… وسيبقى أصحاب الرسالة والقضية قادرين على فكّ كلّ القيود والحصارات
} د. جمال شهاب المحسن
اليوم سأبدأ من الآخر …
إنّ العدو الصهيوني والإدارات الأميركية المتعاقبة وبعض الأعراب كانوا وما زالوا يراهنون على الحروب البيْنيَّة الداخلية لاستنزاف قِوانا وقدراتنا ومقدّراتنا كما فعلوا في الحرب الأهلية اللبنانية التي بدأت عام 1975 ولم تنتهِ ذيولها في أوائل التسعينيات من القرن الماضي وينسوْن أو يتناسون أنّ هناك مَن تفلّتَ من قيودها ومحاورها وجبهاتها العسكرية والأمنية وخطوط التماس ووجّه جهدَه وكفاحه وسلاحه المقدّس ضدّ رأس الأفعى الصهيونية التي توغّلت في الأرض اللبنانية لا سيّما في حزيران عام 1982…
وسيبقى المؤمنون والعقائديون وأصحاب الرسالة والقضية يتفلّتون من كلّ القيود والحصارات ليوجّهوا بنادقهم ضدّ العدو الرئيسي، فيسيرون على نفس الدرب الذي سلكه الشهداء الأبطال أحمد قصير وعروس الجنوب سناء محيدلي وإبن بيروت البار خالد علوان والقائد السيد عباس الموسوي والنائب مصطفى معروف سعد والشيخ راغب حرب وبلال فحص ومريم خير الدين والأخضر العربي وعلي أحمد داغر وجمال ساطي ومهدي مكاوي والقائمة تطول وتطول… حيث كتبوا حجّةً بالدّم هي الأغلى من كلّ كنوز الدنيا، فكسروا التحدي الإسرائيلي وكتبوا تاريخاً جديداً للبنان والذي لن يغيّره تحرك بعض المأزومين الموتورين بين الفيْنة والأخرى …
يوم السبت في 6/6 / 2020 خرج محازبو القوى المشبوهة التي آزرت الاجتياح الاسرائيلي في مثل هذه الأيام من عام 1982 لتطالب بنزع سلاح المقاومين الأبطال الذين اقتحموا كلّ الحصون وقاتلوا بشرف وكرامة كلّ الأطماع والاجتياحات “الإسرائيلية” وحققوا الانتصارات المتتالية على العدو الصهيوني وكلّ حلفائه وأدواته العميلة، فتحركوا في مجموعات تستغلّ المطالب الشعبية بشأن ضرورة تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمالية المتردية في لبنان وتتجاوز ذلك لطرح موضوعات سياسية ضدّ حزب الله وسلاح المقاومة بقرار من مشغّلها الأميركي وعلى وقْع ما يسمّى “قانون قيصر” والإجراءات الاقتصادية لتضييق الخناق على سورية واستهداف العلاقات الأخوية اللبنانية السورية… وهنا نجدّد التأكيد أنّ هذه المجموعات تمثل حفنة لبنانية مرتبطة بالسفارات الأميركية والغربية في حين أنّ الأكثرية الساحقة من اللبنانيين متمسكة بسلاح المقاومة والتحرير وبالعلاقات الأخوية المميّزة بين البلدين الشقيقين سورية ولبنان …
وعندما فشلت التظاهرة الأولى في ساحة الشهداء تحركت طوابير وإشاعات الفتنة التي أجّجتها بعض القنوات الإعلامية التي اعتمدت منذ فترة طويلة الأكاذيب والتحريض الفتنوي .
وهنا لا بدّ من التوقف عند ما كشفه وزير الداخلية والبلديات العميد محمد فهمي أنه “كانت توجد لدينا مؤشرات أولية الى إمكان دخول طابور خامس على خط التظاهر لإحداث فتنة، وهذا ما حصل”، مؤكّداً أنّ “القوى الأمنية ممسكة بالأرض جيداً وهي على جهوزية تامة لتحمّل مسؤولياتها في حماية السلم الأهلي والاستقرار الداخلي”، ومشدّداً على أنه “من غير المسموح إحداث أيّ فتنة طائفية او مذهبية مهما كلف الأمر”، ومشيراً الى أنه “على اقتناع بأنّ بعض الأحداث والهتافات التي سُجلت كانت مفتعلة ومخططاً لها عن سابق تصوّر وتصميم”، كاشفاً أنّ “هناك موقوفين والتحقيقات مستمرة لمعرفة الملابسات حول ما جرى .
هذا وتتواتر المعلومات التي تكشف عن نجاح الأجهزة الأمنية اللبنانية بتفكيك خلايا وشبكات إرهابية كانت تخطط لأعمال دموية خلال التظاهرات والاحتجاجات وسط العاصمة بيروت، لافتةً إلى أنّ الأجهزة الأمنية اللبنانية كانت قد فكّكت الأسبوع الفائت أربع شبكات إرهابية في لبنان، وإنّ الهدف الأساسي لهذه الشبكات كان الانخراط في احتجاجات وتحركات السبت الفائت والقيام بأعمال أمنية عدائية تستهدف المواطنين والسعي إلى إشعال الفتنة في البلاد، ومشيرةً الى أنه تمّ تفكيك أربع خلايا إرهابية من أصل ست موجودة في البلاد حيث تتمّ ملاحقة الآخرين ..
ويبقى أن نؤكد استمرارنا في فضح البيادق والأبواق التي تدّعي “العمل الثوري” لإحداث الفتنة الداخلية، مشدّدين على أنّ الثوّار الحقيقيين هم من يحمِلون بنادقَهم باتجاه فلسطين لتحريرها من الأشرار الصهاينة…
وبكلّ بساطة ووضوح فإنّ مَن يتحالف مع العدوّ الصهيوني من الأعراب هو عدوّنا ولقبُهُ العميل المجرم الإرهابي الغادر الساقط والخائن ولن يكون “ثائراً” على الإطلاق كما يروّجُ له في فضائيات الغش والخداع الأعرابية…
*إعلامي وباحث في علم الإجتماع السياسي