أكدا التمسك بـ «يونيفيل» من دون تعديل لدورها عون ودياب للسفراء: لإلزام «إسرائيل» بالقرار 1701
شدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على أهمية استمرار وتعزيز الشراكة بين الجيش اللبناني وقوات «يونيفيل» وعلى الدور الذي تلعبه «يونيفيل» في رصد الخروقات «الإسرائيلية» اليومية، ونقل بيانات مفصّلة عنها إلى مجلس الأمن الدولي لتبيان خرق «إسرائيل» المتمادي للقرار 1701، وما تقوم به من خرق للأجواء اللبنانية لقصف الأراضي السورية.
كلام عون جاء خلال ترؤسه أمس في قصر بعبدا، في حضور دياب ووزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتّي، اجتماعاً مع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن: سفير روسيا ألكسندر زاسيبكين، سفير الصين وانغ كيجيان، سفير فرنسا برونو فوشيه، سفير بريطانيا كريستوفر ماكسويل رامبلينغ، سفيرة الولايات المتحدة الاميركية دوروثي شيا، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، وذلك للبحث في موضوع التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب بموجب قرار مرتقب لمجلس الامن.
كما حضر الاجتماع الوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير.
وأوضح عون في كلمته أن «هناك تعاوناً وثيقاً ودائماً بين الجيش و»يونيفيل» بكل مكوّناته منذ بداياته حتى اليوم. وأضاف «يونيفيل» تُعنى بشق أساسي هو متابعة ترسيم الخط الأزرق، وتستضيف قيادتها اللقاءات العسكرية ضمن الآلية الثلاثية التي تساهم في تخفيف حدة التوترات ومعالجة أي مسائل طارئة على الحدود».
وأشار إلى أنه «بفضل الشراكة القائمة بين الجيش ويونيفيل، ينعم الجنوب منذ أربعة عشر عاماً بهدوء فريد في منطقة تعجّ بالصراعات والحروب، كما تُعتبر يونيفيل من البعثات النموذجية التي يُحتذى بها على صعيد قوات حفظ السلام الدولية».
وأكد أن «الحاجة تتعاظم إلى استمرار مهمة «يونيفيل» لمؤازرة الجيش اللبناني في الظروف الدقيقة التي يجتازها الوطن والأزمات العديدة التي تعصف به، من الأزمة الاقتصادية والمالية، وجائحة كورونا، واستمرار الخطر الإرهابي في المنطقة، وأزمة النزوح السوري، إلى أزمة اللجوء الفلسطيني».
وقال «إن لبنان اذ يأمل أن يتمكن قريباً من استعادة مزارع شبعا وشمالي بلدة الغجر، والتوصّل إلى حل لنقاط الخط الأزرق التي يتحفّظ عليها، وترسيم الحدود البحرية، فإنّه يتمسّك حالياً بقوات يونيفيل والدور الايجابي الذي تلعبه».
وأشار إلى أن مجلس الوزراء اتخذ القرار بالتوجه إلى مجلس الأمن بطلب تمديد مهمة «يونيفيل» لسنة اضافية اعتباراً من 31 آب 2020 من دون تعديل لولايتها ومفهوم عملياتها وقواعد الاشتباك الخاصة بها تمكيناً لها من الاستمرار في القيام بدورها الحيوي.
بدوره، قال دياب إنه «منذ أن أقر مجلس الأمن الدولي القرار 1701، ولبنان ما يزال ملتزماً بتطبيقه، في المقابل، يتعرّض القرار لخرق متواصل ويومي في البر والبحر والجو، من قبل الاحتلال الإسرائيلي».
ورأى «أن الاستقرار في جنوب لبنان ثابت بقرار لبناني مفاده الاحتكام إلى الشرعية الدولية في فرض هيبتها ومنع العدوان على السيادة اللبنانية، ولولا هذا القرار، لكانت الانتهاكات «الإسرائيلية» اليومية تسببت بتوتر دائم على الحدود».
ولفت إلى أن «لبنان يتطلع إلى تأكيد التزام الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حفظ الاستقرار على حدود جنوب لبنان، وفرض تطبيق القرار 1701 على «إسرائيل»، مشدداً على أن استمرار عمل قوات «يونيفيل» في جنوب لبنان هو حاجة دولية قبل أن يكون مطلباً لبنانياً.
وأوضح أن «وجود هذه القوات وفق الوكالة المعطاة لها، والدور المنوط بها، من دون أي تعديل في مهماتها، هو ضرورة لمنع التوتّر ولاستدراك أي خطر يلوح عند الحدود نتيجة الانتهاكات «الإسرائيلية» المتصاعدة للقرار 1701».
وأشار إلى أن لبنان يتوقّع أن يدرك المجتمع الدولي محاذير أي تعديل في عديد ومهمات اليونيفيل، كما يراهن على حكمة المعنيين في مجلس الأمن ووعيهم.
وعدد دياب مجموع الانتهاكات «الإسرائيلية» للسيادة اللبنانية خلال العام 2019 وحده والتي 2551 انتهاكاً. أما في العام 2020، فقد بلغ مجموع الانتهاكات 374 في البرّ و386 في البحر على مدى خمسة أشهر فقط، و250 انتهاكاً في الجو على مدى أربعة اشهر.
وبعد كلمتي عون ودياب تحدث السفراء، فأكد السفير الروسي تأييد بلاده لموقف لبنان مبدياً الاستعداد للتنسيق، مقدراً بإيجابية دور «يونيفيل» في المجالات كافة، وقال «المطلوب الاستمرار في مهمة «يونيفيل» من دون تغيير في مهماتها لأن ذلك يتجاوب مع مصالح جميع الأطراف المعنيين لأنه يخدم الأمن والاستقرار».
وشدد على أهمية تعزيز الشراكة بين الجيش اللبناني و»يونيفيل» وضرورة وقف الخروقات «الإسرائيلية» لسيادة لبنان، وتقديم الدعم الدولي للبنان في الظروف الصعبة التي يعيش فيها.
وأعرب السفير الصيني عن تأييد بلاده المبدئي للتمديد لـ»يونيفيل»، مشيراً الى أن الصين سوف تشارك في المفاوضات حول مشروع قرار التمديد وستدفع لجهة زيادة فعاليتها.
وأشار إلى أن بلاده سوف تواصل المشاركة في قوة «يونيفيل» وتعمل مع اعضاء المجتمع الدولي على المساهمة في الاستقرار والتنمية في لبنان.
وأشار السفير الفرنسي إلى «أن منطقة الجنوب هادئة وهي من أكثر المناطق هدوءاً في الشرق، فيما اعتبر السفير البريطاني أن «هناك مسؤولية على الجميع بوقف الخروقات، وأن تتمكن «يونيفيل» من القيام بمهامها من دون اية عوائق».
وقالت السفيرة الأميركية «إن الأملاك الخاصة لا يمكن ليونيفيل أن تنفذ اليها»، معتبرةً أن «المسألة يجب أن تُعالج بصراحة ومن دون أي تردد».
وأكد كوبيتش «أهمية مساهمة لبنان ودوره الفاعل في إعداد التقرير المتعلق بالتقييم الذي نقدمه الى الامين العام»، لافتاً إلى أن ذلك «سيشكل قاعدة للإنطلاق في مباحثات مجلس الأمن في ما يتعلق بموازنة «يونيفيل» وهيكليتها وعديدها وولايتها».