق منها: نينا، نضال وندى.

غادر الى استراليا في 5 نيسان   1964وفيها تولى مسؤولية مدير، فمنفذ عام ملبورن.

افتتح محل ميني ماركت (ميلك بار).

وافته المنية في ملبورن بتاريخ 16/06/1986، فشيّع الى مثواه الاخير وسط حشد من رفقاء واصدقاء ومواطنين من افراد الجالية السورية .

اقيم قداس وجناز عن روحه في كنيسة بلدته «قلحات» يوم الخميس 19 حزيران 1986، وبتاريخ 29 حزيران 1986 في كنيسة نياح السيدة في شارع المكحولرأس بيروت.

وبتاريخ 27/07/1986 أقيم جناز الاربعين في كنيسة القديس نقولا في مدينة ملبورن.

{ { {

من الكلمة التي كان القاها الامين د. ادمون ملحم اثر وفاة الرفيق رشا، ونشرت في جريدة «النهضة»(5) بتاريخ 26/06/1986:

« بالامس القريب كان موعد رحيلك يا رفيقي رشا فماذا اقول عن ذلك ؟

لقد كان ذهابك مؤلماً للغاية ومفجعاً في الوقت ذاته. ما من احد كان يتوقع هذا الرحيل المفاجىء. ومن عرفك استغرب الامر لا بل رفض التصديق.. كيف لا نستغرب الحدث وكنت يا رفيقي لا تشكو من تعب او تعاني من مرض خطير؟ كيف نصدق وكنت ما تزال في مرحلة عطائك الذي عوّدت حزبك عليه منذ أقسمت اليمين ؟

إننا إذ نرضخ للحقيقة المؤلمة، حقيقة رحيلك الذي ادمى القلوب، نؤمن في الوقت ذاته بأن نفسك الجميلة باقية وجسدك وحده غاب عنا. هكذا علمنا سعاده عندما قال: «قد تسقط اجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود ولا يمكن ان تزول» .

« ان روحك الطاهرة يا رفيقي ستكون منارة تنير طريقنا، تلك الطريق التي سلكتها بالرغم من انك كنت مدركاً تمام الإدراك بأنها شاقة وطويلة. لم يثنك خوف أو تعب.. بل ثابرت في سيرك على هذه الطـريق وأثبت بأنك واحـداً من المناضلين المتشبّثين بإيمانهم والـذين وصفهم سـعـاده العظيم ﺒـ «الجبابرة طالبو الحياة».

سنوات معدودة رافقتك خلالها، بحيث كنا نعمل معاً في وحدتنا الحزبية، كانت كافية لإعطائي صورة وافية عن نفسيتك الجميلة ومعدنك الجيد وعن إيمانك القوي الذي لم يتزعزع يوماً «.

لقد آمنت بعقيدة سعاده على انها الخلاص الوحيد لشعبنا من مشاكله وتخبطه وإنقساماته، فناضلت طيلة حياتك الحزبية بكل إخلاص وكل عزيمة صادقة من اجل ان تنتصر هذه العقيدةالحقيقة بنفوس ابناء الأمة.

منذ البداية اقسمت، كما يقسم كل من ينتمي الى الحزب، بأن تتخذ المبادئ القومية الإجتماعية ايماناً لك ولعائلتك وشعاراً لبيتك. وهكذا فعلت، فقد حققت ما أقسمت عليه في بناء العائلة القومية الاجتماعية المكوّنة من رفيقة دربك وزهراتك الثلاث العاملات من اجل النصر الذي عملت له اكثر من ثلاثين عاماً.

كنتَ يا رفيقي كريماً في عطائك وقدوة في سلوكك. لم تتأخر يوماً عن القيام بواجباتك القومية مدركاً ان النصر لا يأتي بالقول والتبجح بل بالعمل الهادئ والمنظّم.

انصرفت الى مهمة تعليم الاحداث في هذا المغترب والى تربيتهم وتدريسهم لغتنا القومية مدركاً خطورة هذه المهمة التي تستهدف تلقين الاحداث العلم الصحيح وإرشادهم الى الحقيقة ومؤمناً بقول سعاده: «إذا ربحنا معركة الاحداث، ربحنا معركة العقائد ومعركة المصير القومي كله «.

 

هوامش:

(1) ادمون بركات: من «جديدة مرجعيون» كان رفيقا رائعا تولى بجدارة مدير مديرية رأس بيروت يصح ان اكتب عنه

(2) نبيل سيف: الامين. معتمد الحزب في استراليا. للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(3) كميل قربان: رفيق من «ضهور الشوير» تولى مسؤولية مدير مديرتها وهو رفيق جيد.

(4) جان خوري: من الجنوب السوري تولى في الاشرفية مسؤولية مدير. كان مفتشا ماليا في «الاونروا» في فيينا.

(5) جريدة النهضة: صدرت في استراليا في فترة تولي الامين حيدر الحاج اسماعيل «عبود عبود»، مسؤولية المعتمد المركزي في استراليا .

قد نضيف، الى هذة النبذة سيراً ومعلومات،

وعذراً للظروف الصعبة التي نمر بها جميعاً.

 

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى