المطارنة الموارنة: لحوار شامل يستلهم الثوابت
جدد المطارنة الموارنة دعوة المجلس النيابي إلى «القيام بواجبه الدستوري، في انتخاب رئيس للجمهورية، لأن من دونه لا قيام ولا انتظام للمؤسسات»، واعتبروا «أنه كلما طال الفراغ في سدة الرئاسة الأولى تعرّض لبنان للانكشاف أكثر داخلياً وخارجياً، وزادت التعقيدات في الملفات الوطنية»، وأهابوا «بالمسؤولين عن الشأن العام التطلع إلى المصلحة الوطنية العليا، وتحمّل المسؤولية التي تمليها عليهم الخصوصية اللبنانية والواجب الدستوري».
وإذ أشاد المطارنة الموارنة في إجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال بشارة الراعي «بجوّ الحوار الناشئ بين أفرقاء الداخل اللبناني، لأن التواصل والتفاهم هما في أصل النظام التعددي في لبنان»، أبدوا خشيتهم «أن يبقى هذا الحوار على مستوى إدارة الخلافات الثنائية، فيما نحن أحوج ما نكون إلى حوار شامل يستلهم الثوابت اللبنانية، المتضمنة في الميثاق الوطني وفي الدستور، حتى تصبّ هذه الحوارات في مصلحة لبنان ومنعته ورقيه، و مصلحة اللبنانيين جميعاً»، وأكدوا «أن لا مستقبل واعداً للبنان، إذا استمر أسير المحاور الإقليمية وتلك الداخلية الناشئة عنها، ورهين المصالح الفئوية المذهبية والحسابات الخارجية».
ولفت المطارنة إلى «أن الجوّ السياسي والأمني القائم تمتد سحبه على الاقتصاد، إذ بات الكثيرون يطلقون صفارات الإنذار على الصعيد الاقتصادي. فلا قيمة لأي عمل سياسي ولا مبرر له، إذا لم تكن غايته تنظيم سياسة اقتصادية تنطلق من كرامة كل مواطن، وتعمل على تأمين الخير العام، وتوفر لجميع المواطنين عملاً كريماً وتربية وعناية صحية. ولعل ما يزيد المسألة تعقيداً انكشاف الأمن الغذائي والبيئي بسبب عوامل كثيرة أهمها الفساد، وتعطيل الرقابة، والفلتان الذي يضرب معظم المرافق، وغياب التنسيق بين الوزراء، وسيطرة منطق اللادولة على الكثير من المؤسسات العامة، وتفلت الاقتصاد من المعايير والضوابط».
وذكّر المطارنة الموارنة بـ «في خضم كل هذه الأزمات بملف العسكريين المأسورين لدى تنظيم داعش وجبهة النصرة في جرود عرسال وقد بلغ مرحلة، يكاد أهلهم يفقدون معها الأمل بعودتهم»، وناشدوا الحكومة «العمل على إنضاج رؤية متكاملة بهذا الخصوص، والسّير في هديها، من أجل تحريرهم، لتلافي خسارات جديدة لا يحتملها أهلهم، ولا حتى لبنان الذي يكفيه ضحايا ابرياء»، وجددوا «دعمهم الكامل للجيش وسائر الأجهزة الأمنية».
من جهة اخرى، جدد المطارنة الموارنة «مشاركتهم مأساة الشعوب في بلدان المشرق الذين يعانون ظلماً من ويلات الحرب والتهجير والتشتت في بلدان العالم»، وأشادوا بصمودهم وتمسكهم بالإيمان»، مطالبين المجتمع الدولي «بالإسراع في وضع حدّ لهذا الظلم».
وكان الراعي واصل استقبال المهنئين بالأعياد، فاستقبل رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان الذي أكد «أن المشكلة الأساس ليست في انتخاب رئيس ولا الإنتخابات ولا تشكيل الحكومات، إنما في تكوين النظام السياسي الفاسد القائم على التمييز العنصري الطائفي البغيض»، لافتاً إلى «ان ما يسمى بالطائف أو دستور الطائف أعاد البلد الى الوراء في المجالات، كافة، وعزّز روحية الإنقسام المذهبي والطائفي على حساب المواطنية والهوية، وعلى حساب كل المفردات الوطنية العامة التي جعلت في لبنان مفهوم الخيانة وجهة نظر».
والتقى الراعي وفداً من «اللقاء الوطني» برئاسة الوزير السابق عبد الرحيم مراد الذي اعتبر «أن الأولوية اليوم للاستحقاق الرئاسي، اذ لا يجوز أن يبقى لبنان بلا رئيس».
كذلك استقبل الراعي وفداً من قيادة الرابطة السريانية برئاسة حبيب الذي تحدث عن كيفية تحصين الحضور المسيحي اللبناني بعيداً من خلافاتنا الشخصية من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية ووضع قانون انتخابي.
ولفت إلى «أنه توافق والبطريرك الراعي على ضرورة أن يعمل المسيحيون بعمق وبجدية للحفاظ على آخر معاقل المسيحيين هنا».