فوضى بين الحب والضياع
} د. سلوى شعبان
من منّا لا يدّعي محبة وطنه وبلده وتراب قريته ومنبت جذوره؟
كلنا وطنيّون بامتياز… كلنا نمجّد الوطن الساكن فينا… نتعالى على الجراح ونحمد الله على وجودنا سالمين حتى الآن لأننا نعيش بأمل الآتي الأفضل…
فنحن كما قال الكبير سعد الله ونوس محكومون بالأمل… الأمل الذي فيه التجدّد والتغيير نحو الأفضل الذي فيه انتقال نحو الأسمى والأرقى.
إذن… هو الأمل الملاذ الأوحد الذي ننتظر، كهلال عيد وشعاع نور وخلاص.
فأين نحن وهذا الأمل؟ وهناك مَن يعمل لتبديده وجعله يضمحلّ رويداً رويداً…
تخطيط واستراتيجيات محلية مغلوطة نالت لقمة العيش للكادح الفقير وزادته تعثيراً وفقراً وتعباً. وجعلته يلهث وراء لقمة عيشه فلا يلقاها، يدفع ضريبة الدولار وخزائن ذهب الرأسمالية الحالية، في وطن ينادي بالمساواة والاشتراكية .
وطن فيه عقول خبيثة ادّعت أنها تعمل لصالح الوطن! تدير دفة حياتنا للمجهول… وهنا السؤال:
كيف نخطط لمستقبل مجهول المعالم؟
فاقد الهوية!
خبرات ومهارات متنوّعة وإمكانات تجبر وسط ظروفها القاهرة لطلب اللجوء من دول أخرى تستفيد من إمكاناتها بالطريقة الأسلم فتنجز الكثير وتدهش العالم… رؤوس أموال لتجار حرب ولقمة عيش لا تهاب الشحّ والنقصان… تزداد يوماً بعد يوم وشريان دمها يورق من دماء من رحلوا ومن وقفوا .
بطاقات تبرمج رغيف الخبز ووقود الطهي وحرمان من أدنى مقوّمات الرفاهية والحياة… وعلى مبدأ هذا وطنكم فلتتحمّلوا…
إذن… إنها الاستراتيجيات المتضاربة والمتنافية… هنا في بلادنا تكاد تكون دوامة أوجاع ببوصلة دون اتجاهات… وفي الغرب وأميركا استراتيجيات مفاجئة مرتهنة بمبدأ الضغط يولد الانفجار أو بالأحرى لا يصحّ إلا الصحيح عبر التاريخ والزمن… وأحفاد لوثر كينغ قد استفاقوا على إرث جدّهم العتيق في الحرية. ..
مستنقع الأزمات محضّر مسبقاً…
يقدّمونه لنا كحديقة لزهر اللوتس، زهرة الخلود والأبدية… نعم حقاً نحن خالدون بالتحمّل والتصدّي لمصاعب الزمن…
وراسخون في الذاكرة…
وعلى قبورنا لا تنسوا إكليل غار وبندقية…