أصلحنا السكة وسنضع القطار عليها لبدء رحلة الإنقاذ
أعلن رئيس الحكومة حسان دياب أنه تبلغ وعداً من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بأنه سيتدخل في السوق لحماية الليرة اللبنانية ولجم ارتفاع سعر الصرف وسيتم دعم استيراد المواد الغذائية وسيلمس اللبنانيون قريباً تراجعاً في الأسعار.
وفي كلمة له عن انجازات الحكومة بمناسبة مرور 100 يوم على تأليفها، أشار دياب إلى «أن السفينة تغرق بسرعة قياسية ومراكب الإنقاذ إما مفقودة أو غير صالحة وقبل مئة يوم لم يكن أمامنا إلاّ قيادة السفينة»، وقال «تسلمنا الحكم والبلد يغرق بسرعة قياسية فهل يمكن وقف الانهيار من قبل الذين تسببوا به وتركوا البلد في لحظة السقوط؟».
ولفت إلى «أننا اكتشفنا أن خزينة الدولة خاوية ولم نتردد في إعلان عدم قدرتنا على دفع ديون لبنان في سندات اليوروبوند»، معتبراً أنّ «تقويم أداء الحكومة متروك للناس وأيضاً للعالم الذي راقب بدهشة ما أنجزناه».
وأكد أن «التعامل مع الهجوم الوبائي استنزف جهداً كبيراً ووقتاً طويلاً وإمكانات تفوق قدراتنا»، مشيراً إلى «أننا اليوم في الطريق الصحيح للترجمة العملية لبدء تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر بموازاة المفاوضات مع صندوق النقد وخطة الحكومة تُعتبر الأرضية الصلبة التي يمكن البناء عليها لإعادة تكوين البنية المالية والاقتصادية للبنان».
وشدد على «أننا متمسكون بالنظام الاقتصادي الحر ومصرون على تحويل اقتصادنا من ريعي إلى انتاجي»،
وقال «يمكنني أن أعلن اليوم، وبكل ثقة، أن الحكومة أصلحت السكة، وفي طور وضع القطار عليها، وأن صفارة الإنطلاق قد أذنت ببدء رحلة الإنقاذ. ويمكنني أن أعلن اليوم، أن الحكومة أنجزت ما نسبته 97 % من التزاماتها في البيان الوزاري للمئة يوم، ونحو 20 % من التزاماتها خارج المئة يوم في برنامج عمل السنة. كما يمكنني أن أعلن، أن الحكومة طلبت من الوزارات خفض نفقاتها التشغيلية بين 15 و 20 في المئة، الأمر الذي سيؤدي إلى خفض الإنفاق العام بين 4 و 5 بالمئة في موازنة 2020، على الرغم من أن الموازنة كانت متقشفة أصلاً».
أضاف «وعلى الرغم من اجتياح وباء كورونا العالم، وخطره الجاثم على لبنان، وتهديده المستمر لحياة الناس، إلا أن ذلك لم يوقف ورش العمل على مختلف المسارات. نجحنا، حتى اليوم، في تأمين الحد الأقصى من الحماية للبنانيين، بمواجهة خطر وباء كورونا، بينما كان العالم يتداعى أمام هجومه الذي عجزت الدول العظمى عن مقاومته، على الرغم من الإمكانات الضخمة التي تمتلكها. ونأمل أن نتجاوز هذه المرحلة الحساسة بأقل قدر من الإصابات، خصوصاً أن المشاهد التي نراها في الشوارع غير مشجعة”.
وعد د بعض عناوين برنامج الإنجازات ومنها” إطلاق بداية التدقيق في ميزانية المصرف المركزي، لأول مرة في تاريخ لبنان، دعوة الجهات المانحة للكشف عن الأموال المنهوبة واسترجاعها، إقرار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وإقرار تدابير آنية وفورية لمكافحة الفساد واستعادة الأموال المتأتية عنه، طلب إجراء التحقيقات بخصوص الأموال التي حولت إلى الخارج قبل وبعد 17 تشرين الأول 2019، مشروع قانون يرمي إلى رفع السرية المصرفية، استرداد إدارة وتشغيل قطاع الهاتف الخليوي والتحضير لمناقصة عالمية، إنجاز القوانين المتعلقة باستقلالية القضاء والتنظيم القضائي، وضع سياسة جزائية عامة عبر استبعاد التوقيف الاحتياطي إلا عند الضرورة، بدء المفاوضات لتلزيم استقدام الغاز الطبيعي عبر المنصات العائمة لتخزين وتغويز الغاز الطبيعي، إنتهاء المرحلة الأولى من التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية، والاستعداد للمرحلة الثاني، مشروع قانون يرمي الى فتح اعتماد إضافي بقيمة /1200/ مليار ليرة لبنانية في الموازنة العامة لعام 2020 يخصص لمواجهة الاوضاع المستجدة بفعل وباء كورونا”.
وأكد أن “أولى أولويات هذه الحكومة هي استعادة العلاقة بين الدولة والمواطن”، معتبراً أنه “لا تستقيم علاقة الثقة بين المواطن والدولة إذا كانت الدولة تأخذ ولا تعطي. الدولة تأخذ الرسوم والضرائب، لكن، ماذا قدمت للناس؟ كهرباء مظلمة! مياه ملوثة! شوارع غير نظيفة! استشفاء غير مجاني! فساد في الإدارة! فساد في السياسة! هدر في المالية العامة! مشاريع فاشلة! سمسرات فاجرة! طرقات غير سوية! غلاء فاحش! تلاعب مجرم بسعر الليرة! أليست هذه هي الوقائع؟ وهل يكفي تعداد المشكلات للدلالة على سوء العلاقة بين الدولة والمواطنين؟ نحن نريد تغيير هذه العلاقة. نبذل جهوداً كبيرة لهذا الهدف. لكن العوائق كثيرة، والجدران مرتفعة جداً وحصينة، والذهنيات متحجرة. مع ذلك، سنواصل العمل، ونحتاج إلى دعم الناس كي نتمكن من تغيير الصورة النمطية للدولة”.
وتابع “هذه الحكومة جاءت من خارج السياق الروتيني لتأليف الحكومات في لبنان. ولذلك، فإن نجاح هذه الحكومة، سيشكل بداية التحول في مفهوم الحكم والسلطة، وكذلك في إصلاح الخلل القائم في العلاقة بين الدولة ومواطنيها. نحن نعلم أن هناك من يسعى إلى إفشال الحكومة، سواء لمصالح سياسية أو شخصية، لكننا مصممون على الاستمرار بتقديم نموذج في الأداء والعمل، على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي تواجهنا”.
وشدّد على أن “لا خيار لنا إلا وحدتنا وتحمل الصعوبات، لأن هذه الروحية هي الوقود الذي يعطي قوة الدفع الكافية لعبور النفق بأسرع وقت ممكن. لقد عبرنا المرحلة الأولى، وربما الآتي صعب أيضاً، لكن الضوء بدأ يلوح في آخر النفق. نعم هناك أمل. والأمل كبير بأن نتجاوز الصعوبات بمرونة أكبر، فما زرعناه على مدى مئة يوم، ستبدأ براعمه بالظهور، ولن يطول الوقت لكي نرى الثمار”.
وختم “أيها اللبنانيون، عهدنا لكم أن نستمر بالعمل لكي نصنع التغيير الإيجابي في بلدنا. رهاننا عليكم أن تستمر مسيرة الإصلاح التي أطلقناها، وأن تدفعوا باتجاه بناء الدولة التي تحمي حاضر ومستقبل أبنائها”.