«حل الأزمة الإقتصادية بالخروج من قبضة الرضى الأميركي والاتجاه شرقاً» نصرالله: لا نريد الحرب الأهلية حتى ولو كانت تؤدّي بنا إلى حُكم لبنان
الحزب القومي حليف لنا وشريك أساسي في المقاومة… والتزامنا مع بعضنا البعض ثابت ومستمرّ
الأحزاب الوطنية شاركت جميعاً في المقاومة والتحرير والانتصار
قال باراك: كان هدف شارون عندما جاء إلى لبنان إخراج المقاومة الفلسطينية وإيصال آل الجميّل إلى السلطة
زمن استضعاف لبنان انتهى ولا يمكن لـ «إسرائيل» فرض شروط على لبنان ولو بقناع أميركي
لدينا خطة اقتصادية لم نعلن عنها لأنها ستُحارب
الحكومة قد تحتاج التشجيع للتوجه نحو الصين لحلّ بعض المشكلات
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه يوجد في لبنان ردع وكلّ شيء له حساب، مشيراً إلى أنّ العدو يدرك أنه ليس أمام طرف يستهان به. ورأى أنّ مسألة زوال الكيان «الإسرائيلي» مسألة وقت لأنه كيان طارئ ومصطنع، مشدّداً على أنّ «المعادلة اليوم هي الردّ على العدو في حالة قتل أيّ منّا في أيّ مكان». وأكد أننا «لا نريد الحرب الأهلية في لبنان، حتى ولو كانت ستؤدي إلى أن نحكم لبنان»، وقال «نحن مقتنعون أن هذا البلد نتيجة تركيبته لا يدار إلا بالشراكة الوطنية الحقيقية ولسنا لا مع العزل ولا الإقصاء».
ولفت السيد نصرالله في مقابلة مع إذاعة «النور»، أجرتها الزميلة بثينة عليق، بمناسبة الذكرى العشرين لتحرير الجنوب والبقاع الغربي من الاحتلال «الإسرائيلي»، إلى اعتراف «الإسرائيليين» بأنّ الطرف الذي قاتلوه ميزته الإيمان والمثابرة وعدم اليأس والتعب ولا الكلل ولا الملل، مشيراً إلى أنّ هذه الروح تجسّدت في 2006 وما زالت قائمة.
وإذ أوضح أنّ المقاومة تعتبر أنّ الجانب الإيماني والروحي هو أصلها، شدّد على أنّ لديها قدرات عسكرية لم تكن موجودة عام 2000 في العدد والعديد والعتاد والخطط والبرامج لكن العامل الأول الأصل هو الحفاظ على هذه الروح.
وعن أجواء العيد الـ20 للتحرير قال السيد نصر الله «خلال أسبوعين تحدث أغلب الجنرالات لدى الكيان العدو حول الموضوع واللافت هو أنّ أغلب القيادات التي تتحمّل المسؤولية في كيان العدو حالياً كانوا ضباطًا في جنوب لبنان».
وأكد أنّ في لبنان يوجد ردع وكل شيء له حساب، وأن العدو يدرك أنه ليس أمام طرف يستهان به.
وعن تاريخ الاحتلال ذكر السيد نصر الله أنّ «إسرائيل» كانت تتآمر على الأردن عام 1982، واليوم لا زالت تتآمر عليها من خلال «صفقة القرن»، وأنه ما زال مشروع الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن قائماً لدى الكيان.
وتابع «رئيس الوزراء «الإسرائيلي» الأسبق إيهود باراك يقول إنّ شارون عندما جاء إلى لبنان كان هدفه إخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان، وإيصال عائلة آل الجميّل إلى السلطة، ويقول إنّ الهدف كان تجميع الفلسطينيين في الأردن وإسقاط السلطة الهاشمية وإقامة «الوطن البديل».
وعن التحرير، أشار السيد نصر الله إلى مشاركة الأحزاب الوطنية في لبنان جميعاً في المقاومة خصوصاً في السنوات الأولى، مشيراً إلى أنّ حزب الله في السنوات الأخيرة ربما كان له حضور استثنائي لكن هذا يجب ألاّ يُلغي في الذاكرة وجود فصائل أخرى في المقاومة لأنها شريكة في التحرير والانتصار.
وأكد أنّ «المقاومة جنبت لبنان حرباً أهلية طائفية جديدة قبل العام 2000 وقدّمت نموذجاً مشرقاً في التعاطي مع العملاء، ومن سلم نفسه تمّ تسليمه إلى الجيش اللبناني ومن أراد الهروب تمكّن من الهرب»، موضحاً أنّ «قناعتنا بأنّ الكيان الإسرائيلي لن يستمرّ لأنه مصطنع وغريب عن المنطقة، وهو أيضاً كيان عنصري، والسيد موسى الصدر كان يؤكد أنّ إسرائيل ليست دولة يهودية أو دولة دينية، بل هي دولة عنصرية وتتصرف على هذا الأساس».
وشدّد على أنّ «إسرائيل بعد العام 2000 ليست إسرائيل بعد العام 2000 والجيش الذي كان لا يُقهر بات يُقهر، وإيمان شعوب المنطقة بالمقاومة يرتفع بينما المركز الذي يعتمد عليه الإسرائيلي، أي الولايات المتحدة، ليس محسوماً أن تبقى على ما هي عليه، ونحن نرى منطقة لا إمكانية لبقاء غدة سرطانية وكيان مصطنع يقوم على أساس عنصري وإرهابي فيها والموضوع موضوع وقت».
وأوضح أنه «في العام 2000 الجو الداخلي لم يكن أفضل من الآن وكان الإنقسام الداخلي العامودي لا يزال موجوداً، ولم يكن هناك إجماع على المقاومة بل كان هناك خلاف حاد والبعض كان يعتبر أن المقاومة ليست وطنية بل تقاتل لصالح سورية وإيران، ومن العام 1982 حتى اليوم لم يكن هناك إجماع في أي يوم من الأيام على المقاومة في لبنان»، مشيراً إلى أن «حضور الأميركي إلى المنطقة نعتبره دليل تقدّم محور المقاومة بسبب عجز إسرائيل والأنظمة التي رعاها في المنطقة عن حماية مصالحه»، مشدّداً على أنّ «المقاومة اليوم في تصاعد في لبنان وفلسطين وغزة التي كانت محتلة في العام 2000 هي اليوم محررة والفصائل لديها قدرات صاروخية تطال كل المدن في فلسطين المحتلة».
التحولات ليست في مصلحة «إسرائيل»
واعتبر أنّ «التحوّلات الموجودة في المنطقة لا تصب لصالح إسرائيل وهناك مستوى عال من التوازن والمقاومة تملك القدرة على المبادرة وكذلك الإسرائيلي ونتيجة التوازن الجانبان يقومان بحسابات»، لافتاً إلى أن «أغلب القادة الذين صنعوا الإنتصار في العام 2000 لا يزالون على قيد الحياة، وقواعد الإشتباك بعد العام 2006 لا تزال قائمة وإرسال المسيرات إلى الضاحية كان هدفه القيام بعملية أمنية من دون بصمة، لأن أي عملية مع بصمة سيؤدي إلى الرد، فالإسرائيلي أبلغ الحكومة اللبنانية عبر المصريين والقبارصة والأمم المتحدة أنه لا يريد القيام بأكثر من كشف الأنفاق عند الكشف عنها سابقاً».
وعن الجبهة السورية، قال السيد نصرالله «في البدايات الإسرائيلي لم يستهدف حزب الله أو الجيش السوري أو فصائل المقاومة الأخرى، بل كان يقدم الدعم إلى فصائل في المعارضة المسلحة، وكان يأمل سقوط النظام في سورية وتمزق الجيش السوري ومغادرة الإيرانيين وحزب الله، لكن ذهابه إلى المعركة بين الحروب هو إنتصار لسورية، لأنه لو كان هناك أمل بإنتصار الجماعات التي يدعمها ما كان ليتدخل بالمباشر»، مؤكداً أن «الإسرائيلي لديه نوع من القواعد في الضربات التي يقوم بها في سورية. في العملية الأخيرة على الحدود كان يستطيع أن يقتل الشباب لكن أعطى إنذاراً كي يتمكنوا من إخلاء السيارة قبل قصفها، والسبب يعود إلى معادلة الرد في حال إستهداف شباب المقاومة، وحتى الآن لدى الإسرائيلي حرص على عدم الوصول إلى القتل في الضربات التي يقوم بها سورية».
واعتبر أن «موضوع فرض معادلة في سورية هو حتى الآن لا يزال موضع نقاش وسورية اليوم بين أولويتين المعركة التي لم تنته في الداخل والإستدراج إلى حرب مع إسرائيل لا يخدم الهدف الأول، ولا نعرف إلى أي وقت تستطيع القيادة السورية تحمل الضربات الإسرائيلية وليس من مصلحة سورية الإستدراج إلى حرب مع الإسرائيلي في الوقت الراهن، في دائرة الصبر الإستراتيجي هناك مجموعة من القواعد التي ينتبه لها الإسرائيلي»، وتابع «أنبه الإسرائيلي إلى أن الصبر له سقف وهو قد يذهب إلى إرتكاب حماقة تؤدي إلى فقدان الصبر والإسرائيلي ليس لديه مصلحة في ذلك».
معادلة المسيّرات قائمة
وشدّد على أن «معادلة المسيّرات لا تزال قائمة وفي أي وقت قد نسمع أن المقاومة أسقطت مسيّرة، ومنذ أشهر لم يفتح موضوع الصواريخ الدقيقة من قبل الأميركي في القنوات الدبلوماسبة مع المسؤولين اللبنانيين».
وأشار إلى «أننا تعودنا سنوياً عند مناقشة القرار 1701 في مجلس الأمن الدولي الأميركي نتيجة المطالب الإسرائيلية يطرحون موضوع تغيير مهمة يونيفيل، يريدون إطلاق يونيفيل من دون تنسيق مع الجيش اللبناني، الأميركي يضغط دائماً في هذا الموضوع، لكن هذا الموضوع لا يقلقنا لأن هناك موقفاً رسمياً واضح ولبنان لن يخضع لأن هذا يمس بالسيادة الوطنية، وهذا مطلب إسرائيلي تتبناه أميركا، إذا كانوا يريدون خفض العدد أو زيادته الموضوع لا يقدم أو لا يؤخر، نحن لسنا ضد بقاء يونفيل لكن يخطئ الأميركي إذا كان يعتبر أن هذه ورقة ضغط على لبنان، ونشعر أن يونيفيل مصلحة إسرائيلية أكثر مما هي مصلحة لبنانية من وجهة النظر الإسرائيلية، فإعادة النظر في يونيفيل تتطلب إعادة النظر في سبب تواجد يونيفيل في الجانب اللبناني فقط، زمن إستضعاف لبنان انتهى ولا يمكن أن تفرض إسرائيل على لبنان شروطاً ولو بقناع أميركي».
فوبيا الحرب الأهلية
وفي الشأن اللبناني، قال السيد نصرالله «نحن لدينا فوبيا الحرب الأهلية وهذه مفخرة لنا، نحن قوة عسكرية تعمل لنا إسرائيل ألف حساب لكن لدينا فوبيا من الحرب الأهلية، وهذا ينطلق من حرصنا على البلد».
وأضاف «لا نريد الحرب الأهلية في لبنان، حتى ولو كانت ستؤدي إلى أن نحكم لبنان، ومقتنعون أن هذا البلد نتيجة تركيبته لا يدار إلا بالشراكة الوطنية الحقيقية ولسنا لا مع العزل ولا الإقصاء».
واعتبر أن «مشاركة الجميع قد تؤدي إلى إعاقة لكن لديها حسنات جيدة، وأدوات التغيير يجب أن تراعي تركيبة البلد والمخاوف الموجودة في البلاد».
وتابع «الحديث عن الفيدرالية والتقسيم من المفترض أن نكون قد انتهينا من هذه المرحلة، وميزة المقاومة أنها لم تطلق شعارات غير واقعية، وبالنسبة لنا هناك حدود في العمل السياسي والإصلاحي هي عدم الذهاب إلى حرب أهلية أو إعادة تقسيم البلد على أساس طائفي أو إعطاء العدو الإسرائيلي فرصة».
وأشار إلى أن «من يريد أن يقاتل فينا من أجل الإصلاح في لبنان عليه أن يعلم أننا على رأس قائمة الإستهداف في الكرة الأرضية، هو قد يكون له حسابات وأولويات لبنانية ونحن لدينا حسابات وأولويات لبنانية، وهذا الواقع يدفعنا إلى الإنتباه من أي مسار نريد أن نمضي فيه».
معركة الفساد تحتاج إلى وقت
وقال «حزب الله المستهدف أسمحوا له بمحاربة الفساد على طريقته وداخل الخطوط الحمراء وهناك إنتخابات نيابية بعد عامين فلينتخبوا طبقة سياسية جديدة». وإذ أكد أن ليس كل الطبقة السياسية فاسدة، دعا إلى محاسبة الفاسدين، لافتاً إلى «أننا في حزب الله قلنا أن ليس لدينا خط أحمر ووزيرنا ونائبنا الموظف المحسوب علينا يذهب إلى القضاء، وأنا ظالما أو مظلوما أذهب إلى القضاء».
واعتبر انه «لا يمكن الذهاب إلى موضوع مكافحة الفساد بمعزل عن القضاء ويجب أن يكون هناك جهة تبت الملفات، وبالتالي يجب العمل على القضاء وعلى الناس أن تعبّر عن رأيها في الإنتخابات النيابية».
ورأى أن «الحل يبدأ من الناس والمشاركة الشعبية الواسعة، فإن لم تتوفر إرادة لدى ابناء الطوائف اللبنانية بالإصلاح النظام فلن يحصل أي تغيير».
وأردف «منذ اليوم الأول للحراك كان هناك قوى سياسية تعتبر أننا نحن من يقف خلف الحراك ولو تواصلت التظاهرات من دون توظيف سياسي كانت الحكومة السابقة قادرة على أخذ مجموعة واسعة من الإجراءات نتيجة ضغط الشارع، لكن عندما بدأت عملية تصفية الحسابات مع العهد والحكومة وحزب الله ورئيس المجلس النيابي تغير الموضوع».
وأكد أن «من حق الناس التظاهر والضغط على الحكومة والحراك يمكن البناء عليه لكن بعض من كان يقف خلفه لم يكن مخلصاً للأهداف الحقيقية»، لافتاً إلى أن «في لبنان من ينتظر عملاُ ثورياً تغييراً على دفعة واحدة غير متاح ولذلك معركة مكافحة الفساد تحتاج إلى وقت وهذا الأمر لا يحصل في سنة وسنتين».
وشدّد على أنّ «حزب الله معني في معالجة الوضع الإقتصادي والمعيشي وهناك مجموعة من الأفكار والبدائل إذا أخذها لبنان من الممكن أن نضع البلد على سكة العلاج». وقال «في العام 2005 ذهبنا إلى حكومة وكان هناك زلزال في البلد وأحد أهداف إغتيال الرئيس رفيق الحريري أو التوظيفات له كان صراع سني شيعي في البلد، ونحن كنا على حافة حرب مذهبية وبذلنا جهداً كبيراَ وذهبنا إلى تحالفات سياسية من أجل العبور بالبلد من الإنفجار الكبير الذي كان يتم الدفع به، وأنا في العام 2005 أحد الزعماء الأساسيين قال لي بحال لم يحاصر حزب الله بالسلطة سيذهبون إلى حرب».
وتابع «وفي العام 2006 كان هناك حرب مدمرة وفي العام 2011 كان هناك زلزال في المنقطة ولو سقطتت سورية كان الوضع في لبنان سيكون مختلفاً، والظروف التي مر بها حزب الله جعلت لديه أولويات لا تزال موجودة وفي كل مرة كان يعارض كان يحرص على عدم الوصول إلى صدام».
واعتبر أنه «يمكن الخروج من الوضع الراهن ولم نصل إلى الإنهيار لكن الموضوع يتطلب إرادة سياسي». وقال «في معركة مكافحة الفساد قد نحتاج إلى سنوات طويلة لكن الوضع الإقتصادي لا يحتمل سنوات طويلة، ويجب التعاطي مع الأزمة الإقتصادية بشكل طارئ وإستثنائي إلى جانب مكافحة الفساد».
وأكد «أننا لم نمانع الذهاب إلى صندوق النقد الدولي رغم معرفتنا المسبقة بعقلية الصندوق وشروطه وبالتالي الشروط يجب أن تناقش»، معتبراً أن «من الخطأ الذهاب إلى صندوق النقد الدولي على قاعدة عدم وجود خيارات أخرى لأن هذا يُضعف موقع الحكومة التفاوضي».
وأعلن «أنّ لدينا خطة إقتصادية لم نعلن عنها لأنها ستُحارب منذ اليوم الأول من دون أن تُقرأ، لذلك قررنا العمل على إيصال البلد إلى خطتنا من دون أن نعلن أن هذه خطتنا كي لا يُحكم عليها بالإعدام نتيجة الحقد والاستعداء الخارجي».
ورأى أنه «يوجد حلّ للأزمة الإقتصادية وهو أن نخرج من قبضة الحرص على الرضى الأميركي والإتجاه شرقاً». وقال «الحكومة قد تحتاج بعض الوقت والتشجيع من الرأي العام للتوجه شرقاً نحو الصين لحل بعض المشكلات وهذا أكبر دليل على أنها ليست حكومة حزب الله».
وطالب بالحفاظ على كل الودائع وبمساهمة المصارف في معالجة الوضع الإقتصادي، مشيراً إلى أن «هناك نقاشاً في هذا الأمر ونحن معنيون بممارسة ضغط سياسي وتشكيل رأي العام لكن المعني بالذهاب بالإجراءات هو الجهات الرسمية».
وأكد أننا «لا نريد تدمير القطاع المصرفي أو تغيير وجه لبنان الإقتصادي والدعوة لإعطاء العالم ودائعها لا يعني الرغبة في تدمير المصارف»،
علاقة احترام مع كلّ الحلفاء
وعن العلاقة مع الحلفاء، قال السيد نصرالله «إذا اختلف إثنان من الحلفاء نسعى إلى التهدئة وإذا حصل خلاف معنا نعمل على التهدئة أيضاً».
واضاف «عندما نقول حلفاء يعني أننا لسنا نسخة طبق الأصل واليوم هناك جو في البلد عن العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله وحديث عن إشكالية بين الجانبين»، موضحاً أنّ «بناء التحالف المحترم يعني عدم وجود تبعية، والاشكالية تقع عندما يظن البعض أن التحالف يعني السير معاً بكلّ شيء وهذا يعني التبعية لا التحالف».
وتابع « نتيجة مواقع التواصل الاجتماعي من الممكن أن تؤدي أي تغريدة إلى إشعال مواجهة، نحن وحلفاؤنا لسنا نسخة طبقة الأصل لكننا لا نسمح للخلاف بأن يؤدي إلى فرط التحالف وعلى القيادات السياسية عدم الإنجرار إلى المواقف الخلافية التي تفرزها مواقع التواصل الإجتماعي ونحن حريصون على علاقة الاحترام والتواصل مع كلّ الحلفاء».
«القومي» حليف وشريك في المقاومة
وأكد أنّ التحالف مع التيار الوطني الحر مبني على أسس قوية ومتينة، ومرت بظروف صعبة ورغم ذلك استمرت. وقال «في الإنتخابات النيابية اختلفنا على الحلفاء في دائرة بعلبك الهرمل وهي كانت أساس الخلاف وليس جبيل، كان لدينا التزام مع القومي بأن المقعد الكاثوليكي له والتزام بأنّ المقعد الأرثوذكسي في مرجعيون حاصبيا له، والقومي حليف لنا وشريك في المقاومة».
وأضاف «كان مطلوباً منا التخلي عن الالتزام مع القومي حول المقعد الكاثوليكي في بعلبك الهرمل ومن هنا بدأ الخلاف في الانتخابات النيابية وانتقل إلى دوائر أخرى. في صيدا، طلبنا التفاهم مع أسامة سعد وأبدينا الاستعداد لمعالجة أي مشكلة مع حركة أمل لكن لم يتمّ التوصل إلى نتيجة، كما وقفنا إلى جانب عون في الانتخابات الرئاسية نتصرف بالذهنية نفسها مع باقي الحلفاء». وتابع «في بيروت، طلبنا من القومي السير بمرشح التيار الوطني الحر ووافق معنا…»
وتوجه إلى الحلفاء والأصدقاء بالقول «عندما نكون حلفاء هذا لا يعني أنّ في البلد ليس هناك إلا نحن وأنتم، نحن لدينا تحالفاتنا والتيار الوطني الحر لديه تحالفاته». أضاف «لا يمكن عند وقوع أي إشكال الحديث عن التحالف يهتز، القيادات العليا لا تفكر في هذه الطريقة لكن القواعد وبعض الكوادر تفكر بها».
وأشار إلى أنّ «باسيل لم يفتح معنا مسألة رئاسة الجمهورية لا من قريب ولا من بعيد و رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لم يهاجم التيار الوطني الحر خوفاً من حصول إلتزام من الحزب تجاه باسيل»، مشيراً إلى أنّ «التواصل يعالج الإلتباسات والعلاقة مع الوطني الحر كما هي مع باقي الحلفاء مبنية على أسس متينة ورؤية وعمرها من العام 2006».
لا حرب أميركية إيرانية
ورأى السيد نصرالله أن «أميركا بدأت تعيد النظر في وجودها في قواتها في المنطقة وما يحصل بعد كورونا قد يعيد ترتيب الأولويات»، مؤكداً أن «المنطقة ليست ذاهبة إلى حرب أميركية إيرانية وهذا أمر مستبعد جداً، وبحسب المعطيات وقواعد الإشتباك الإسرائيلي ليس في وارد الذهاب إلى حرب إلا إذا حصلت حماقات منه».
ورأى أن « الحرب الكبرى إذا وقعت ستكون نتيجتها زوال إسرائيل وأحد أشكال الردع هو التحضير للحرب الكبرى».