الرفيق ريمون حريق الصديق الذي غاب
في سيرتي ومسيرتي عرضت لدور الرفيق ريمون حريق في جعلي أقترب من الحزب، إلى جانب دور العائلة المعجبة بغسان تويني وجريدة النهار، حتى إذا اقترنت ابنة عمي ماري نجيب ناصيف(1) بالرفيق ميشال صباغة، وتعرّفتُ على صديقه وزميله في العمل الرفيق فريد خزعل، سرت أولى خطوات انتمائي إلى الحزب، فتمّ ذلك أواخر العام 1956.
ريمون حريق، الدمث، الطافح بالمحبة والتعاطي الرحب المشدود بكليّته إلى نهج الأخلاق القومية الاجتماعية، كان زميلي في مدرسة مار إلياس، بطينا مع زملاء أذكر منهم: ريمون سميرة، سعد مجدلاني، خليل بطشون، منى إميل ديب ورياض حمزة.
كان ريمون حريق ألصقهم إليّ، حتى إذا توظّفت في «بنكو دي روما» كان الرفيق ريمون قد التحق بمعهد الفرير في بعبدا، فكان يتردد إلى البنك لمتابعة الأعمال المالية، وتابع تردّده بعد أن انتقل إلى مجلة «الطبيب».
على مرّ تلك السنوات كنت على تواصل مع الرفيق ريمون، حتى إذا اقترنت ابنته زينة من الرفيق روجيه حتي، كنت مدعوّاً إلى العرس، فحضرته في إحدى كنائس عين الرمّانة.
ومرّت السنوات، ورحت أتردّد إلى «ضهور الشوير» في البدء بحكم مسؤولياتي الحزبية، ثمّ عندما عاد الأمين نوّاف حردان من المغترب، ومقيماً صيفاً في ضهور الشوير، في تلك الفترة رحت التقي الرفيق ريمون.
في الصيف قبل الماضي، بدأ الداء الوحش يقتات من ذاكرة الرفيق ريمون..
ريمون… حبيبي ريمون
يبتسم بوجهه الطافح بالعافية والبشاشة، إنّما لا جواب لم يعد يعرفني، مع ذلك كنت كلّما تسنّى لي من وقت، أزوره لأسأل الفاضلة عقيلته عنه، ومستمراً بالاتصال الهاتفي عندما أغادر الضهور إلى بيروت بعد تشرين الأول.
بتاريخ 26 شباط رحل الرفيق الآدمي، الطيب، الصادق، القومي الاجتماعي.
عندما خسر شقيقه الرفيق سميح في عزّ شبابه، بكى كالطفل، بكيت معه. فالرفيق سميح كان نسخة طبق الأصل عن الرفيق ريمون، وما زلت لتاريخه، أذكر طلّته وعنفوانه والتزامه الرائع بالحزب.
ترى، كم ستين عاماً سأحتاج قبل أن أنسى الرفيق ريمون حريق؟
*
عرفت عائلة حريق انتماء العديد من القوميين الاجتماعيين، أذكر منهم فهد حريق، نجيب حريق، الرفيقة لور حريق، الأمين عصام حريق، الرفيقات نجوى وسلام ورنا حريق.
كثيراً ما رغبت إلى الرفيقة الراحلة نازك بربر صوايا أن تزوّدني بمعلومات عن صهرها الرفيق فهد حريق، واليوم أدعو حضرة الأمين عصام حريق لأن يغني تاريخ الحزب بمعلوماته عن الرفقاء الكثر من عائلة حريق، ومنهم من كانت له بصماته في درب النضال الحزبي، إلّا أنّ ما يجدر الإشارة إليه هو المربّي المميّز إسكندر حريق الذي كنت نشرت نبذة عنه(2).
هوامش:
1 – أوردت عنها في الحلقات الأولى من سيرتي. هي ابنة عمي نجيب، التي نقلها والدي إلى منزلنا وهي طفلة بعد أن كانت توفيت والدتها ماري شحادة، فوالدها نجيب ناصيف.
2 – إسكندر حريق: للإطلاع على النبذة المعمّمة عنه الدخول إلى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info