أولى

عندما تصير قناة العربية مسخرة

التعليق السياسي

 

 

جاءت قناة العربية في نشراتها الأخبارية وقناة الحدث الرديفة لتلتقط تقريراً من صحيفة الشرق الأوسط التابعة لذات المنظومة الإعلامية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على طريقة تمرير الكرات في لعبة كرة القدم وتبني عليه تقريراً أشدعمقاً”. وكانت النتيجة لدمج التقرير ما خلصت إليه القناة أن الملاحقات القضائية تكشف سبب التلاعب بسعر الصرف وبوابته في قطاع الصيرفة التابع لـدويلة حزب اللهوالتي وضع القضاء يده عليها.

تقرير ثانٍ للقناة يتناول القضاء وملاحقاته يتهم القضاء بالخضوع للسلطة، ويتبنّى اتهامات المعارضة بتسييس الملفات. وتقرير ثالث للقناة يتناول الوضع الحكومي فيعتبر أن الحكومة ورئاسة الجمهورية مجرد واجهات لسيطرة حزب الله على الدولة.

خلاصة جمع التقارير توصلنا أن حزب الله المسيطر على الحكومة يسيطر على القضاء ومن خلالهما يلاحق حزب الله نفسه.

كم يحتاج المرء أن يكون سخيفاً كي يتوقع أن المتلقي على درجة من الغباء لكي لا ينتبه لهذا التلاعب الغبي بعقله ويقول استقروا على رأي. فإذا كانت الدولة تسيطر على القضاء وحزب الله يسيطر على الدولة فيفترض أن مهمة القضاء حماية ما تصفونه بـارتكاباتحزب الله.

مثلها مرة أخرى قال تقرير للقناة إن حزب الله يقف وراء ارتفاع سعر الدولار، لأنه يقوم بتهريب الدولارات إلى سورية. وبفاصل دقائق عرض لتقرير ثانٍ يقول إن حزب الله لا يهمه الوضع المالي للبنانيين لأن جماعته محصنة فهي تتلقى رواتبها بالدولار الذي يباع منه مئات ملايين الدولارات في السوق من خلال ما ينفقه حزب الله، فهل حزب الله يضخ الدولارات في السوق أم يسحبها من السوق؟

عندما يهبط الإعلام على هذه السخافة لا يعود مهماً أن يحشد نجوماً وأقلاماً، لأن الذي يحدث أنها تصاب بالسخافة بدلاً من أن تمنحه النجومية، ويضحك الجمهور كثيراً بدلاً من أن يصدق.

كن حقوداً قبلنالكن كن ذكياً كي نستمتع.

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى