الحكومة كما فعلت لا كما قالت
– الحديث عن الإنجاز يرتبط في اللاوعي الجمعي للناس بمدى تحسّن أوضاعهم، وعندما تكون أحوال الناس تسوء لا يمكن التحدث عن إنجاز مهما كانت المعطيات الورقية للحديث صحيحة وصادقة.
– لكن الحكومة في مئة يوم فعلت الكثير بأنها منعت وقوع الأسوأ. وهذا ما غاب عن كلمة رئيسها في كشف حساب الأيام المئة، بأن يقول للبنانيين لم نجعل أوضاعكم أفضل لأن ذلك دونه زمن وصبر وجهد وعمل لشهور وسنوات لتعمّر ما خرِّب خلال ثلاثين عاماً، لكننا منعنا الأسوا، ونكاد ننتهي من مرحلة وقف التدهور. منعنا الانهيار الذي كان آتياً لا محالة وزاحفاً بسرعة قياسية، وخلال أسابيع قليلة يمكننا وضع خط فاصل بين التراجع والتدهور والبدء بالنهوض.
– خلال أسابيع سيثبت سعر الصرف وسيكون بمستطاعكم التصرف بنسب معقولة من ودائعكم كخطوة في طريق تحريرها من أي ضوابط، وخلال أسابيع ستتحسّن أسعار السلع، لكن فرص العمل الجديدة وعودة العاملين الذين أقفلت مؤسساتهم إلى أعمالهم وتحسن القدرة الشرائية للرواتب بعودتها لما كانت عليه، ليست بالأمور القريبة التحقق، لكنها على الطريق، صحيح ما قاله رئيس الحكومة في هذا المجال.
– صحيح أيضاً ما قاله رئيس الحكومة عن تصدّي الحكومة لوباء كورونا ونجاحها المبهر وللحكم المنصف يجب طرح السؤال بطريقة أخرى، ماذا لو بقيت حكومة الرئيس سعد الحريري حتى تاريخه؟
– ثبت أن التفاوض حول سيدر ومع صندوق النقد ليست إنجازات مكتوبة باسم الرئيس الحريري، لكن ثابت أصلاً أن سداد مليارات الدولارات للمصارف الداخلية والخارجية كانت قرارات جاهزة لدى الحريري ومثلها قرار التمديد لشركات الخلوي.
– الأهم في خيارين كبيرين للشهور المقبلة، واحد يتصل بالتعامل مع الثروات السياديّة بين بيعها أو استعمال قيمتها الاستثمارية والحفاظ على ملكيتها الحصرية للدولة، وثانٍ يتصل بالعلاقة مع سورية والعراق والأردن من بوابة المصلحة الاقتصادية، وفي الأول الحريري مع بيع الدولة وموجوداتها وفي الثانية مع بوابة حصرية للبنان تمرّ بالسعودية، بينما الرئيس حسان دياب منحاز للبنان ودولته فلا الدولة معروضة للبيع ولا علاقاتها تحسب بمصالح غيرها بدلاً من مصالحها.
التعليق السياسي