«زينة… بيّضتها» وتعيد إلى الأذهان عاصفة عام 1992

أخيراً، وصلت «زينة»، وأصبحت حديث الجميع في لبنان، من المواطن العاديّ إلى الغني والمسؤول وحتّى مهووسي مواقع التواصل الاجتماعي. ما حدا ببعض «النكتجية» إلى ترويج طرفة مفادها، أنّ زوج «زينة» طلّقها لأنّها أصبحت على كلّ لسان!

وبالعودة إلى وصول «زينة» بـ«همروجتها» المصحوبة بالرياح القوية وأمواج البحر العالية التي اجتاحت الطريق في عين المريسة والمنارة، والتي اجتاحت المعالم الأثرية في جبيل، وأيضاً مع مشهد لم يألفه اللبنانيون من قبل، إذ تصاعد دوّار هوائيّ، أو ما يعرف بـ«تنين البحر»، قبالة شاطئ الرملة البيضاء، أدهش من رآه.

هذا في بيروت وساحل جبيل، أما في الداخل وفي باقي المناطق، فالحديث يطول. من خراب في المنشآت والبساتين والسيارات ساحلاً، إلى تساقط الثلوج وقطع الطرقات جبلاً وداخلاً، إلى مآسٍ عكّرت الفرحة بقدوم «الجنرال الأبيض».

تقريرنا التالي يبدأ بما نشرته مصلحة الأرصاد الجوّية في مطار بيروت الدولي أمس، وننتقل إلى إرشادات قوى الأمن الداخلي، ثم جولة مع «زينة» إلى غالبية المناطق اللبنانية.

«زينة» مستمرّة، أقلّه حتى الأيام القليلة المقبلة، ما يذكّر اللبنانيين بعاصفة عام 1992، التي طمرت قرى بحدّ ذاتها، ومنها حزّرتا.

الأرصاد الجوّية

توقّعت مصلحة الأرصاد الجوّية في إدارة الطيران المدني، أن يكون طقس لبنان اليوم غائماً جزئياً مع أمطار متفرّقة ورياح ناشطة نسبياً ودرجات حرارة متدنية تؤدّي إلى موجات من الصقيع، وتتساقط الثلوج على ارتفاع 400 متر وما دون ذلك في مناطق الشمال، مع حدوث انفراجات واسعة خلال النهار ويحذّر من تكون الجليد على 400 متر. أما غدا، فيكون الطقس غائماً جزئياً مع أمطار وثلوج خفيفة ومتفرّقة على ارتفاع 400 متر خلال الفترة الصباحية، خصوصاً في مناطق الجنوب والداخل، ورياح شمالية باردة تؤدّي إلى انخفاض إضافيّ في درجات الحرارة وموجات من الصقيع. ويتحوّل الطقس بعد الظهر إلى قليل الغيوم، مع تحذير من تكوّن الجليد على ارتفاع 400 متر. إذ لا يزال لبنان والحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط تحت تأثير العاصفة «زينة» التي تحمل معها أمطاراً غزيرة وثلوجاً ورياحاً شديدة، مصحوبة بعواصف رعدية.

درجات الحرارة المتوقعة اليوم على السواحل من 4 إلى 9 درجات، فوق الجبال من 5 درجات تحت الصفر إلى صفر، في الأرز من 9 درجات تحت الصفر إلى 6 درجات تحت الصفر، في الداخل من 3 درجات تحت الصفر إلى درجة. الرياح السطحية جنوبية ـ غربية إلى غربية، سرعتها بين 25 و50 كيلومتراً في الساعة، تشتدّ أحياناً لتصل إلى 65 كيلومتراً في الساعة. الانقشاع سيّئ إجمالاً. الرطوبة النسبية على السواحل بين 65 و85 في المئة. البحر هائج 4 أمتار ، حرارة سطح الماء 19 درجة. والضغط الجوّي 758 ميلليمتراً زئبقاً.

إرشادات

صدر عن شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي البلاغ التالي: «بناء على توجيهات وزير الداخلية والبلديات، تقوم قوى الامن الداخلي بعملها على جميع الاراضي اللبنانية بتسهيل تنقلات المواطنين ومساعدتهم وإعلامهم على مدار الساعة عن حال الطرقات، خصوصاً الجبلية.

وفي هذا السياق، تطلب منهم التقيد بالاجراءات الوقائية التالية:

ـ القيادة بحذر وعدم سلوك الطرقات الجبلية إلا عند الضرورة القصوى وبعد التأكد من حالتها.

ـ تجهيز سياراتهم بالسلاسل المعدنية أثناء سلوك الطرقات الجبلية والتأكد من جهوزيتها الميكانيكية والمصابيح والاطارات.

ـ عدم التنقل على الطرقات الجبلية غير المأهولة سيراً على الأقدام كي لا يتعرضوا للاحتجاز والمحاصرة من جراء تساقط الثلوج وسوء الأحوال الجوية.

ـ التأكد من عدم تسرب الغاز من مواسير المدافئ التي تعمل على الغاز.

ـ عدم التدفئة على الفحم قبل اكتمال احتراقها وتحوّلها إلى جمر منعاً للاختناق.

ـ ترك مسرب للهواء داخل المنزل كي لا ينفذ الأوكسيجين.

ـ تثبيت الأشياء الآيلة للسقوط بسبب شدة الرياح لئلا تتسبب باضرار.

ـ الاتصال بغرف عمليات قوى الامن على الرقم 112 في حال التعرض لأي طارئ».

بيروت والجبل

استنفرت بلدية الغبيري بكلّ ورشها الفنية طوال يوم أمس وخلال اشتداد العاصفة ليلاً، وعملت على إزالة الاشجار الساقطة على الطرق 7 أشجار كبيرة ، إزاحة اللوحات الاعلانية واللافتات المتساقطة 8 ، إزالة اللوحات الاعلانية المتهاوية على الطرق 3 لوحات ، فتح المجاري المسدودة بالنفايات وأغصان الاشجار وتنظيفها في خمسة مواقع. إزاحة أعمدة الانارة المتهاوية على الطرق 3 أعمدة ، إزالة الخيم المعدنية المتناثرة والملاصقة لشاطئ الجناح وإخلائها من شاغليها حرصاً على سلامتهم. معالجة خيمة حاجز قوى الأمن في الشياح ـ طريق صيدا القديمة. مع الحرص على تأمين سلامة المواطنين المقيمين في بيوت متصدعة في منطقة الجناح. واستمر عمل الورش طوال الليل مع متابعة المعنيين وسهرهم من منطلق حرصهم على تأمين السلامة العامة والسعي إلى تخفيف الأضرار المتوقعة.

وتسببت العاصفة الثلجية في منطقة الشوف بقطع معظم الطرق الجبلية بدءاً من ارتفاع 800 متر وما فوق، بعدما وصلت الثلوج إلى حدود 600 متر، فيما بلغت كثافة الثلوج في قرى الشوف الاعلى حدود 50 سنتمتراً. وعملت الجرافات التابعة لوزارة الاشغال العامة منذ الصباح على فتحها، لكن استمرار العاصفة حال دون فتحها بشكل كامل إلا أمام السيارات المجهزة بسلاسل معدنية وذات الدفع الرباعي، وذلك مع شلّ المنطقة بعد إقفال جميع الطرق والمؤسسات العامة والخاصة والقطاعات التربوية.

وترافقت العاصفة مع برق ورعد وضباب كثيف وبرد، وألحقت الرياح الشديدة السرعة والثلوج أضراراً في الاسلاك الكهربائية وخطوط التوتر العالي، إذ غاب التيار منذ يومين، كما سببت العاصفة أعطالاً في خطوط الهاتف والانترنت، إضافة إلى أضرار كبيرة في الاشجار المثمرة لا سيما الزيتون من جرّاء تحطم الاغصان وتشلّعها، والخيم البلاستيكية.

الجنوب

وغطت الثلوج معظم قرى قضاء بنت جبيل، إذ بلغت سماكتها في مدينة بنت جبيل ومارون الراس حوالى 15 سنتمتراً تقريباً، ما أدّى إلى تعذّر سير السيارات غير المجهزة بسلاسل معدنية أو الرباعية الدفع على الطرقات. وعملت قوى الامن الداخلي والبلديات على فتح الطرقات.

وتسببت العاصفة والامطار الغزيرة في منطقة صور بقطع عدد من الطرق، وعملت فرق الدفاع المدني على فتحها بالتعاون مع البلديات، وأبرزها الطرق التي تحوي أنفاقاً مائية صغرى على السواقي وتجمعات مياه الامطار.

وناشد أهالي شرق مدينة صور المعنيين بضرورة إيجاد حل وفتح طريق صور ـ الناقورة عند منطقة رأس العين التي قطعت بسبب غزارة الأمطار، إذ كوّنت شبه نهر، قطع الطريق امام حركة السير، باسثناء السيارات العالية، وشكلت الامطار زحمة سير خانقة.

كما أنّ العاصفة التي ضربت لبنان فرضت سيطرتها بشكل كلّي على عاصمة الجنوب صيدا وقرى بلدات شرق صيدا، ولم تتوقف بسبب تساقط غزارة المياه المصحوبة بحبّات البَرد.

كما مدّدت العطلة القسرية للملاحة في المرفأ إضافة إلى توقف الصيد البحري بسبب الأنواء البحرية القوية والتي ضربت الأمواج العاتية بقوة رصيف المرفأ بعدما بلغ ارتفاعها أكثر من أربعة أمتار، إذ انصرف صيادو الأسماك منذ صباح أمس إلى اتخاذ التدابير الاحترازية على رصيف مينائهم تحسّباً لأيّ طارئ، فعملوا على تغطية شباكهم وتثبيت مراكبهم ورفع بعضها إلى رصيف الميناء. كما نتج عن العاصفة المصحوبة بشدة الرياح إلى اقتلاع عددٍ من الأشجار المعمرة في بعض المناطق في المدينة أبرزها في ساحة الشهداء، الموقف الخلفي لمركز البلدية، منطقة الهلالية- القياعة، وشارع جنبلاط. إشارة إلى ان بلدية صيدا أنشأت غرفة عمليات تحسباً لأي طارئ والدخل السريع.

ليلة مرعبة مرت على منطقة الزهراني نتيجة العاصفة «زينة»، إذ كانت الرياح شديدة وقوية جداً، والأهالي تخوّفا من المزيد من الكوارث الطبيعية التي عادة ما تتسبب بها العواصف.

وتسببت العاصفة باقتلاع بعض اللوحات الاعلانية الكبيرة والصغيرة على أوتوستراد الزهراني وباقتلاع الأشجار والخيم البلاستيكية، والمزارعون في حال ترقب تخوفاً من الآتي لأنه بات من الواضح أن العاصفة ستتجدد.

وتساقطت الثلوج في شبعا وكفرشوبا، وأقفلت معظم الطرق العامة والفرعية، ونشطت جرافات البلديات ووزارة الاشغال على فتحها، في حين أن فرق الدفاع المدني والصليب الاحمر اللبناني تأهبت لأيّ طارئ مع مشاركة كثيفة من «اليونيفيل» في فتح الطرق.

وإذ لوحظ تدنّي درجات الحرارة واشتداد سرعة الرياح، توفي الراعي السوري عمار كمال 35 سنة في منطقة الرشاحة في شبعا من جرّاء العاصفة، كما توفي طفل سوري 8 سنوات كان في طريقه مع والده وشقيقه عبر الطريق الجردية إلى شبعا.

كما توفي سوريّ آخر من مجموعة مؤلفة من أربعة اشخاص بينهم طفل كانت في طريقها ليل أول من أمس من سورية إلى شبعا عبر الطريق الجبلية الوعرة. وكان في حال حرجة بعدما عثر عليه عناصر الجيش اللبناني في مركزه في منطقة رشاحة، في وقت تعذّر وصول فرق الانقاذ. وبذلك، ارتفعت الحصيلة إلى ثلاثة، فيما نجا سوري آخر عمل الجيش على نقله عبر ملّالة عسكرية إلى شبعا.

وضربت العاصفة منطقة اقليم الخروب، إذ بدأ تساقط الثلوج منذ الصباح الباكر، فيما سجلت غزارة في هطول الأمطار التي حولت معها معظم الطرق إلى مستنقعات وبحيرات بسبب عدم قدرة المجاري والأقنية على استيعاب الكميات الكبيرة.

أما في إقليم التفاح، فتساقطت الثلوج صباحاً على مناطق جباع، جرجوع، عين بوسوار، وتسببت بقطع الطرق، وقامت جرّافة تابعة للدفاع المدني اللبناني من المركز الاقليمي في النبطية بالعمل على فتح الطرق، فيما التزم المواطنون منازلهم.

وأدّت العاصفة إلى تطاير عدد من اللوحات الاعلانية على دوار كفررمان وعلى جادة محمود فقيه في النبطية وفي عدد من بلدات المنطقة نتيجة الرياح الهوجاء التي جاءت مصحوبة بحبات البرد، وبتساقط غزير للامطار. فيما حوّلت الامطار المتساقطة طرقات النبطية إلى بحيرات وبرك غاصت فيها السيارات حتى المحرك ما تسبب بتعطل عدد منها.

وغطّى الثلج معظم القرى في مرجعيون بدءاً من ارتفاع 600 متر. وفيما أقفلت كل المدارس التزاماً بقرار وزير التربية، فتحت الادارات العامة والمصارف ابوابها كالمعتاد. وبلغت سماكة الثلج في جديدة مرحعيون نحو 10 سنتمترات، إلا أن الطريق ظلّت سالكة.

الشمال

ارتفع منسوب مجرى النهر الكبير إلى حدود ثمانية أمتار لتغمر جسر حكر الضاهري الاثري، واجتاحت مساحات من الاراضي الزراعية.

كما تسببت الرياح العاتية وموجة البَرد وتدني درجات الحرارة، بنفوق ما يزيد على 15000 طير دجاج في مزرعتين يملكهما وليد قاسم في بلدة عمار البيكات.

وطالب قاسم الهيئة العليا للاغاثة بإيفاد خبراء من قبلها لمعاينة الاضرار التي تقدر بعشرات آلاف الدولارات.

وغطت الثلوج معظم المرتفعات الجبلية اعتباراً من ارتفاع 1100 متر وما فوق ولتبلغ سماكة الثلوج على ارتفاع 1300 متر أكثر 35 سنتمتراً، الامر الذي تسبب بانقطاع معظم الطرقات الجبلية لا سيما طريق القبيات الهرمل اعتباراً من محلة المخزن، وطريق عندقت اكروم بيت جعفر إلى طريق فنيدق القموعة الهرمل.

وقامت جرافات تابعة لوزارة الاشغال العامة والبلديات بالعمل على إعادة فتح الطرقات داخل القرى والبلدات الجبلية وبين بعضها. في الوقت الذي أقفلت معظم المدارس الرسمية والخاصة والفروع الجامعية .

وضربت صاعقة ليلاً محول الكهرباء الاساسي في بلدة مشمش ما أدّى إلى احتراقه وانقطاع التيار الكهربائي عن البلدة.

أما في المناطق الوسطية والساحلية فان الرياح العاتية الماطرة فرضت ايقاعها على مجمل النشاط العام ما انعكس حركة خفيفة في الشوارع، إذ آثر القسم الاكبر من أصحاب المحال والمؤسسات التجارية المكوث في منازلهم ما عدا محطات المحروقات والافران والصيدليات التي فتحت ابوابها لتلبية طلبات المواطنين الذين أقبلوا على شراء الخبز ومادة المازوت.

ودخلت مياه الأمطار والسيول خيم النازحين السوريين في بلدتَيْ الشيخ عباس والسماقية وأتت المياه على محتويات الخيم، وعانى النازحون طوال الليل من البرد القارس.

وتسببت العاصفة الثلجية في يومها الأول، بأضرار كبيرة في عدد من مناطق الضنية، فيما قطعت الطرقات الجبلية التي يزيد ارتفاعها عن 700 متر، وقد نفق عشرات رؤوس الماشية في بلدة عدوي، وتكسرت الأشجار ولا تزال طرق بقاعصفرين وعاصون والسفيرة وبقرصونا والقرى الجبلية المرتفعة غير سالكة، في حين بدأت آليات البلديات ووزارة الأشغال العامة بإعادة فتحها ولكن غزارة الثلوج حالت دون ذلك حتى ظهر أمس.

وكانت محطات المحروقات شهدت زحمة من المواطنين طلبا لمادة المازوت تحسباً للايام المقبلة وخوفاً من اشتداد العاصفة، فيما قدّمت بعض الجمعيات الخيرية صفيحة لكل عائلة سورية نازحة بعد فصلهم من برنامج الأمم المتحدة لإغاثة النازحين.

وأدّت العاصفة إلى تساقط البَرد في زغرتا وإن لفترة قصيرة وسط انخفاض في درجات الحرارة وضعف في حركة السوق إذ التزم المواطنون منازلهم وأقفلت المدارس أبوابها.

وارتفع منسوب مياه نهر رشعين وتحول لون المياه فيه إلى البني القاتم، نتيجة السيول والاتربة والوحول، فيما غرقت البساتين والمزروعات بالمياه، التي خرجت إلى الطرقات مشكلة بركا مائية كبيرة.

واستمر تساقط الثلوج في المرتفعات الجبلية ابتداء من بلدة سبعل في قضاء زغرتا، والتي تعلو حوالى 650 متراً عن سطح البحر. ووصلت كثافة الثلوج في بلدة إهدن إلى 50 سنتمتراً. وإذ انقطع التيار الكهربائي في البلدة، بدت الطرقات الجبلية سالكة امام السيارات المجهزة بالاضواء الكاشفة.

أما المواطنون فاستغلوا فترة قبل الظهر، لزيارة المرتفعات الجبلية من بلدة أيطو وصولاً إلى إهدن، ليتمتعوا بالزائر الابيض. وقصد عدد من المواطنين الطرق الرئيسة المؤدية إلى إهدن للتمتع بالثلج من جهة، ولتفقد مزروعاتهم ومنازلهم من جهة ثانية.

وضربت العاصفة الثلجية قرى منطقة بشري وبلداتها بدءاً من طورزا وصولاً إلى بقاعكفرا والارز، حيث بلغت سماكة الثلوج المتساقطة منذ بعد ظهر الثلثاء 75 سنتمتراً، فيما بلغت على طريق عام المنطقة 35 سنتمتراً. كما بلغت عمق وادي قنوبين مغطية أديارها وبيوتها بسماكة 15 سنتمتراً.

وأغلقت المدارس والمؤسسات والمحال التجارية وشلت الحركة كلياً، في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي منذ الاثنين ما ضاعف الآثار السلبية للعاصفة.

واستفاق أهالي البترون صباح أمس على أضرار لم يخل منها أي منزل او قرية من انقطاع الكهرباء عن المنطقة الوسطى وأعطال في شبكات الهاتف والانترنت إلى اقتلاع أشجار وسيول ووحول وأتربة وحجارة في وسط الطرق، ولفّ الضباب الكثيف القرى الوسطى وانهمرت الصواعق بقوة.

كما تساقطت الثلوج ابتداء من 500 متر عن سطح البحر وبلغت سماكتها 10 سنتمترات في بلدة دوما. وفي تنورين تساقطت الثلوج بكثافة وبلغت سماكتها 50 سنتمتراً في تنورين الفوقا وتراوحت بين 5 و10 سنتمرات في تنورين التحتا.

البقاع

وغطت الثلوج قرى وبلدات راشيا والبقاع الغربي، وبلغت سماكتها في الاماكن التي يزيد ارتفاعها عن الالف و200 متر حوالى المتر. وتعتبر قرى عين عطا، عيحا كفرقوق، نيطا، حلوى دير العشائر، عين التينة وميدون معزولة بسبب تراكم الثلوج، وعملت الجرافات التابعة لوزارة الاشغال على فتح الطرق بين المصنع وراشيا وطريق المرج جب جنين القرعون وطريق كفريا صغبين ومشغرة.

كما ان الجيش في حال جهوزية واستنفار وتقوم ملالاته بفتح الطرق في بعض القرى المعزولة للتدخل في حالات الطوارىء.

وتساقطت الثلوج فوق قرى جرود الهرمل ورأس بعلبك والقاع وبلدات الفاكهة وجديدة والعين والنبي عثمان، وقطعت الطرقات الجبلية حيث تجاوزت سماكة الثلج المتر، في حين تساقطت الثلوج في الهرمل بشكل متقطع مع ارتفاع منسوب نهر العاصي بسبب السيول.

كما تساقطت الثلوج بغزارة مع ساعات الصباح في مناطق بعلبك، وارتفعت سماكة الثلوج سهلاً وعلى المرتفعات، وأدّى اشتداد العاصفة صباحاً إلى سقوط بعض الاشجار المعمرة من الصنوبر والسرو والزيتون والشربين والاشجار المثمرة وانعزلت قرى حام معربون الخريبة عين البنية طفيل على السلسلة الشرقية وعيناتا الارز اليمونة على السلسلة الغربية فيما بقي الطريق الدولي سالكاً أمام السيارات المجهزة بسلاسل معدنية.

وبقيت الطرقات الجبلية سالكة للسيارات المجهزة وانقطع التيار الكهربائي منذ مساء أول من أمس عن قرى دورس الطيبة حزين مجدلون عين السودا الحمودية بريتال الطريق الدولي النبي شيت.

المشهد نفسه كان في زحلة وقرى قضائها، إذ ارتدت عروس البقاع اللون الابيض ووصلت سماكة الثلوج إلى 60 سنتمتراً في القرى التي يزيد ارتفاعها عن 1200 متر. في حين انهمك المزارعون بتفقد حقولهم الزراعية تحسباً من السيول.

كسروان وجبيل

وغطت الثلوج وسط كسروان بوشاحها الابيض، فأقفلت بعض طرقاتها الداخلية، وعملت البلديات على فتحها تسهيلاً لحركة الاهالي، فيما عملت الجرافات على تأمين الطرقات العامة. كما أصابت العاصفة بعض بلدات الوسط بأضرار متنوعة من اقتلاع اشجار الى انهيارات في بعض الجدران وسقوط لوحات إعلانية.

وأعلن رئيس بلدية جبيل زياد الحواط، أنّ العاصفة هدّدت مرفأ جبيل الأثري بالانهيار، وأنّ «المعنيين في وزارتَيْ الثقافة والأشغال لا يتجاوبون». وفي تغريدة على «تويتر» قال الحواط: «ناشدنا مراراً مديرية الآثار الطلب من وزارة الأشغال البدء بترميم مرفأ جبيل الأثري قبل الوصول إلى ما وصلنا إليه اليوم من كارثة».

وأوضحت وزارة الثقافة في بيان أنه «على ضوء العاصفة التي ضربت لبنان بشكل قوي، طالعتنا بعض وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية عن تضرر مرفأ جبيل الأثري وكونه مهدداً بالانهيار، فكلّف وزير الثقافة فريقاً من الوزارة يضم مهندسين وأثريين بالكشف الفوري على موقع المرفأ الأثري لمدينة جبيل وقد وضعوا تقريراً أكدواً فيه أنه لم يتبين أي انهيار في المعالم الأثرية العائدة للمرفأ المذكور».

وأوضح البيان أنّ وزارة الثقافة ـ المديرية العامة للآثار تؤكد عدم وجود أيّ تهديد بإنهيار مرفأ جبيل الأثري، وتؤكد متابعتها وسهرها الدائمين للمحافظة على جميع المواقع الأثرية في لبنان بكل الوسائل المتاحة لها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى