الممثل جابر جوخدار… يتحدّى كلّ العقبات في التجسيد ويصوّر الحالة كما هي
} محمد سمير طحان
شكّلت إطلالة الفنان جابر جوخدار في مسلسل «ورد أسود» من تأليف جورج عربجي وإخراج سمير حسين نوعاً من التحدي له لكونه جسّد شخصيتين مختلفتين لشقيقين توأم متناقضين في كل شيء مع خصوصية العمل الذي تناول المجتمعين السوري والجزائري.
وعن مشاركته في «ورد أسود» يقول الفنان جوخدار: كان التحدّي كبيراً والتجربة مغرية لجميع صناع العمل إلا أنه لم يحظ بفرصة عرض جيدة. فالعام الماضي كان عرضه حصرياً على قناة جزائرية وهذا العام لم يحظ بتوقيت عرض جيد على القنوات السورية، معرباً عن اعتقاده بنجاح العمل فنياً حيث استطاع أن يشدّ انتباه متابعيه بكل تفاصيله طيلة حلقاته وأن يترك أثره الجيد لديهم.
توقف جوخدار عند من ينتقد الأعمال الدرامية العربية المشتركة وفي الوقت ذاته يتابع الأعمال الأجنبية التي تضم ممثلين من جنسيات متعددة ولأجزاء كثيرة، مؤكداً أن أي جهد عربي مشترك هو أمر مهم ومطلوب في كل المجالات ولا سيما الفنّية والثقافية.
ولفت جوخدار إلى أن فترة ما قبل الحرب شهدت كثافة في عدد إنتاج الأعمال الدرامية السورية والتي كانت تفرز عدداً من الأعمال الفنية الجيدة إلا أن تراجع عدد الأعمال المنتجة في سنوات الحرب أثر على انخفاض نسبة الجيد منها إلى جانب منافسة دراما منصات البث الرقمي الحديثة لهذه الأعمال.
واعتبر جوخدار أن أساس وسرّ نجاح أي عمل فنّي تكمن في مضمونه الفكري وشكله الفني اللذين يقدمان للجمهور وبمدى ما يبذله صناعه من جهود لإيصال رسالته للمشاهدين أياً كان تصنيفه الفني والتقني.
وعن حال الدراما السورية اليوم رأى الفنان جوخدار أن نسبة الأعمال الجيدة في هذا العام زادت عن نسبتها في السنوات الثماني الأخيرة مع ظهور وجوه فنية جديدة تبشر بالخير إلى جانب وجود اهتمام واضح من قبل شركات الإنتاج بإعطاء مساحات أكبر للفنانين ليقدّموا ما لديهم من إمكانات فنية وليظهروا بالشكل الصحيح الذي يعبّر عنهم ويضعهم في مكانهم المناسب لدى الجمهور .
ويبدأ إعادة الألق للدراما السورية برأي جوخدار بإعطاء الفرص لأصحاب الاختصاص والموهوبين والاجتهاد في جميع مفاصل صناعة الدراما مع ضرورة امتلاكهم الوعي الفكري والمشروع الفنّي الحقيقي .
ويعبّر جوخدار عن تفاؤله بمستقبل الفنّ السوري عموماً ويختم بالقول: عبر التاريخ كانت سورية دائماً تمتلك أهم المفكرين والمبدعين وما نحتاجه اليوم هو زيادة الايمان بقدراتنا لنكمل مسيرة الفنّ السوري ونبني مستقبله القوي.
