بمناسبة الذكرى 72 لاغتصابها سنبقى في حالة حرب من أجل فلسطين
سماح مهدي _
15 أيّار 1948، مَن منّا لا يذكر هذا التاريخ الاستثنائي في حياة أمتنا الذي فيه كرس اغتصاب فلسطين أمام أعين كل العالم، فتم إعلان قيام الكيان اليهودي الغاصب على أرضنا في جنوب سورية، فسارعت حينها الدول الأجنبية لا سيما الاستعمارية منها إلى الاعتراف به ضاربة عرض الحائط بكل حقوقنا القوميّة.
في الذكرى الثانية والسبعين لاغتصاب فلسطين، نؤكد مجدداً التزامنا بما أعلنه مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعاده من أن القوميين الاجتماعيين هم في حالة حرب من أجل فلسطين.
كما نؤكد تشبثنا بإيمان وقناعة راسخين ثابتين بأننا لا نعترف بأي قرار دولي كان أساساً للاعتداء على حقنا القومي في أرض فلسطين. فمهما طال الزمان أو قصُر، لا نرى في كيان الاحتلال اليهودي إلا كياناً غاصباً باطلاً منعدم الشرعية. وتعاقب السنوات لن يجعل من ذلك الكيان المسخ كياناً طبيعياً مقبولاً من أبناء أمتنا.
على الرغم من مضي 72 عاماً على اغتصاب فلسطيننا، لا زلنا متمسّكين بكل قوتنا بالمقاومة الشاملة، فعلاً ونهجاً، ضد كل أشكال الاحتلال إلى حين تحرير كل أرضنا المحتلة. فجهادنا مستمرّ من دون أن نستكين أو نهدأ، حتى يعود شعبنا الفلسطيني عزيزاً منتصراً إلى كل مدن فلسطين وقراها وبياراتها، إلى أرضه التي رواها بدماء الشهداء الرفقاء حسين البنا ومحمد سعيد العاص وصولاً إلى ماهر الصعيدي وغيرهم من الشهداء الأبطال.
وفي هذا اليوم، نوجّه تحية إكبار إلى كل الأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، وفي مقدّمتهم عميد الأسرى – بطل عملية الشهيدة دلال المغربي الرفيق الأسير يحيى سكاف. مؤكدين أن تضحياتهم البطولية لها أكبر الأثر في مسيرة التحرير، كما أن لها عميق الأثر في وجدان وذاكرة أبناء أمتنا السورية.
لقد أكدت هذه المقاومة المستمرة منذ بدء الهجمة الاستيطانية اليهودية على أرضنا في فلسطين، وحتى هذا اليوم على الهوية القومية لفلسطين، فتمكنت من تثبيت انتماء فلسطيننا لأمتها، وجعلها قبلة لكل المقاومين يتسابقون إلى الشهادة على طريق تحريرها. وهذا ما دفع كيان الاحتلال وحلفاءه إلى البحث عن طريق جديد يتمكنون من خلاله من تحقيق انتصار وهمي على ذاكرة أمتنا السورية وتاريخها.
فكانت الحرب الجديدة المتمثلة بحركات التطبيع الثقافي والفني والرياضي محاولة بائسة لسلخ فلسطيننا عن محيطها القومي، ولإلغائها من صميم عقل وفكر أبناء أمتنا.
نتوقف عند هذا اليوم بكل وجدان قومي لنقيّم كل ما قمنا به في سبيل أمتنا وشعبنا، فننطلق بكل حريّة وإيمان لنكون كما نحن دائماً قدوة لشعبنا، زوابعَ تقتلع كل أعداء الأمة، نتحصّن بتاريخها لنبني لها مستقبلا يليق بها وبعظمتها، ولنواجه مع شعبنا الفلسطيني الصامد المقاوم كافة الأخطار المحدقة بوطننا.
بهذا الإيمان، فلسطيننا من البحر إلى النهر،
بهذا الإيمان، القدس عاصمة جنوبنا السوري،
بهذا الإيمان لا تكتمل «تحيا سورية» إلا ومن ضمنها «تحيا فلسطين».
*عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي