عمر كرامي: الرئيس الوطني والعروبي والإسلامي المعتدل
أسامة العرب
مبكراً رحلت يا أبا خالد، فلبنان وطرابلس الفيحاء سيفتقدانك في هذه المرحلة الانعطافية والدقيقة التي تمرّ بها البلاد. فنحن ما زلنا من دون رئيس للجمهورية، كما أنّ خطر التطرف التكفيري يلفّ المنطقة العربية بأسرها.
بالأمس القريب شهدت طرابلس، مسقط رأسك، سلسلة من الأحداث الدامية التي كادت تصيب وحدتنا الوطنية في الصميم، وتودي بأهلك، الذين أحبّوك وأحبّوا الرشيد، إلى جحيم ويلات الاقتتال العبثي الذي لن يصل بأحد إلى مكان سوى الموت والدمار والعبث بأمن المدينة.
كانت قيادتك الحكيمة التي حملتها بأمانة من أخيك الكبير الرشيد سبيلاً لاستمرار وحدة أبناء طرابلس والشمال. ونحن في غيابك نتوسّم كلّ الخير في من سيكمل حمل هذه الأمانة بعزم وإرادة صلبة، أي في نجلك فيصل، أبو الرشيد، الذي أثبت مقدرة وحكمة في صيانة الخط العروبي ووحدة طرابلس والشمال ولبنان خلال توليه المسؤولية الوزارية.
إنّ بيتكم، بيت الوطنية والعروبة والإسلام المعتدل، إسلام المحبة والإلفة والتعاضد الإنساني، سيستمرّ في عطائه وقيادته لأبناء المدينة المناضلة التي آزرت في تاريخها قضية فلسطين المركزية، ولم تبخل أبداً في إظهار مواقفها المؤيدة والداعمة لكلّ القضايا الوطنية المحقة، بدءاً من معركة استقلال لبنان، مروراً بالدفاع عن فلسطين وحقوق شعبنا في أرضه، وصولاً، راهناً، إلى صيانة وحدة ونسيج لبنان والشمال وطرابلس أمام ضراوة الهجمة التآمرية التفتيتية والفئوية التي نشهدها جميعاً.
إنّ دفاعكم عن المقاومة وحقها بتحرير الأرض في الجنوب كان علامة فارقة في تاريخكم النضالي، وقد دفعتم في سبيل الدفاع عن كرامة لبنان وعروبته ثمناً باهظاً.
لقد عاديت يا أبا خالد كلّ أشكال الطائفية والمذهبية وكنت محقاً في مواقفك العروبية، ولم تتخلَّ عن البوصلة الوحدوية، في حين غادرها وهجرها وأزاح وجهتها نحو المذهبية والطائفية البغيضة كلّ أولئك الذين تمتعوا بنِعمها ووهج تأثيرها ومكاسبها.
نمْ هنيئاً، قرير العين يا دولة الرئيس، فعلى رغم كلّ المصاعب والأخطار فإنّ نجلك فيصل، سليل العائلة الوطنية الكريمة، لن يحيد عن خطك ومبادئك، وسيتولى قيادة الدفة من أجل حماية طرابلس والشمال ولبنان من الفتن والمؤامرات، كما سيستمر في تعزيز أواصر الوحدة الوطنية وصيانة استقلال لبنان وحدوده، كما الدفاع عن شعب فلسطين وحقوق اللبنانيين أمام استشراء الفساد والمحسوبيات وانسداد آفاق العيش والعمل في وجه الشباب ويدرأ عنهم قساوة الهجرة ومساوئها.
محامٍ، نائب رئيس هيئة
الصندوق المركزي للمهجرين سابقاًَ