كانت الإعلامية بثينة عليق فرصة للرأي العام العربي واللبناني لاستخراج الكثير من الوضوح في مقاربة القضايا الإقليمية واللبنانية، على لسان سيد المقاومة، في حوار مميز لإذاعة النور في الذكرى العشرين لانتصار 25 أيار 2000.
في رؤية السيد حسن نصرالله للبيئة الاستراتيجية المحيطة بالصراع مع كيان الاحتلال، ثقة بأن الكيان لم يشفَ ولن يشفى من هزيمة أصابت روحه وتتعمّق. والمقاومة لم تفقد قوة الروح التي صنعت انتصارها بل هي تتعزّز. وفي عناصر القوة لم ينجح الكيان بحل معادلة الردع التي هزمته. ومعادلة الردع صارت أشد وأمتن وأرسخ. والمعركة بين حروب لم تغير قواعد الإشتباك وإن فعلت لاحقاً فلصالح تغيير يفجر حرباً شاملة يطرح خلالها وجود الكيان نفسه.
في قراءة أزمات الداخل اللبناني، واقعية وتطلعات في أجوبة السيد نصرالله. فالتغيير الذي يطالب به الكثيرون لا يمكن تحقيقه بالقوة، ولا في ظل اصطفافات طائفيّة ثبت أنها أقوى من موجة التغيير التي ظهرت في 17 تشرين. والانتخابات النيابية هي التي تظهر حجم خروج الناس عن التموضع الطائفي وفتح الطريق نحو الإصلاح السياسي، أما مكافحة الفساد فلا تتم على قاعدة الاتهام السياسي والتحصين الطائفي، والقضاء هو مدخلها الحصري، ولذلك فالمعركة طويلة ومعقدة، لكن لا يجوز التنازل عنها. أما في الحلول الاقتصادية فالطريق واضح وعنوانه التوجه شرقاً من سورية إلى العراق وصولاً للصين، لكن المطلوب إرادة سياسية.
للحلفاء دعوة من السيد نصرالله لتفهم الخصوصيات المتبادلة، والنظرات المتباينة، وعدم الوقوع في الشعبوية على حساب إدارة الخلاف بين الحلفاء.
جولة شاملة في قضايا المنطقة توّجها السيد نصرالله بالجزم بأن رحيل الأميركيين من المنطقة حتميّ، وأن نهاية كيان الاحتلال قد لا تحتاج حرباً.
نقاط على حروف كبيرة وضعها السيد نصرالله، وأسئلة نقلتها بثينة عليق عن ألسنة الناس.