«الكتاب الأبيض».. مورد علميّ وطبيّ صينيّ لا يُقدّر بثمن
نشرت الحكومة الصينية الكتاب الأبيض الذي جاء بعنوان «مكافحة كوفيد-19: الصين تتحرّك»، وأصدره مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني، لـ»الاحتفاظ بسجل للجهود التي تبذلها الدولة لمكافحة الفيروس»، ولتقاسم خبرتها مع بقية العالم، ولتوضيح أفكارها بشأن هذه المعركة العالمية، حسبما جاء في الكتاب الأبيض.
فيما اعتبره العديد من المراقبين الأجانب يحمل قيمة علمية عالمية تمكّن البلدان من التعلم من تجربة الصين في مكافحة الجائحة.
في هذا الصدد، قال لي هي – أوك، مدير معهد سونغكيون للدراسات الصينية في جامعة سونغكيونكوان في كوريا الجنوبية، إنه «بعد تفشي كوفيد-19، مكنت جهود الإدارة الفعالة وإجراءات المكافحة القوية التي اتخذتها الحكومة الصينية من احتواء فيروس كورونا الجديد بسرعة».
ولدى إشارته إلى أن الصين تبنت طريقة مساعدة تتمثل في ربط 16 مدينة في مقاطعة هوبي، التي تضرّرت بشدّة من كوفيد-19، بمقاطعة أو بلدية صينية، أوضح لي أن «نهجاً كهذا أنشأ شبكة مساعدة متبادلة قوية للوقاية من المرض ومكافحته».
علاوة على ذلك، فإن، فتح مستشفيات مؤقتة في الوقت المناسب أتاح علاج مرضى كوفيد-19 الذين يعانون من أعراض خفيفة بشكل سريع وعلى نطاق واسع، وهو ما لعب دوراً هاماً في منع الانتشار المبكر للأمراض المعدية.
وقال الكتاب الأبيض إنه «في الفترة من 24 كانون الثاني إلى 8 آذار، حشدت الصين 346 فريقاً طبياً وطنياً، تتألف من 42600 عامل طبي وأكثر من 900 متخصص في مجال الصحة العامة لتقديم المساعدة العاجلة لهوبي ومدينة ووهان».
ومن جانبه، ذكر روني لينز مدير مركز الصين – البرازيل للبحوث والأعمال أنه «معجب بحقيقة أن العاملين في المجال الطبي بجميع أنحاء الصين سافروا إلى ووهان لمكافحة الوباء»، مضيفاً أن «العمل المنسق من قبل المجتمع بأكمله هو فقط القادر على تحقيق الوقاية من المرض والسيطرة عليها بشكل فعّال».
وذكر الكتاب الأبيض أيضاً أن «الصين استفادت من الدور الرائد للعلوم والتكنولوجيا، وطبقت نتائج الابتكار العلمي والتقني تطبيقاً كاملاً في مكافحتها لكوفيد-19».
وقال لينز إن «الصين، في معركتها ضدّ فيروس كورونا الجديد، التزمت دائماً بموقف علمي واستخدمت وسائل عالية التقنية مثل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي».
وذكر ألفريدو برونو، رئيس المركز المرجعي الوطني للإنفلونزا وفيروسات الجهاز التنفسي الأخرى في المعهد الوطني لبحوث الصحة العامة في الإكوادور، أن «الكتاب الأبيض الصيني حول معركة البلاد ضد كوفيد-19 هو مورد علمي وطبي لا يُقدر بثمن».
وقال برونو «منذ البداية، سعت الصين إلى اكتشاف الفيروس وتحديد تسلسله الجيني بسرعة»، مشيراً إلى أن «مركز بيانات الجينوم الوطني الصيني قام بنشر تلك المعلومات في بنك بيانات الجينوم العالمي».
وأشار الخبير إلى أن «ذلك سمح لكل دولة بأن تكون قادرة على تطوير أدوات التشخيص التي سمحت لها في المقابل، باكتشاف فيروس كورونا الجديد بسرعة، على عكس الأوبئة الأخرى».
وحول التعاون الدولي في مكافحة جائحة كوفيد– 19، ذكر الكتاب الأبيض أن «الصين تدعو إلى بناء مجتمع عالمي تكون فيه الصحة للجميع».
وقال الكتاب الأبيض إنه «يتعين على الدول أن تدعم بعضها البعض وتتكاتف لاحتواء انتشار الفيروس وحماية صحة ورفاه الناس في جميع أنحاء العالم».
وأشاد برونو بـ»التبرعات» التي قدمتها الصين للعديد من البلدان المتأثرة بالجائحة، قائلاً إنها «كانت ذات عون كبير».
وذكر أنه «يتفق تماماً» مع دعوة الصين لمزيد من التعاون العالمي للتغلب على جائحة كوفيد-19.
والطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها معالجة هذا الأمر هي أن نتحد جميعاً بغض النظر عن المعتقدات السياسية والظروف الاجتماعية، وفق ما أكده برونو.