الجغرافيا تغيّر الحقيقة والانتماء…!
د. محمد حسين خليق
في سورية ثوار وفي ليبيا مرتزقة!
هكذا بثت قناة «العربية» تقريراً إخبارياً مفصّلاً عن ١٣ ألف إرهابي من حملة الجنسية السورية في ليبيا! كما أعلنت في ذات التقرير أنّ قيادياً سورياً كبيراً من «داعش» أو «جبهة النصرة» قتل إثر غارة جوية ليبية…
التساؤل المنطقي: لماذا يتمّ توصيف السوريين بالإرهابيين والمرتزقة في ليبيا لكنهم شرفاء ومواطنون وثوار في إدلب وغيرها؟
وما دور تركيا في كلّ هذا الدمار الحاصل في سورية وليبيا والتقارير الدولية – خصوصاً العدوة – مجمعة على أنّ تركيا هي التي نقلت هؤلاء من جبهات الشمال السوري إلى ليبيا، وبعضهم (الدواعش) إلى أفريقيا، يعني جهة غير معلومة؟
بات واضحاً أنّ المجتمع الدولي المنافق بكلّ مؤسّساته يمارس اللعبة القذرة السياسية على الجميع بدءاً من دعمه لأردوغان لفتح حدوده مع سورية وإدخال عشرات الآلاف من الإرهابيين المرتزقة إليها بحجة دعم «الثورة» السورية! وتغيير النظام! وتكشف التقارير أنّ الأمر نفسه تفعله تركيا في داخل ليبيا الآن…
التقدير يقول: لا بدّ من زجّ تركيا (حزب أردوغان) في ملفات متعددة لاستنزافها اقتصادياً وإسقاطها سياسياً ودولياً؛ وذلك بعد فشلها في تغيير الواقع السوري وعجزها عن ترتيب ملف الإرهابيين المدعومين تركياً في سورية…
ليس أمام تركيا بعد أستانا وسوتشي إلا التخلص من الإرهابيين داخل سورية أو بنقلهم خارجاً في صراع آخر وعلى حساب أمن تلك الدولة واستقرارها، وفي كلّ الحالات الخاسر الأكبر تركيا في كلّ المسارات وداعمتها أميركا، والرابح الأكبر سورية وخطّ المقاومة…
وغداً لناظره قريب…